|
أضواء وحافظت على قوة اقتصادياتها. لذلك فإن اقتصاد الولايات المتحدة يتطلع في ظل الأزمة المالية الى الاعتماد على سياسات دول أخرى صاعدة ومؤثرة في عالم القرن 21، والصين في مقدمتها. محطة أوباما الاولى في هذه الجولة وهي اليابان تناولت الشكوك التي راحت تلف العلاقة الوثيقة للولايات المتحدة باليابان في عهد رئيس الوزراء الجديد يوكيو هاتوياما الذي تعهد بتوطيد علاقات اليابان مع الدول الآسيوية واتخاذ مسار دبلوماسي أكثر استقلالا عن واشنطن، في إطار حركة تغييرية في اليابان، إذ تعهدت حكومة اليسار الوسط التي وصلت إلى السلطة في أيلول بإعادة التوازن إلى العلاقات اليابانية الأميركية وإعادة النظر في الاتفاق حول القواعد وانتشار حوالي 47 ألف جندي أميركي في اليابان ويهدد هذا الموضوع بافساد العلاقات بين البلدين، في الوقت الذي تخشى واشنطن من ابتعاد ياباني عنها ، ولو محدوداً، يكون المستفيد الأكبر منه هو الصين المجاورة. ويتساءل كثير من اليابانيين أيضا إن كان النفوذ الاقتصادي والعسكري المتزايد لمنافستهم التاريخية الصين سيؤثر على العلاقات بين واشنطن وطوكيو اللتين تحتفلان بمرور 50 عاما على التحالف الأمني بينهما العام المقبل.. وطلبت واشنطن من اليابان الإسهام في حربها في أفغانستان بعد أن قال هاتوياما إنه لن يجدد التفويض لسفن يابانية في مهمة تزويد القوات بالوقود في المحيط الهندي دعما للصراع. وتعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما في طوكيو بعودة الولايات المتحدة للعب دور نشط في منطقة آسيا-المحيط الهادئ مؤكدا في الوقت نفسه أنها لا تسعى إلى “احتواء” الصين التي هي في أوج ازدهارها.. وسعت اليابان بدورها للحصول على تأكيدات بأن تبقى الطموحات النووية لكوريا الشمالية على رأس الأولويات الأمريكية.. في سنغافورة المحطة الثانية يومي 14 و15 تشرين الثاني، كانت الأزمة الاقتصادية العالمية والتجارة من اولويات أوباما الذي حضر قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي. وتناولت المناقشات النمو الاقتصادي المستدام بعد الأزمة العالمية ، وإعادة تنظيم الأوضاع الاقتصادية الدولية واستراتيجيات النمو الاقتصادي الآسيوية في مرحلة ما بعد الأزمة العالمية. ولعل ابرز المحطات الشائكة في جولة أوباما هي زيارته الصين بين يومي 15 و18 الجاري ثاني أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة حيث ثمة قضايا حرجة منها التجارة والعملة الصينية والتغير المناخي والانتشار النووي. وأرادت الصين الاستماع الى إعلان واضح من اوباما بأن تايوان والتبت جزءان لا يتجزءان من الصين. وطلب أوباما مزيدا من التأكيدات بشأن الحد من التسلح وحظر الانتشار النووي ومزيدا من الشفافية والتعاون في المجال العسكري. وفي وقت يؤكد الجانبان على معارضتهما للحمائية، رغبت الصين في الحصول على تأكيد من أوباما بأنه لن يخضع للضغوط الحمائية المحلية، وألا تبيع واشنطن أسلحة الى تايوان. وسارت الأمور مثلما توقع جين ابلتون روى السفير الأميركي لدى الصين من عام 1991 حتى عام 1995 بان الولايات المتحدة ستضغط على الصين بشأن الملكية الفكرية، وسعر الصرف ، وانفتاح السوق، بينما قد تسرع الصين الجهود من اجل الحصول على وضع رقابة سياسية بشأن الاستثمارات الصينية في الولايات المتحدة». ولم تشهد المحادثات تركيزا على حقوق الإنسان رغم رفض أوباما انتقادات وُجِّهت له بزعم التراجع عن موقفه من قضية حقوق الإنسان في سياسته إزاء الصين. أما الموضوعات الأهم خلال زيارة أوباما لكوريا الجنوبية فستكون حول طموحات كوريا الشمالية امتلاك أسلحة نووية واتفاقية التجارة الحرة التي تريد أميركا توقيعها مع سيئول. ولا يشعر المحللون بتفاؤل بشأن الاتفاقية لانها تواجه معارضة شديدة لدى أكبر ثلاث شركات أمريكية لصناعة السيارات. |
|