تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الستاركوزية

معاً على الطريق
الأربعاء 9/1/2008
غسان الشامي

عام 1981 تزوج نيكولا ساركوزي من ماري,الصبية التي أطلق عليها زملاء السوربون لقب (الجوهرة)

لكن ذلك لم يمنعه من اللعب في الخفاء ,حتى 10 آب 1984 عندما كان رئيس البلدية الشاب يسجل عقد قران سيسيليا ,الرومانية الجذور على التلفزيوني الشهير جاك مارتان,فدهمته الصاعقة في عز الصيف ,وتابع وقع دعساتها وتلويحة فستانها وصولاً إلى هروبه من النافذة في يوم مثلج عندما فاجأت ماري العشيقين,تاركاً علامات أقدامه على القطن الأبيض ,وطلاقاً مشتركاً له ولها,وعذابا لماري وأسىً للصديق مارتان الذي طالما ردد في برنامجه الشهير ناصحاً رجالاً متزوجين من جميلات (لا تصطحب زوجتك إلى (نويي) فرئيس البلدية سوف يهتم بها شخصيا).‏

بقي نيكولا يعربش حتى فراش سيسيليا الزوجي جامعاً أطفاله مع أطفالها في روضة واحدة ,وفي العام 2005 فاحت رائحة الحساء في الصحافة والصالونات ,وتشممتها أنوف الملايين,لأن سيسيليا حزمت حقائبها ورحلت,وها هي في البتراء أمام الخزنة الشهيرة مع ريتشارد التياس .‏

هل عرفتم لماذا مددت فأرتي إلى حاسوب الشؤون الخاصة لرئيس جمهورية, تمتنع صحافة بلاده عن الغوص في أسرار القصور..طبعاً لأنني أولا شاهدت,كما خلق الله,رئيس بلاد بودلير ومالارميه وراسين وكورنيه وفرلين وموليير وبونابرت ,هائما مثل عشاق ظلال الزيزفون ,أمام خزنة البتراء من جديد يحمل على كتفيه ابن صديقته عارضة الأزياء كارلا بروني ثم يتجول بخفة لاعب تنس من الأقصر نحو القوافل الغابرة في المدينة الوردية .‏

الأمر الثاني أن الفرنسيين أنفسهم لم تعجبهم شبوبية رئيسهم الذي ينقّل فؤاده حيث شاء,أو حيث يقدم له الأصدقاء معارف جدداً حفاظاً على (اللوك), فيتصرف مثل (star مزدهياً ب الستاركوزية ( بدلا من (الساركوزية) التي وعد بها ناخبيه لإطفاء حرائق الاقتصاد وتدفئة صقيع البطالة وتشجير حدائق (الأوغاد) المحيطين بالمدن وتسييل الغازولين من محطات الوقود, لا امتطاء اليخوت والطائرات على حساب (الأجاويد).‏

البارحة وجد ساركوزي وقتاً بين رحلتين ليدعو 600 صحفي إلى الإليزيه ليشرح بيديه وفمه الواسع سياسته المضحكة التي تعبّر عنها كراكوزية برنار كوشنير في لبنان وإيران وكينيا وغيرها ,ويبين من بين اندفاعاته مسألة تحميل سورية مسؤولية ما يحدث في لبنان ماضغاً أوراقاً مكتوبة ومشاريع مخاض محادثات ,مثلما فعل بعد عودته الميمونة بتكسي الغرام من الأقصر إلى القاهرة,‏

وقبل مغادرة ضفاف السين من جديد إلى جزيرة العرب الذين طالما أحبهم جداً ..جمّاً ..دائماً.‏

لكن مشكلة ستواجه ساركوزي هذا الشهر, ويمكن حلّها طبعاً,وذلك في بلاد المهراجات ,قبل أن يعقد قرانه على بروني الشهر المقبل ويغادر فركونة المطلقين,ويصبح للقصر سيدة,وهي الآن ..أن البروتوكول الهندي لم يلحظ في ديمقراطيته الآسيوية مكاناً ل (صديقة الرئيس) فهل سيبحث هناك عن (عقبة) جديدة أم أن خزنة (بترا) تكفي?!!!.‏

إنك رئيسٌ يا رجل ..صحيح أنك مزواج, وهذا شأنك ,لكنني لا أعتقد أنك تساهم ببث صور التحرر والعولمة عبر يدك التي تخاصر بروني أو تنزل إلى تحت قليلاً..ويبدو أن دومينيك دو فيلبان بشاعريته أصاب ما أصاب حين قال (إن رجلاً لا يستطيع المحافظة على زوجته لا يمكنه المحافظة على فرنسا),لكن المسألة أن رجلاً يخطف امرأة صديقه يمكن أن يخطف بلاداً خارج..مسارها ومصالحها..‏

لا تظنوا أنني ضد العشق والغرام...معاذ الله...‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية