تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الغنى السوري

حديث الناس
الثلاثاء 28-6-2016
مرشد ملوك

تتزاحم وتتراكم التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي خلفها الارهاب، واستدار العقل السوري الى مجابهة هذا االفعل الوحشي الذي يتناقض مع كل اتجاه حضاري تسعى البشرية الى تكريسه وتطويره في كل وقت وفي كل زمان.

اليوم تتجه الانظار ويميل الترقب الى شكل وماهية الحكومة السورية القادمة في ظل هذه الظروف التي تمر على البلاد، وفي هذا تزداد الاحاديث وتتزاحم التساؤلات حول الحكومة المرتقبة ، فهل ستكون حكومة حرب ؟ أم حكومة اعادة اعمار ؟ و هل تتطلب حاجة الظرف الراهن أن تكون حكومة اقتصادية تولي الاهتمام الأول الى تطوير وانقاذ الاقتصاد وبطبيعة الحال ايلاء الاهتمام الى الحاجات اليومية والمعيشية ؟ وهل تقتضي المصلحة الوطنية أن نبقى على نفس الشكل القائمة عليه الحكومة الحالية؟ أم نحتاج الى الاختصار في بعض الوزارات او اضافة وزارات جديدة ؟‏‏

حقيقة ربما يفرض الظرف الراهن الشغل على كل الطروحات السابقة، لكن الظرف نفسه يفرض الدخول في منطق الأولويات ، ومحاكاة الأمر بواقعية دون القفز الى ملفات لايمكن تحقيقها في مثل هذه الظروف ، من هنا لابد من الدخول في التحديد وفق استراتيجية واضحة المعالم والطريق ، وهذا ما يجب أن يكون واضحا في هوية وشكل الحكومة المرتقبة.‏‏

بناء على الطرح السابق يبرز الخيار والممر المشترك لكل الطروحات السابقة والمتمثل في الكفاءة والمهنية وامتلاك التقنيات الفنية العالية التي يجب ان تتوفر في أعضاء الحكومة القادمة ، لأن الولاء للوطن وللمواطن من المسلمات غير القابلة للنقاش، حتى الانتماء السياسي أصبح واضح المعالم والطريق في لوحة التحالفات التي يقودها حزب البعث العربي الاشتراكي .‏‏

نقول الكفاءة العالية غير القابلة للنقاش لأننا نمر في ظرف وطني خاص ، لايسمح لنا بمزيد من التأمل والتفكير وحتى التجريب في صناعة القرار واتخاذه في اللحظة المناسبة ، وكذلك يفرض الظرف الراهن وجود كفاءات خلاقة ومبدعة قادرة على اجتراح الحلول في نفس اللحظة، لاشك فان ماسبق من التحديات الكبيرة ، لكن الغنى السوري الممتلئ بكل شيء ربما يقدم المزيد من الخيارات لمن يريد .‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية