|
مجتمع ولمعرفة ما التوحد ومتى يمكن تشخيصه و ماذا يتطلب قياس وتشخيص التوحد بجوانبه المختلفة التقينا الدكتورة رنا عبد الرحمن قوشحة مدرسة في قسم القياس والتقويم التربوي والنفسي في كلية التربية بجامعة دمشق لنحاورها: اندماج في حركات نمطية - ما التوحد؟ التوحد هو عجز يعيق تطوير المهارات الاجتماعية، والتواصل اللفظي وغير اللفظي واللعب التخيلي والإبداعي، نتيجة اضطراب عصبي يؤثر على الطريقة التي يتم من خلالها جمع المعلومات ومعالجتها بواسطة الدماغ، مسببة مشكلات في المهارات الاجتماعية ومهارات التواصل حيث يعيش الطفل منغلقاً على نفسه لايكاد يحس بمن حوله ومايحيط به من أفراد وأحداث وظواهر، ويصاحبه اندماج في حركات نمطية أو ثورات غضبه كأي تغير في الروتين. ذكور أكثر من النساء -ومتى يمكن تشخيص حالة التوحد لدى الطفل؟ أقل من نصف حالات الإصابة يمكن تشخيصها بعد الولادة، وفي السنوات أو الشهور المبكرة الأولى، أما البعض الآخر فلا يمكن تشخيصها إلا في أوقات متأخرة بالإضافة إلى أنه يصيب الذكور أكثر من الإناث. - وماذا عن صفاته؟ هناك العديد من الصفات مع اضطرابات أخرى مثلاً السلوكية والانفعالية كالاندفاعية والعدوانية ولكنها تختلف عند الأطفال التوحديين خصوصاً. تقييم شامل - وكيف هو قياس وتشخيص التوحد؟ يتطلب منا اجراء تقييم شامل وعام لكل المشكلات المختلفة اللغوية، والسلوكية والتطورية لذا لابد من اشتراك جهود عدد من المختصين في مجالات علمية مختلفة باستخدام استراتيجيات تقييمية تقدم معرفة دقيقة لجوانب قوة الفرد التوحدي وجوانب ضعفه. وأما عن التشخيص فيتطلب اختبارات نظامية مثل الاختبارات اللغوية والمعرفية واختبارات غير نظامية مثل المقابلات الأسرية والاجتماعية ومهارات مساعدة الذات، وذلك للحصول على المعلومات الدقيقة في كل المجالات المعرفية والأسرية والعصبية والاجتماعية والحسية. ففي الجانب المعرفي مثلاً علينا التمييز بين التوحديين والمعوقين عقلياً. أما الجانب الأسري فلابدّ من معرفة مايحبه هؤلاء الأطفال في بيئتهم، لذلك تستدعي المقابلة، مقابلة الأفراد الذي يعيشون معهم ويحتكون بهم، لجمع معلومات دقيقة عن اتجاهات مثل هؤلاء الأطفال وإدراكاتهم ومشاعرهم ولتحديد الأوضاع التي تحدث بها هذه المشكلة. صفات مشتركة مع الأطفال وكذلك الجانب الطبي ويفيد في تشخيص الجوانب الحسية والحركية والعصبية وفحص السمع والبصر وإعطاء معلومات دقيقة عن الأطفال التوحديين، وذلك لأن بعض التوحديين يظهرون صفات مشتركة مع الأطفال الذين لديهم مشكلات سمعية وبصرية أو نوبات صرع حتى يكون التشخيص دقيقاً ومحدداً لطبيعة المشكلة. وعلى الجانب المدرسي لابدّ أيضاً من التعرف إلى جوانب القوة والضعف في أعمالهم المدرسية والاجتماعية فيقوم الفاحص بتقييم حاجات الطفل ومستوى أدائه في المجالات المختلفة الدراسية والمهنية واللغوية والكلامية، وذلك للتمييز بين المستويات المختلفة للتوحد (الخفيفة، المتوسطة، الشديدة فلكل فرد منهم مستوى وقدرات وخصائص تميزه عن غيره. ستة أعراض على الأقل وهناك أيضاً التشخيص المعتمد على الدليل التشخيصي الإحصائي للاضطرابات العقلية (4-DSM) الصادر عام 1994 يشير لظهور (6) أعراض على الأقل أو أكثر في المجموعات الأولى والثانية شرط أن يكون فيها اثنتان من أعراض المجموعة الأولى على الأقل، بالإضافة إلى عرض واحد على الأقل في كلتا المجموعتين الثانية والثالثة. ففي المجموعة الأولى: قصور نوعي في التفاعل الاجتماعي كالسلوك غير اللفظي، علاقات الزمالة المناسبة لنموه، التبادل الاجتماعي والانفعالي. قصور نوعي في التواصل بمعنى تأخر تطور اللغة الشفوية، استعمال متكرر للغة، غياب القدرة على التقليد الاجتماعي بما يناسب مرحلة نموه. أنماط من السلوكيات والرغبات والنشاطات النمطية المحددة والمكررة (ممارسة وسواسية محددة بنمط واحد رغباته الشاذة لفعل ما). أما المجموعة الثانية فهو أداء مختلف أو شاذ في واحدة من الفقرات التالية: التفاعل الاجتماعي، اللغة كما هي مستخدمة بالتواصل الاجتماعي، اللعب الرمزي أو التخيلي. وأما عن المجموعة الثالثة فهي مقتصرة على أنشطة الطفل على عدد محدود من السلوكيات النمطية (كاستمرار اللعب بأداة ما لفترة طويلة، اندماج كلي بنشاط ماشاذ طقطقة الأصابع أو ثني الجذع. وفي النهاية لابدّ من الإشارة أيضاً إلى وجود شذوذ وظيفي يظهر قبل العام الثالث في واحد مما يلي: استخدام اللغة بالتواصل. اللعب التخيلي، التفاعل الاجتماعي. |
|