|
شؤون ثقا فية ولا غرابة في هذه الاهتمامات الادبية التوثيقية.فهو منذ خمسين سنة في عمل دؤوب ومتواصل, يجمع بشغف ويؤرشف بمنهجية ودقة متناهية, كل صغيرة وكبيرة تتعلق بانجازات واخبار وشجون الادباء والشعراء, وبذلك أصبح يملك أرشيفاً لا شبيه له في أي مؤسسة ثقافية خاصة, واضحت مكتبته المنزلية الضخمة, مرجعاً أمينا لكل راغب في البحث من طلاب الدراسات العليا وغيرهم من باحثين ومستشرقين ونقاد. إنه يزود من يقصده في رحاب منزله المزدحم بالمصنفات والكتب النادرة والدوريات التي احتجبت عن الصدور, بما يريدون ودون مقابل, شريطة ان يردما أخذ على جناح السرعة.. اذا كان من أهل الذوق. ولد الاديب المرموق يوسف عبد الأحد ( أبو سامي) في مدينة بيت لحم عام 1927 أتم دراسته في مدرسة ( الارض المقدسة تراسانطا) وتخرج منها عام 1945 وفي عام 1948 انتقل الى دمشق وأقام فيها حتى الآن . عمل في بعض الشركات التجارية ادارة اعمال وفي نفس الوقت زاول الكتابة والنشر في الصحف السورية. انتسب الى اتحاد الكتاب العرب عام1982 عمل مراسلا أدبيا لمجلة ( دنيا المرأة) التي كانت تصدر في بيروت بين عامي 1962-.1966 صدر له كتاب ( جبران في آثار الدارسين ) عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق, وهو مراسل جريدة (حمص) التي تصدرها مطرانية الروم الارثوذكس في (حمص) وهي أقدم جريدة مازالت مستمرة في الصدور منذ تأسيسها عام .1909 نشر خلال حياته مئات المقالات والترجمات والتحقيقات الثقافية والتراجم الشخصية في صحف ومجلات دمشق وبيروت والقاهرة وعمان من هؤلاء الادباء والاديبات الذين استوقفوه نذكر : ميخائيل نعيمة, والقروي, وجبران, ومي زيادة,وسميرة عزام, وفدوى طوقان, وعبد الغني العطري, وجبرا ابراهيم جبرا, وزكي قنصل ومدحت عكاش, وعبد اللطيف اليونس. في منزله بدمشق .. وبتحديد أدق في محرابه الادبي الذي يموج بثقافات العصور.. كان لنا معه هذا اللقاء: > ما هو واقع الأدب المهجري في هذه الأيام? >> نشأ الادب المهجري في بيئتين مختلفتين .. الجماعة الاولى ظهرت في امريكا الشمالية وأسست (الرابطة الأدبية)عام 1920والجماعة الثانية ظهرت في امريكا الجنوبية وأسست ( الرابطة الاندلسية) عام 1933 . وفي هذا الشأن فقد خبا نور الادب المهجري,لأن الموت غيب عمالقته الكبار: جبران وايليا أبو ماضي,وفوزي وشفيق معلوف,والقروي, ونسيب عريضة, وغيرهم من المبدعين ..وهنا أود الاشارة الى الرأي ا لذي أطلقه الاديب عيسى الناعوري في رسالة شخصية موجهة الي : ( لقد أصبح الادب المهجري مجرد تاريخ خرج فجأة من العدم ,وشع بنور قوي يخطف الابصار فترة من الزمن, ثم انتهى أمره الى الانطفاء, واصبح ذكرى جميلة). والحق يقال..فقد حاول شقيقي الاديب نويل عبد الأحد, الذي هاجر الى الولايات المتحدة الامريكية عام 1993 لينشط الادب المهجري هناك ,فكان له ما اراد ضمن امكاناته الفردية, حتى غيبه الموت بتاريخ 28/01/2007 رحمه الله. > حبذا لو عرفنا قصة تعاونك مع ميخائيل نعيمة?! >> نشر الاديب الكبير نعيمة في مجلة ( الاديب) اللبنانية رسالة موجهة الى صديقه الاديب نجاتي صدقي جاء فيها : (إنني اجمع ما يتيسر لي جمعه من رسائلي المشتته بقصد نشرها في مجلد خاص, وسأكون ممتناً لك اذا وافيتني بمالديك منها. راقتني هذه الفكرة وتحمست للغاية, واخذت اتصل بأصدقائي الأدباء في سورية ولبنان والأردن ,اسألهم ان كانوا قد تبادلوا الرسائل مع نعيمة,ورجوتهم ان يوافوني بصور عنها تمهيداً لارسالها الى نعيمة, ومن ناحية ثانية اخذت انقب في الصحف المحتجب والمجلات القديمة, واجمع ما يقع تحت يدي من رسائل وابعث بها تباعا اليه .وفي كل مرة كان يشكرني برسالة لطيفة على اهتمامي في جمع رسائله. ظهر مجلد الرسائل.. وقد ضم بين دفتيه حوالي ألف رسالة, كشفت جوانب مهمة من حياته وأدبه,اذ لم يكن ممكنا ان يتحدث عنها في مؤلفاته. إن أدب الرسائل له نكهة خاصة متميزة,يبوح فيها المرء عن مكنونات القلب بصراحة وعفوية وبساطة, ودون تحفظ.. > ماذا عن كتابك جبران في آثار الدارسين? >> تضمن هذا الكتاب( بيبلوغرافيا )شاملة بين عامي 1931-1981لمعظم ما كتب عن جبران في الصحف والمجلات والدوريات, بالاضافة للكتب التي تحدثت عن جبران وهي معلومات غنية تهم الباحثين وانصار جبران في كل مكان وتساهم في تسليط الضوء على شخصيته المدهشة. > ما هي أهم دراسة نقدية صدرت عن أدب جبران? >>ما كتبه الشاعر اللبناني الدكتور خليل حاوي وهي دراسة نقدية شاملة اضاءت شخصية جبران وأدبه بدقة وشمولية. > هل لديك مخطوطات لم تر النور بعد? >> نعم هناك كتابي ا لذي سأدفع به الى المطبعة خلال هذا العام وقدت تحدثت فيه باسهاب عن المعارك الادبية والخصومات النقدية التي نشبت بين عمالقة الشعر: جورج صيدح, والشاعر القروي, والياس فرحات, راجيا ان يخرج للقراء في حلة نضرة قشيبة مزينة بالصور,والوثائق الادبية النادرة بخط اصحابها,ودون أن أحذف منها الخصوصيات لأنها تمثل ثروة ادبية ذات اهمية في التاريخ الادبي . |
|