|
مراسلون والدليل على اقبال الإخوة الفلاحين هذا الموسم هو بيع البذار في السوق السوداء بأضعاف أسعارها الرسمية في المصارف الزراعية. وهذه البذور تصل إلى السوق السوداء بعدة طرق, فالكثير من أصحاب العقود يبيعون البذور بدلاً من زراعتها, بالإضافة إلى العديد من المناطق توضع فيها خطة لزراعة محصول الشوندر, لكن هذا الأمر لا يأخذ الكثير من الاهتمام لأن البذور الزراعية تنفد لا بل العديد من المزارعين يتجاوزن المخطط له, والمهم أن الشوندر المنتج يأتي إلى شركات السكر, فالأسعار مقبولة رغم ما يتعرض له الشوندرمن تجريم ما يتسبب بخفض القيمة المستحقة للفلاح, وأهم من ذلك استمرار الجهات الزراعية بالاهتمام بهذا المحصول المهم من حيث تحسين المواصفات الصناعية للمنتج خاصة درجة الحلاوة, حيث بلغ وسطي الحلاوة في شركة سكر سلحب الموسم الماضي 15.5% وبزيادة بنصف درجة عن العام الذي سبقه, وعلى الرغم من أن الزيادة قليلة إلا أنها مؤشر على امكانية تحسين مواصفات الشوندر المنتج فدرجة الحلاوة المقبولة عالمياً هي 16% وهي في بعض المناطق تتجاوز هذه النسبة بكثير. حيث تتجاوز 20% أحيانا في منطقة الغاب فالأمر متعلق بخصوبة التربة وجودة البذور والخدمة الجيدة من قبل الفلاح لذلك لا بد من التركيز على نسبة الحلاوة, وهذا في النهاية يساعد على تحسين المردودية بالنسبة للفلاح ولشركات السكر, ما يشكل في النهاية حافزاً لتطور صناعة السكر وتأمين فرص عمل جديدة في مناطق زراعة وصناعة هذا الحصول. على اعتبار أن البعض يقول إن هذه الصناعة خاسرة وهذه حقيقة إذا تمت المقارنة مع قيمة المستورد من السكر, ولكن علينا عدم اغفال أمرمهم أن هذه التكلفة هي بالليرة السورية, كذلك فإن السكر مادة غذائية أساسية ,مهمة وعلينا الاعتماد على أنفسنا في انتاجها كونها جزءاً من الأمن الغذائي وإمكانية التوسع فيها متوافرة في حال تمكنا من زيادة مردودية وحدة المساحة من الشوندر الذي يتمتع بمواصفات صناعية جيدة خاصة درجة الحلاوة الجيدة والتي لا تقل عن 16% وهنا لا بد من الإشارة الى أن هذا المحصول يشغل عدداً كبيراً من اليد العاملة سواء في الإنتاج الزراعي والصناعي وهذا أمر مهم جداً, الأمر المهم الآخر أن الشوندر أقل استهلاكاً للمياه من محاصيل كثيرة تحتل مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية وفي مقدمتها محصول القطن, هذا المحصول الشره للمياه والذي تراجعت أهميته العالمية في السنوات الأخيرة. |
|