|
وكالات- الثورة
فقد تلقى الرئيس بوتين رسالة من أردوغان أكد فيها اعتذاره عن مقتل الطيار الروسي قائد قاذفة سو 24 التي أسقطها سلاح الجو التركي في أجواء سورية العام الماضي. ونقل موقع روسيا اليوم عن ديميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية قوله ان أردوغان أعرب في رسالته عن استعداد أنقرة لاعادة تطبيع العلاقات مع روسيا. وفي الوقت الذي قدم أردوغان فيه الاعتذار أفرجت محكمة تركية امس عن الإرهابي الب أرسلان شيليك الذي ارتكب جريمة قتل قائد الطائرة الروسية سوخوي 24 التي اسقطتها مقاتلات تركية فوق الاراضي السورية في تشرين الثاني الماضي، ما يؤكد مضي القضاء التركي الذي يسيطر عليه نظام أردوغان بدعم الارهاب واغلاق القضية. وكالة سبوتنيك نقلت عن محامي المتهم قوله ان القاضي في محكمة مدينة ازمير التركية اتخذ قرارا بالافراج عن شيليك والمشتبه بهم الآخرين بكفالة عدم السفر وستعقد الجلسة المقبلة للمحكمة في 4 كانون الثاني القادم. يذكر أنه وبعد ان نجا الطيار اوليغ بيشكوف بالمظلة تعرض لاطلاق نار واعلن الإرهابي شيليك فيما بعد تورطه في الجريمة وجرى اعتقاله في ازمير اوائل نيسان الماضي. المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا جددت في وقت سابق دعوة النظام التركي إلى مساءلة مرتكبي جريمة قتل الطيار بيشكوف واعتبرت أن القضاء التركي يحاول اغلاق هذه القضية من خلال رفضه مساءلة شيليك وعدم ملاحقته رغم اعترافه بقتل الطيار الروسي. ورداً على تقديم الاعتذار التركي أكد رئيس لجنة مجلس الاتحاد الروسي لشؤون الامن والدفاع فيكتور زوبكوف ان الاعتذار الذي قدمه رئيس النظام إلى الرئيس بوتين انه يمكن النظر إلى الاعتذار على انه خطوة اولى نحو تطبيع العلاقات لكنها غير كافية مشيرا إلى ان على تركيا اتخاذ مزيد من الخطوات من اجل اعادة العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها. من جهته استبعد النائب الاول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي فلاديمير جباروف عودة العلاقات الروسية التركية إلى طبيعتها في المستقبل المنظور حتى بعد اعتذار أردوغان، مضيفاً لن أكون متفائلا فالعلاقات تتمزق بسرعة واستعادتها يتطلب فترة طويلة. العقوبات الروسية على أنقرة تكبد الاقتصاد التركي خسائر فادحة من جهة ثانية ذكر موقع قناة روسيا اليوم أن العقوبات التي فرضتها روسيا على انقرة في اعقاب حادثة اسقاط المقاتلة الروسية أدت إلى خسائر فادحة تقدر بمليارات الدولارات في الاقتصاد التركي جاعلة موسمي الزراعة والسياحة التركيين لهذا العام الاسوأ من نوعهما في 30 عاما. وقال الموقع ان الخضراوات والفواكه التركية اصبحت امام خيارين ان تتكدس وتتلف وتتعفن في مخازنها أو تباع بأبخس الاثمان لوفرتها الفائضة بعد احجام روسيا عن استيرادها. وأضاف وفقا لموقع هيدلاينز 24 ان المنتجعات التركية باتت مقفرة من السياح الروسيين إلى جانب انخفاض نسبة السياح الالمانيين والبريطانيين حيث أقرت بيانات وزارة السياحة التركية بتراجع نسبة السياح الروسيين بواقع 80 بالمئة والسياح الالمانيين بواقع 35 بالمئة والبريطانيين 24 بالمئة بينما يقول التجار الاتراك ان أسواقهم تبدو على غير عادتها حيث تعرض المطاعم التي كانت تعج بالسياح أطعمتها ومشروباتها بأسعار زهيدة دون أن تجد من يشتري. وردا على ذلك يطالب أصحاب المنشات والاعمال الصغرى الاتراك حكومة حزب العدالة والتنمية بتقديم الحوافز الضريبية وتأجيل مواعيد سداد القروض المترتبة عليهم. وفي السياق ذاته أكد رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشوف أن تطبيع العلاقات بين روسيا وتركيا يتطلب اكثر بكثير من اعتذار رئيس النظام التركي رجب أردوغان. وأوضح كوساتشوف في تصريح أمس أن الامر يتطلب أشياء أكثر بكثير من هذه الخطوة التي اقدم عليها اردوغان من اجل تطبيع العلاقات الروسية التركية. وقال كوساتشوف ان الخلافات بين موسكو وانقرة اعمق من ذلك بكثير بسبب مواقف تركيا من تنظيم داعش الإرهابي وتدخلها في شؤون سورية الداخلية ومحاولاتها حل مشاكلها الذاتية ومنها ازدياد نشاط المجموعات الكردية وذلك بصورة تتعارض مع جهود الاسرة الدولية لتسوية حالات النزاع مؤكدا أن روسيا لا توافق على اعمال تركيا هذه وتعتبرها غير مثمرة. ورأى كوساتشوف ان رسالة الاعتذار التركية مرتبطة بالخسائر الاقتصادية التي تتكبدها تركيا لافتا إلى ان الدبلوماسية الروسية عملت بمهارة ودقة كبيرتين موضحا انه لم تكن هناك كلمة واحدة حول العداء للأتراك أو النزاع بين الشعبين الروسي والتركي . واعتبر كوساتشوف ان رسالة اردوغان تتضمن نقطتين أساسيتين أصرت عليهما روسيا وهما الاعتذار والاستعداد لتخفيف وطأة الآلام والضرر لعائلة الطيار الروسي أوليغ بيشكوف الذي اسقطت تركيا قاذفته من طراز سوخوي24 في أجواء سورية في تشرين الثاني الماضي. من جانبه رأى سيرغي جيليزنياك نائب رئيس مجلس الدوما الروسي أن اعتذار أردوغان في ظل ظروف معينة يمكن أن يسهم في اعادة العلاقات بين روسيا الاتحادية وتركيا. وقال جيليزنياك للصحفيين في موسكو ان اعتذار اردوغان لروسيا عن اسقاط طائرة عسكرية روسية بصورة غير مشروعة وعن مقتل طيارنا قد يكون الخطوة الاولى نحو اعادة العلاقات بين روسيا وتركيا اذا كانت القيادة التركية مستعدة للتخلي عن استخدام العنف ضد الاكراد ولفك علاقاتها مع الإرهاب الدولي والتخلي عن سياستها التدميرية تجاه سورية والعراق . وأضاف جليزنياك ان اللوم في التفاقم الحاد في العلاقات بين روسيا وتركيا يقع مباشرة على الجانب التركي مشيرا إلى أن المصالح الاقتصادية لتركيا والتي ترتبط مع روسيا تضررت بشدة خلال تفاقم العلاقات بين البلدين. واعرب عن قناعته بأن التغيير في الموقف التركي كان بتأثير الشعب التركي الذي كانت لروسيا معه علاقات ودية دائما. وأكد جيليزنياك أن الطعنة في الظهر التي تلقتها روسيا من قبل بلد كان لها معه دائما علاقات شراكة ستبقي بطبيعة الحال دملة في قلوب المواطنين الروس فترة طويلة مستدركا.. ندرك أن الحوار في العلاقات الدولية هو الطريقة الوحيدة الممكنة للتواصل واننا على استعداد لمناقشة السبل المناسبة لاستعادة العلاقات الروسية التركية . |
|