تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


1.6 مليون جندي أميركي للحربين.. الكلاب لعلاج اكتئاب الصدمة ورقم قياسي للمنتحرين

وكالات - الثورة
أخبار
الاثنين 7-12-2009م
لاحرب دون خسائر وخسائر فادحة حتى ولو كانوا جنود قوة عظمى فجحيم الحرب الذي فتحته الولايات المتحدة في حربين ظالمتين في العراق وافغانستان يدفع جنودها

ثمنه من أرواحهم في ميدان المعركة أولاً وبمعاناتهم بعد عودتهم حيث تسجل معدلات الانتحار بين الجنود الاميركيين رقماً قياسياً جديداً ما يضاعف المخاوف من استراتيجية الرئيس الاميركي باراك أوباما من ارسال 30 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان.‏‏

وحسب دراسات وابحاث فإن 20٪ من 1.6 مليون جندي الذين شاركوا بالحربين كانوا يعانون أعراض الاضطرابات النفسية لما بعد الصدمة ولم يخضع اكثر من نصفهم للعلاج خشية من أن ينظر إلى طلب المساعدة كمؤشر على الضعف.‏‏

الجنرال بيتر تشيارلي، نائب رئيس أركان الجيش قال إنه تم تسجيل 141 حالة انتحار حتى الآن في العام الحالي، وهو ما يعادل عدد الجنود الذين انتحروا في العام الماضي.‏‏

وقال إن أكبر عدد من حالات الانتحار هذا العام وقد خلص الجيش إلى نتيجة مفادها أن اتخاذ إجراءات لتوفير رعاية أفضل وإجراء اختبارات لاكتشاف المشاكل النفسية يمكن أن تحقق نتائج.‏‏

وفي إفادة للبنتاغون, قال تشيارلي «من المؤكد تقريبا أننا سننهي العام على رقم أعلى من العام الماضي». وتوقع أيضا أن يكون 2009 هو العام الأسوأ بالنسبة للجيش على مدى عقود فيما يتعلق بالجنود «الذين يلقون حتفهم نتيجة الجروح التي يحدثونها بأنفسهم».‏‏

وفي هذا السياق قال تشيارلي «لن نفضل حدوث حالة انتحار أخرى العام الحالي أو في الأعوام التالية ولكننا نعرف أن الوضع لن يخلو من حالات انتحار أخرى».‏‏

ووصف الأمر بأنه مروع, مشيرا إلى أنه لا يريد التقليل من شأن تلك الأرقام. وقال إنه لا يزال صعبا تحديد دافع أو دوافع ظاهرة الانتحار، مشيرا إلى أن ثلث من انتحروا هذا العام لم يكونوا موجودين في مناطق القتال.‏‏

يذكر أن 71 جنديا انتحروا بعد صرفهم من الخدمة عام 2009 بزيادة حوالي 25% عن إجمالي نهاية عام 2008, وعاد بعضهم إلى ديارهم قبل أسابيع فقط من الانتحار.‏‏

وكان الجيش قد كشف في الآونة الأخيرة أن نحو واحد من كل خمسة جنود من الرتب الصغيرة يعانون مشكلات صحة نفسية مثل الإحباط.‏‏

يشار أيضا إلى أن قضية الرعاية النفسية للجنود برزت بقوة مؤخرا بعد عملية إطلاق النار في الخامس من الشهر الجاري في قاعدة فورت هود العسكرية بولاية تكساس حيث سقط 13 قتيلا.‏‏

كذلك أفادت صحيفة صنداي تايمز أن الجيش الأميركي يستخدم الكلاب والحيوانات لتخفيف التوتر لدى العائدين من القتال بالعراق وأفغانستان، وإعادة دمجهم بالمجتمع.‏‏

وقالت إن الجيش الأميركي يعتزم الأسبوع المقبل عقد ندوة عن العلاج بمساعدة الحيوانات بقاعدة فورت ماير الأميركية بفرجينيا، وسط تنامي القلق بأوساط كبار المسؤولين العسكريين من تزايد القتلى في الحروب وارتفاع معدلات الانتحار بصفوف الجنود.‏‏

فحتى أواخر تشرين الثاني لهذا العام أقدم 141 جنديا على الانتحار بزيادة حالة واحدة عن العام الماضي، وبلغت عدد حالات الانتحار عام 2007 نحو 115.‏‏

وتلفت صنداي تايمز إلى أن العديد من الجرائم التي ترتكب لها صلة بالضغوط النفسية الناجمة عن المشاركة بالقتال.‏‏

وقد تنبه المسؤولون بوزارة الدفاع (البنتاغون) إلى هذه المشاكل ما دفعهم للشروع بإجراء أكبر دراسة للصحة السلوكية وعمليات الانتحار بصفوف الجيش.‏‏

وترأس بيتر تشيارلي نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة قوة لمنع الانتحار فضلا عن تقييم عقلي لكل جندي، وكتب بمذكرة أن «الجيش متعب ويتعرض لضغوط كبيرة نتيجة صراع طال أمده».‏‏

وأشارت الصحيفة إلى أن مركز وولتر ريد الطبي بواشنطن قدم مبادرات عديدة بهدف إعادة إصلاح قدامى الحرب الذين يعانون أعراض ما بعد الصدمة.‏‏

ويقول المتخصصون بالطب النفسي إنهم يستخدمون الأحصنة والكلاب بشكل مطرد في العلاج. ونقل عن الطبيب المساعد ماثيو لوارنت قوله إن «الكلاب متجاوبة جدا وودها غير مشروط، ولها تأثير كبير» في العلاج.‏‏

وكان المركز الطبي قد قدم برنامجا لتدريب الكلاب التي من شأنها أن «تساعد على تنظيم المشاعر العاطفية» ولا سيما أن بعضهم طلب اصطحاب الكلاب معهم إلى المنازل.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية