تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


شباب اليوم والكتاب ?

شباب
الأربعاء 9/1/2008
بشار الفاعوري

لعل القراءة أهم رافد لتوسيع مدارك الإنسان وربما هي الطريق إلى الإبداع تجعله محللا لكل ما يدور من حوله وتدفعه لقراءة ما بين السطور.

ففي عصرنا الحديث باتت الوسائل الإعلامية كالانترنت ,الرائي ,الصحف الأخبار المتداولة بين الناس إضافة إلى الكتاب الورقي كلها مكونات تصب في بحر القراءة وتيسر له الحصول على أكبر قدر ممكن مما يحتاجه من معلومات فلا أريد القول أن هناك عزوفاً تاماً عن القراءة بين شبابنا بل هو تراجع مضطرب لأسباب قد تكون اقتصادية أكثر منها ثقافية ولعل الانغماس في مشاغل الحياة وهمومها والسعي وراء المادة جعلت الشباب على خطا غير ثابتة مرة يقرؤون وأخرى يتراجعون ,تراهم في محاضرات ثقافية بالآلاف وأخرى بالعشرات كل ذلك تبين من خلال استطلاعنا التالي لآراء مجموعة من الشباب.‏

الافتقار لعادة القراءة‏

ابراهيم حمو سنة ثانية فيزياء يقول:‏

بصراحة أقرأ في أوقات فراغي التي غالبا ما تأتي بعد انتهاء العام الدراسي ودون ذلك فنادرا ما أقرأ, أما عن نوعية الكتب التي تستهوي اهتمامي فهي الفلسفية ودواوين الشعر فأهتم بمؤلفات تشي غيفارا وبيير داغوا,وآخر كتاب طالعته هو عن ناظم حكمت,ذلك الرجل المنسي حقيقة والملاحظ حاليا عزوف كثير من الشباب عن القراءة فأحيانا تطرح مواضيع في جميع المجالات لنلاحظ عدم وجود خلفية ثقافية في عدة جوانب وهذا أمر خطير وأنا أقرأ لكي آخذ نسبة خمسة أو عشرة بالمئة من خارج اختصاصي للإحاطة بما هو ضروري.‏

الوظيفة هي السبب‏

بارعة شلهوم (22 عاما) موظفة:‏

لدي اهتمامات قوية في قراءة الشعر العربي من العصر الجاهلي وحتى العصر الحديث فأقرأ لأمرئ القيس إلى جبران خليل جبران ونزار قباني إلا أنني في الفترة الأخيرة وبعد أن سنحت لي فرصة الوظيفة تراجعت كثيرا, فأعمل في اليوم ما يقارب ثماني ساعات بالرغم من أنني في المرحلة الثانوية نشرت مجموعة من قصائدي في صحيفة الحياة اللبنانية تجاوزت الخمس عشرة قصيدة ,فالوظيفة وعدم تلقي التشجيع من الأهل جعلاني انقطع عن كتابة الشعر والسبب الآخر الشخص الذي كان يساعدني وجعلني استلهم قلمي في الشعر انقطع لأسباب لا أعرفها أبدا.‏

ضرورة وجود مكتبة‏

محمد الخصاونة سنة رابعة فيزياء يضيف:‏

توجد لدى كل متعلم حاسة القراءة ومهما تراجع الإنسان عن القراءة فلا بد أن تستقر أموره وأحواله ليعود لهذه الحاسة من جديد وعلينا أن نؤكد على ضرورة وجود مكتبة ثقافية علمية في بيت كل متعلم لما لها من دور كبير في تنمية الشخص والتأثير من بعدها على أولاده.‏

كثيرا ما تستهويني الكتب الأدبية فقرأت لغبرييل غارسيا ماركيز مئة عام من العزلة والحب ,في زمن الكوليرا,كما قرأت لأحلام مستغانمي رواية ذاكرة الجسد بالإضافة إلى اهتمامي بالشعر العربي وحفظه وأشير أخيرا إلى أن مشاغل الحياة وهمومها وهروب المال إليها هي من تجعل معظم شبابنا تقلل من القراءة وليس عزوفا تاما.‏

إن استطلاعي هذا وإن كان لا يضم آراء جميع الشباب إلا أنه يبعد أوهاماً طالما راودتني أن شباب اليوم لا يقرؤون ويمكن القول إنه مهما كانت ظروف الشباب فإن هناك إجراءات تساعدهم في قراءتهم وتنمية تلك الرغبة,كإجراء توازن بين رغباته الأساسية المتمثلة بثلاثة أنواع من الجوع هي الجوع البدني والعاطفي والروحي ,فالإنسان يحتاج لتغذية مادية وروحية وعاطفية والعاطفي يرويه الجنس والروحي يرويه الفن والثقافة .‏

والسعي وراء إنشاء مكتبة صغيرة مع الاهتمام بها وزيادة عددها عاما تلو العام إضافة إلى ارتياد المكتبة المحلية الموجودة في المراكز الثقافية ومتابعة نشاطاتها كل حسب اهتمامه.‏

تنظيم ساعات يومه وقتل الروتين الموجود بين معظمنا ليجد نفسه أمام وقت طويل يقضيه في قراءة كتاب أو بحث عن معلومة.‏

ضرورة تواجد الحاسوب الشخصي والاشتراك بخدمة الانترنت لأغراض القراءة بعيدا عن أمور هو في غنى عنها وإن كل ذلك ليس بالأمر الصعب.‏

وأخيرا القراءة هي مرجعنا وقدرنا المحتوم لأن سر تقدم الأمم المعرفة والعلم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية