تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


رسالة خاصة

أبجد هوز
الأربعاء 9/1/2008
خطيب بدلة

وصلت الى صندوق بريدي رسالة موجهة الي من سجين اسمه ( سين ) على سبيل الافتراض , لا ادري كيف حصل على عنواني البريدي.

الرسالة تحتوي على افكار كثيرة و مبعثرة سأحاول ترتيبها الان بحسب الاهمية.‏

النقطة الاولى لا يوجد اهم منها في الرسالة هي ان ذلك السجين معجب بكتاباتي الادبية و الصحفية ! و هذا يدعوني للفخر بأني اصبحت من كتاب السجون و المهاجع و القواويش!‏

النقاط التالية تصب في الخانة نفسها فهو يعرب عن سروره لمساهمتي في زاوية ابجد هوز بجريدة الثورة صباح كل اربعاء .‏

و تنتهي الرسالة الى حكاية طريفة سأعرضها عليكم بعد ان صغتها بطريقتي الخاصة , استجابة لطلب المرسل , و تقول :‏

ذهب سين حينما كان طليقا ليسهر عند جاره ) صاد) و من حديث الى حديث اخبره صاد انه وفر من راتبه اربعة الاف ليرة سورية ) خبطا لزقا ) فلما استوضحته عن الكيفية التي ادت الى ذلك شرح له انه اشترى طقما من البالة بألف ليرة بينما ثمنه في جامات العرض خمسة الاف ليرة سورية .‏

بعد شهر من ذلك حضر صاد ليسهر عند سين فأخبره ان راتبه عشرة الاف ليرةسورية و مع ذلك وفر منه خمسة و عشرين الف ليرة سورية .‏

شهق صاد مثل الدجاجة في لحظة اخراج البيضة و قال له : غريبة .كيف صار هذا الشيء?‏

قال سين : هذا الشهر لم ادفع اجرة البيت البالغة ستة الاف , و الماء و الكهرباء و الهاتف خمسة الاف لم ادفعها , و كذلك فاتورة الخلوي التي يحسبون فيها الثانية باربع ليرات و ثمة مسألة اذا ذكرتها امامك ستجعل شعر رأسك يقف او على قولة اهل حلب : يجك مثل ريش القنفذ , وهي اننا انا و اسرتي نأكل و نشرب و نتداوى شهريا بإثني عشر الف ليرة , ولكنني هذا الشهر منعت عن اسرتي الاكل و الشراب و التداوي فوفرنا المبلغ كله و بذلك يكون مجموع ما وفرته خمسة و عشرين الفا . و بينما كانت السهرة عامرة رن جرس الباب و اذا بالشرطة قادمون لالقاء القبض على سين لامتناعه عن تسديد التزاماته المالية !‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية