تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


اســـتياء أميركـــي مـــن قـــرار إســرائيل بنـــاء 900 منــزل فــي القــدس 

 
أضواء
الخميس 19-11-2009م
في خضم الجدل الاقليمي والدولي حول سبل تحريك عملية السلام في المنطقة، ومحاولات الادارة الاميركية رد الاتهامات عن اسرائيل بوصفها المسؤول الوحيد عن تعطيل هذه العملية

بسبب اصرارها على سياسة الاستيطان، أعلنت اسرائيل عن خطة لبناء 900 وحدة سكنية في   مستوطنة جيلو بالقدس المحتلة، وهي واحدة من اكثر من عشر مستوطنات يهودية في القدس   التي تسكنها غالبية من الفلسطينيين. وقد عبر البيت الأبيض عن غضبه من هذا القرار الإسرائيلي أمس وقال الناطق باسم البيت الأبيض ان واشنطن تشعر باستياء من قرار لجنة التخطيط للتحرك قدما في عملية الموافقة على توسيع مستوطنة جيلو في القدس مشيرا إلى ان ذلك يأتي في وقت تعمل فيه الولايات المتحدة على إعادة إطلاق المفاوضات، وهو ما يعقد الجهود الاميركية في هذا الاطار.‏

وتشكل الخطة الجديدة التي اطلق عليها اسم « منحدرات جيلو الغربية» عملية توسيع كبيرة للمستوطنة المذكورة باتجاه ضاحية المالحة فيما ستتشكل الوحدات الاستيطانية الجديدة من شقق سكنية بحجم 4-5 غرف بهدف جذب عائلات « مستقرة»للعيش فيها .‏

وتعتبر الوحدات السكنية الجديدة وفقا لصحيفة هأرتس المرحلة الاولى من خطة اوسع واشمل هدفها توسيع المستوطنة خاصة وان جزءا كبيرا من الشقق السكنية التي اقر بناؤها في منطقة القدس ستنفذ في حدود هذه المستوطنة التي تعتبرها اسرائيل ضمن ما تطلق عليه « القدس   الكبرى» . وحسب الصحيفة فانه ما زالت هناك اكثر من 4000 وحدة سكنية من المقرر اقامتها في جيلو ومناطق قريبه منها قيد اجراءات الاقرار النهائي.‏

وقد صادقت الحكومة الإسرائيلية مساء الثلاثاء على قرار لجنة البناء في منطقة القدس ببناء هذه المنازل في تحد واضح لمطالب الولايات المتحدة بتجميد الاستيطان، وبما يعزز من موقف السلطة الفلسطينية الرافض لاستئناف المفاوضات‏

 ولم يتضح موعد بناء المنازل الجديدة في جيلو بعد مصادقة وزير الداخلية رئيس حزب شاس إلياهو يشاي على بنائها. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن عضو في لجنة البناء في منطقة القدس قوله ان كون الولايات المتحدة تعارض خطط الاستيطان أمر غير مهم، و« نحن لا ننشغل بهذه السياسة، ونعتبر ان هذه المنطقة إسرائيلية ويسري عليها قانون التخطيط والبناء الإسرائيلي».‏

 وترفض إسرائيل التوصيف الدولي لغيلو التي يعيش فيها بالفعل نحو 40 ألف  مستوطن بأنها مستوطنة وتصفها بأنها أحد أحياء مدينة القدس التي تزعم أنها عاصمتها.‏

 وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض الاثنين الماضي طلبا تقدم به المبعوث الاميركي للسلام جورج ميتشيل بتجميد البناء في هذا الحي الاستيطاني. وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية مارك ريجيف أن نتنياهو «مستعد لتقييد النمو في الضفة الغربية من أجل إعادة عملية السلام إلى مسارها لكن هذا لا ينطبق على القدس» .‏

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن ميتشل قوله إن استمرار أعمال البناء في المناطق المحتلة منذ العام 1967 سيصعب بشكل كبير استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين وقد تؤدي إلى إلغاء أي احتمال لإعادة الفلسطينيين إلى المفاوضات.‏

ولفتت الصحيفة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يطلب فيها ميتشل وأفراد طاقمه خلال محادثات مع مسؤولين إسرائيليين بينهم مسؤولون في بلدية القدس، وقف أعمال البناء في الأحياء الاستيطانية في القدس الشرقية، لكن جميع هؤلاء المسؤولين رفضوا الطلب الأميركي.‏

ويعيش نحو 180 الف يهودي في القدس الشرقية الى جانب نحو 270 الف فلسطيني.‏

 يأتي هذا الاعلان في وقت تواصل السلطة الفلسطينية محاولاتها اقناع المجتمع الدولي بدعم خطتها لاستصدار قرار من مجلس الامن باقامة دولة فلسطينية في المناطق المحتلة عام 67.‏

وقال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إن طريق المفاوضات المسدود مع إسرائيل لم يترك أمامه خيارا سوى التقدم لمجلس الأمن بطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، مؤكدا أن هذا الطلب تدعمه الدول العربية وليس قرارا فرديا.‏

ولكن الاتحاد الاوروبي، اكبر مانح للفلسطينيين، انضم الى الولايات المتحدة في عدم تأييده للخطوة الفلسطينية وحث بدلا من ذلك الى العودة الى محادثات السلام مع اسرائيل.‏

 وكان المتحدث باسم الخارجية الاميركية يان كيلي قال في تصريح صحافي ان واشنطن تدعم قيام دولة فلسطينية تكون نتاج مفاوضات بين الطرفين.‏

من ناحيته حث وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير عشية جولته في المنطقة، الاسرائيليين على قبول دولة فلسطينية الى جانبهم، مذكرا اياهم بانهم ليسوا الوحيدين الذين يعيشون في المنطقة.‏

وكان نتنياهو حذر القيادة الفلسطينية من ان  اي خطوة احادية ستنسف الاتفاقات السابقة وتؤدي الى خطوات من جانب واحد من قبل اسرائيل، مجددا دعوته السلطة الفلسطينية الى استئناف المفاوضات التي توقفت منذ حوالى السنة «من دون شروط مسبقة» حسب تعبيره.‏

من جانبها، قالت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ان الاعلان عن دولة فلسطينية يجب ان يكون «ثمرة لنجاح الشعب الفلسطيني ومقاومته في دحر الاحتلال او اعلانا على طريق التحرير الكامل وعودة اللاجئين وليس مجرد خيار يلوح به فريق اوسلو لملء الفراغ السياسي نتيجة لفشل التسوية السياسية».‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية