تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لماذا لا تبرز أميركا وجهها الثقافي

عن لومانيتيه -
ثقافة
الخميس 3/7/2008
ترجمة مها محفوض محمد

تحت هذا العنوان كتب بيير غيرلان أستاذ الحضارة الأمريكية في جامعة باريس العاشرة (نانتير) يقول:

أستعير هذا العنوان من ادوارد سعيد المفكر الأمريكي من أصل فلسطيني المعروف بمؤلفاته في النقد الأدبي ومعارضته لسياسة الولايات المتحدة الخارجية.‏

سعيد وفي مقال له كانت قد ترجمته صحيفة لوموند ديبولوماتيك عام 2003 أراد أن يبين للفلسطينيين أن أمريكا بلد معقد لكن لايجوز التعامل معها على أنها بلد استبدادي ذات لون واحد والوقوف عند هذا التوجس, ومع تأكيده على أن هناك توافقا أمريكياً إنما في الوقت ذاته كان يصر على وجود احتمالات التغيير وعدة أشكال من المعارضة لهذا الوفاق.‏

الولايات المتحدة الأمريكية ليست مجتمعا جامدا تابعا بكليته لسياسة بوش بل فيها عدد كبير من الحركات الاجتماعية السياسية والثقافية لها أعمالها وممارساتها وتطلعاتها التقدمية وغالبا ما تكون داعية إلى الحرية المطلقة.‏

هذه المعارضة قد تكون أقوى من تلك الموجودة في البلدان الأوروبية, في الجامعات هناك عدد كبير من الباحثين في التاريخ والدراسات الأمريكية وبوجه أعم في الدراسات الإنسانية ممن يحملون فكرا نقديا من الطراز الأول, إضافة إلى الفنانين والكتاب الكبار هناك أيضا أشهر المخرجين في السينما أمثال ألتمان وسوديربيرغ الذين يقومون بإنتاج أعمال رائعة جديرة بالاهتمام كتلك التي لعب فيها الممثل الكبير شون بين أدواراً مميزة للروائيين فيليب روث وجويس كارول اوتس أيضا من الرسامين الكبار من تركوا آثارا فنية عالمية.‏

حتى على الصعيد الاعلامي هناك إبداع وأشكال جديدة للعبارة السياسية وتقوم مواقع الانترنت بدور اعلامي كبير كما تشكل صلة وصل بين الجامعات وجمهور كبير, جمعيات الدفاع عن الحقوق العامة وحقوق الإنسان تقوم بأعمال مثمرة طلاب في كلية الحقوق نجحوا في تبرئة سجناء أدينوا ظلما, ومحامون يناضلون بشجاعة ضد تعذيب السجناء في غوانتانامو وسجون أخرى. إذاً يجب أن لا ننظر إلى الولايات المتحدة الأمريكية على أنها كتلة واحدة أو أنها بلد شمولي ففيها الكثير ما يستحق الاعجاب والكثير مما يمكن أن نتعلمه وألا نقف عند سياسة إلغاء الثقافة الظاهرة والتي أصبحت عاملا دوليا قائما على مصانع ثقافة تتعدى حدود الولايات المتحدة.‏

هناك أوجه عديدة للثقافة وتجارب خلاقه تتقاطع فيها أمريكا تتمتع بغنى ثقافي مدهش لذا علينا أن نتعامل معها بنظرية مختلفة عن »اشتراكية الحمقى« التي قد تمنعنا من رؤية أوجه هذا الغنى.‏

وبوش ليس كل أمريكا‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية