تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عمال فرنسيون في السعودية يستغيثون.. وهـولانــــد يتاجـــــر بمطـالـبـهـــــم

صفحة أولى
الثلاثاء 28-6-2016
ترجمة دلال ابراهيم

أرسل عمال فرنسيون يعملون في السعودية لدى شركة اوجيه , التي توقفت عن دفع رواتب موظفيها منذ أكثر من خمسة أشهر رسالة استغاثة يشرحون فيها أوضاعهم الكارثية بعدما أصبحوا رهائن في دولة لا تعويض لهم ولا حق لهم في تجديد تصاريح إقامتهم وبالتالي تأشيرة خروجهم .

ويتحدث ريمي كاتوس باسمهم في الرسالة التي نشرتها مجلة اكسبرس الفرنسية عن المأساة التي يعيشها أولئك , والتي يصفها بالجحيم يقول في الرسالة:‏

بعد خدمتي في الشركة بتفان وإخلاص لمدة ستة أعوام كمهندس معماري رموني الآن وزملائي على قارعة الطريق , لم نقبض منذ شهر أيلول المنصرم أي قرش من الشركة , حيث يبلغ ما يترتب أن تدفعه الشركة لي حوالي 65000 يورو . ونعيش الآن في هذا البلد , حيث يبلغ تعدادنا 200 موظف فرنسي في جحيم حقيقي وسط لا مبالاة عامة . بدأت قصتنا في التأخير في دفع الرواتب منذ عامين , ولكن انقطاعها بشكل كامل بدأت معنا منذ ستة أشهر .‏

ويشرح في الرسالة ظروف انهيار الشركة: منذ سبعة أعوام تعهدت الشركة التي تسلم إدارتها سعد الحريري خلفاً لوالده رفيق الحريري , حيث بدأت أحوال الشركة مذاك الحين بالتدهور بسببه وبسبب المحيطين فيه , بناء أضخم جامعة للمرأة في العالم خلال مدة عامين . إلا أن التقديرات المالية للكلفة كانت خاطئة , ولذلك فقدت الشركة مليارات الدولارات وبدأت مشاريعها تتعثر .‏

وقبل توقف رواتبنا ومنذ أن بدأت الشركة تتأخر في دفع تعويضاتنا أضرب بعض العمال , عندها أقدم المدير إلى حسم نصف يوم من أجورنا . وشيئاً فشيئاً بدأت الشركة تتوقف عن دفع فواتير المياه والوقود الضروري لتغذية مجموعة المولدات الكهربائية لموقع العمل الجديد الذي نقلتنا إليه الشركة فيما بعد . مواقع عمل لا كهرباء فيها , وبالتالي الحواسيب لا تعمل . لا مكيفات في صحراء تصل درجة الحرارة في الصيف إلى أكثر من 50 درجة وتهبط في الشتاء إلى ما دون الصفر . وقد طالبنا الشركة في رسالة وجهناها لها عن طريق محامي في فرنسا يدافع عن المغتربين الفرنسيين ندعوها للتفاوض حول شروط خروجنا . ولكن بقيت الشركة غير مبالية في طلباتنا , لأنها تعمل وفق قانون العمل السعودي . وعندما يتوقف راتب العامل في السعودية فإنه يفقد حقه في العمل . تتوقف حساباته المصرفية تلقائياً وبطاقته التأمينية وحتى حقه في الهاتف الخليوي , وذلك في بلد يعتبر نظام العمل فيه كارثيا وبالطبع لا وجود لشيء اسمه نقابات .‏

ولأنه لا يمكننا التقدم بطلب الحصول على تأشيرة خروج , هناك عائلات بأكملها محاصرة في السعودية منذ عدة أشهر . بعض زملائي فقدوا بعض أفراد عائلاتهم وأطفالهم , زوجة أو أم في بلادهم وهم غير قادرين على مغادرة الرياض لحضور جنازاتهم . وعلى الرغم أن جميع موظفي شركة اوجيه البالغ تعدادهم 50,000 موظف يعيشون نفس تلك الظروف الكارثية , إلا أنه لم يتم اتخاذ أي إجراء جماعي , لأنهم يعرفون أنهم لن يجدوا أي فرصة عمل . ومن يفكر في عقد اجتماعات من أجل إيجاد حلول , ينسف عمله ويتم استبعاده من العمل فوراً .‏

لقد خطينا رسالة إلى وزير الخارجية الفرنسية جان-مارك ايرلوت عبر الصحفي الفرنسي كلارنس رودريغز المقيم في الرياض , الذي أبدى تعاطفا مع قضيتنا , ولكن بقيت رسالتنا حبرا على ورق ولم يهتم بها أحد, حيث الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يتاجر بمطالبهم بصفقات مشبوهة.‏

وفي انتظار من يهتم بوضعنا , لا زال هناك 200 فرنسي مغترب مع عائلاتهم محاصرون في السعودية ،ويواصلون العمل لكن دون رواتب , ويريدون العودة إلى ديارهم ولكنهم لا يستطيعون , محرومون من أي حق , ينتظرون في صمت أن تتطور أمور في صالحهم .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية