تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كل شيء بثمنه!

صفحة أولى
الثلاثاء 28-6-2016
مصطفى المقداد

مقابل عشرين مليون دولار أميركي يعود كل من السفيرين التركي والإسرائيلي لمزاولة نشاطاتهما في كل من أنقرة وتل أبيب، ومقابل عشرين مليوناً من الدولارات يستمر الحصار الإسرائيلي البحري على قطاع غزة منذ قرابة عشر سنوات،

ومقابل هذه الملايين العشرين يعود التنسيق العلني ما بين أردوغان ونتنياهو على أعلى المستويات، وعلى عينك يا تاجر، بعد أن كان يتم بعيداً عن الأضواء أو من خلال نجل أردوغان التاجر. ويتخلى بذلك أردوغان العثماني عن دماء شهداء سفينة مرمرة الأتراك العشرة الذين قضوا على أيدي الكوماندوس الإسرائيليين عام 2010 وهم يحاولون إيصال مساعدات إنسانية ودوائية إلى القطاع المحاصر، فيما يرسل أردوغان اليوم للقطاع ذاته عشرة آلاف طن من المساعدات الإنسانية، ولكن من خلال ميناء أشدود الخاضع للسيطرة الصهيونية، ومنه يتم نقلها إلى داخل القطاع، فالحارس الإسرائيلي يحتفظ بدوره ومكانته وولايته في التحكم بمعاش ومعيشة العرب الفلسطينيين في قطاع غزة ضمن صفقة أردوغان نتنياهو، وينسى الواهم العثماني أو يتناسى أنه وضع شرط رفع الحصار عن غزة كشرط لإعادة علاقاته مع الكيان الصهيوني. وهنا لابد للعالم كله من محاولة تناسي وجود خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في اسطنبول خلال الأيام التي سبقت التوصل للاتفاق الأردوغاني مع نتنياهو لكي يحاط علماً مسبقاً بذلك الاتفاق ويدعى إلى مباركته وربما تذكيره بمحاولات ومساعي توقيع هدنة ما بين حركة حماس والكيان الصهيوني لعشر سنوات هي كافية وفق المنظور المؤامراتي للانتهاء من تنفيذ المشاريع الأبعد، وربما هي الموصوفة تحت يافطة «الربيع العربي».... عجبي...!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية