تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


«جيش جون ماكين» والحروب القذرة

Global research
قاعدة الحدث
الجمعة9-8-2019
ترجمة: ليندا سكوتي

يُنظر إلى الحرب التي تقوم بها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط باعتبارها من أكثر الحروب قذارة، وقد اتضح من وثائق صدرت عن وكالة استخبارات الدفاع الأميركية صحة تلك الحقيقة، حيث أكد الواقع بأن داعش والقاعدة والمجموعات الإرهابية التي تحمل ذات الفكر ليست إلا مجموعات كبيرة جرى استخدامها وتوظيفها بدلاً من الجنود الأميركيين في كل من سورية والعراق وأماكن أخرى خدمة لمصالح القوى الغربية.

في ضوء هذا الواقع، فقد ما يسمى «بالمتمردين المعتدلين» مصداقيتهم منذ وقت طويل. وتظهر وثائق صدرت عن وكالة استخبارات الدفاع الأميركية بأن أميركا ودول الناتو والسعودية ودول إقليمية مارقة أخرى تدعم «داعش» بغية زعزعة الاستقرار في سورية واستبدال حكومتها بحكومة امبريالية دمية يصار إلى تحريكها كيفما يشاء الغرب.‏

من الملاحظ بأن الأوساط السياسية الإسرائيلية والأميركية تبذل قصارى جهودها في إعداد الخطط لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط من خلال إثارة الحروب والثورات الملونة، واتباع العديد من السبل ومنها استبدال حكوماتها المستقلة بحكومات أخرى تكون دمى بيد القوى الغربية، وبذلك فهي تعمل جاهدة إلى تقسيم العراق وسورية وإيران ودول إقليمية أخرى بهدف السيطرة عليها، ونهب مواردها، واستغلال شعبها.‏

وفي مقالة نشرها موقع Iran Review عرض الصحفي جيمس فيتزر أدلة تؤكد خلق الولايات المتحدة لداعش، إذ ذكر أن القوات العراقية تمكنت من إسقاط طائرتي شحن بريطانيتين تحمل على متنهما أسلحة لهذا التنظيم في عام 2015، وفي شهر آذار عام 2015 تمكنت القوات الشعبية العراقية من إطلاق النار على طائرة هليكوبتر أميركية تحمل أسلحة لداعش أيضا في محافظة الأنبار وغيرها من الأدلة الكثيرة والعديدة..‏

لا ريب بأن تنظيم داعش «صناعة أميركية» وقد ثبت ذلك من خلال ما شهدناه من تقديم الغرب لكافة التسهيلات لنهوض داعش بهدف عزل سورية وزعزعة الاستقرار فيها. ونجد ذلك في وثيقة صدرت عن وكالة استخبارات الدفاع الأميركية تبين بأن الغرب ساهم على نحو واسع بصعود داعش بهدف تحقيق غاياته ومقاصده. وفي هذا السياق، ذكر أحد عملاء وكالة الاستخبارات المركزية CIA بأن واشنطن عندما عمدت إلى «إنشاء داعش كان الدافع من وراء ذلك دعم إسرائيل، وإثارة حرب لا نهاية لها في منطقة الشرق الأوسط بهدف جعل اسرائيل قوة إقليمية مهيمنة وضمان الضخ المستمر للأسلحة من المجمع الصناعي العسكري إلى الداخل».‏

لم يعد خافيا على أحد أن مقاتلي داعش قد تم تجنيدهم من عدة دول ومنها الدول الغربية. وفي هذا السياق، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الدوما الروسي أليكسي بوشكوف إن أميركا «لا تعمد إلى قصف داعش على الإطلاق .. بل إن القيادة الأميركية تحيك الأكاذيب على الشعب الأميركي». وفي وقت سابق، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن عشرات الدول تدعم داعش وفي مقدمتهم الولايات المتحدة ودول غربية أخرى.‏

وتابع فيتزر قوله: «ثمة مصادر كثيرة أخرى تؤكد بأن داعش صنيعة أميركية وتحظى بدعم القوى الغربية التي تعمل على تعزيز أجندة هذا التنظيم». واستطرد القول: «منذ إلغاء قانون سميث موندت الصادر بتاريخ 1948 (الذي يمنع تقنيات التضليل والبروباغندا داخل الولايات المتحدة) وإصدار قانون الدفاع الوطني بدلا عنه في عام 2013، لم يعد هناك موثوقية بمصادر الأخبار السائدة في الولايات المتحدة».‏

ما يجدر ذكره أنه يُطلق على داعش في واشنطن اسم «جيش جون ماكين» لكونه من أوائل الذين دعوا إلى تنفيذ عمل عسكري إقليمي بذريعة محاربة هذا التنظيم.‏

وفي وقت سابق، نقلت وكالة فارس نيوز تصريحا للجنرال الإيراني مصطفى أزادي قال به: «لدينا وثائق ومعلومات تكشف الدعم المباشر الذي تقدمه القوى الامبريالية المتمثلة بالولايات المتحدة لهذا التنظيم المثير للاشمئزاز الذي يطلق عليه اسم تنظيم «داعش» الذي دمر البلاد الإسلامية وأفضى إلى خلق موجة من المذابح والاشتباكات» ومن الملاحظ بأن واشنطن توظف داعش ونظيراتها من المجموعات التي تحمل ذات الفكر الإرهابي لاستخدامهم كعملاء لها في الحرب الإقليمية. كما نقلت فارس نيوز ما صرح به رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني قوله «تقف الولايات المتحدة إلى جانب تنظيم داعش في المنطقة».‏

وفي نهاية المطاف، نستطيع القول بأنه من المؤكد والثابت أن داعش والقاعدة والنصرة وغيرها من المجموعات التي تعتنق الفكر الإرهابي ليست في واقعها إلا صناعة أميركية، وقد جرى تسخيرها لتكون بمثابة مسلحين مشاة لتعزيز الامبريالية الغربية بهدف مساعدة واشنطن في اغتصاب دول المنطقة وتدميرها واحدة تلو الأخرى. ويبدو أن معظم الشعب الأميركي غير مدرك لما تقوم به حكومته من أعمال شيطانية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وشمال أفريقيا وأماكن أخرى، زاجة باسمهم في أعمالها الإجرامية، لكن على الجميع أن يعلم بأن كل ما يجري ليس إلا مؤامرة حاكها الحزبان الأميركيان الديمقراطي والجمهوري ضد السلام والاستقرار والأمن العالمي بغض النظر عما يمكن أن تفضي إليه تلك المؤامرة من مآس تلحق بالبشر والحجر والشجر.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية