تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


في الذكرى 54 لاستقلال المملكة ..السفير المغربي بدمشق:علاقاتنا تاريخية وراسخة ونقطة ارتكاز للتضامن العربي

دمشق
الثورة
أخبـــــــــــار
الخميس 19-11-2009م
يحتفل الشعب المغربي بالذكرى الرابعة والخمسين للأعياد الوطنية المتمثلة في عيد العودة وعيد الانبعاث وعيد الاستقلال وهي أعياد تؤرخ لتلاحم الشعب والعرش في المملكة المغربية.

واعتبارا لمشاعر الأخوة وأواصر التضامن بين بلدينا، كانت رغبة البعثة الدبلوماسية المغربية بدمشق مشاركة الشعب السوري شعب المغرب أفراحه من خلال حديث سعادة السفير المغربي بدمشق د. محمد الإخصاصي أمس لوسائل الإعلام السورية عن معاني هذه المناسبة. حيث قام سعادته بإعطاء بعض المؤشرات التي تعرض إنجازات المغرب منذ نصف قرن وخاصة المعارك التي قام بها المغرب للحصول على استقلاله.‏

فقد تقاسم المغرب عدد من الدول الاستعمارية بأنماط استعمارية مختلفة خلافا لما حدث في غيره من الدول العربية حسب اتفاقيات استعمارية تمت في القرن الماضي ما زاد من تعقيد عملية التحرير هناك.‏

وتعرض الإخصاصي إلى ذكر ثلاث محطات هامة في تاريخ مقاومة المغرب للاستعمار. فقد تم احتلال المغرب عام 1912 واستمرت المقاومة حتى عام 1930 حيث أصدرت سلطات الاحتلال ما يسمى قانونا يفرق بين البربر والعرب في المغرب وهوأمر كانت تشهده المغرب لأول مرة وذلك لإحداث شرخ بين المغاربة على مبدأ فرق تسد وكان جلالة الملك محمد الخامس أول من تصدى له فانطلقت الإدانة من مختلف المدن عبر مآذن المساجد وكان حينها التحاما قويا بين الملك والشعب. والمحطة الثانية كانت في عام 1944 عندما توسعت حركة المقاومة وطرحت وثيقة مطالبة بالاستقلال بالتعاون بين جلالة الملك وقادة حركات المقاومة ما أدى إلى عدد من الاعتقالات والإعدامات في صفوف المقاومة وفي عام 1953 رفض الملك التصديق على جملة قرارات تمس سيادة المغرب ومصلحة شعبها فقرر الاستعمار نفيه وأسرته إلى الخارج. وبذلك تحولت المقاومة المغربية إلى مقاومة مسلحة دكت أركان النظام الاستعماري بمؤسساته وشخوصه وبعد سنتين فقط تأسس جيش التحرير المغربي في شمال الأطلسي وصار الاستعمار بين فكي كماشة معارضة سياسية في المدن والجيش كمعارضة عسكرية اضطر على أثرها الاستعمار الفرنسي لإعادة الملك محمد الخامس حيث كان الترابط العضوي بين الملك والشعب أساساً في تحقيق الاستقلال وإنجاز التحرير. استمر هذا التلاحم في ظل وريثه جلالة الملك الحسن الثاني لأن الاستعمار استمر في الأقاليم الجنوبية كاحتلال عسكري مباشر فخاض المغرب معركة طويلة بين عامي 1958 و1960 تحالفت فيها قوات الاحتلال الفرنسي والإسباني ضد جيش التحرير المغربي، لخوف فرنسا من انتقال عدوى التحرير إلى الجزائر.‏

وفي عام 1975 حرر المغرب أقاليمه الجنوبية عبر مفاوضات اضطرت إسبانيا للموافقة على الوثيقة المغربية بعد أن لبى مليون مغربي نداء الملك بالتوجه نحو الأقاليم المحتلة الى المغرب.‏

وفي المحطة الثالثة تطرق الاخصاصي إلى ما يعيشه المغرب من نهضة تنموية اجتماعية وثقافية واقتصادية شاملة في المغرب في ظل جلالة الملك محمد السادس بشهادة مؤسسات دولية لها بعض المصداقية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وذلك بفضل التناغم والتجاوب بين الشعب والمؤسسة الملكية التي تركز على جملة من الإصلاحات أولها محاربة الفقر ودعم المرأة .‏

وأشاد الاخصاصي بالعلاقات السورية المغربية العريقة حيث أكد أن سورية كانت من الأقطار العربية التي وقفت إلى جانب المغرب في معركة التحرير وكانت بلداً فاعلاً على الصعيد الدولي، والنضال المغربي السوري المشترك من أجل القضايا العربية المصيرية (فلسطين ، مرتفعات الجولان السورية، الجنوب اللبناني) حيث امتزج الدم السوري بالمغربي في معركة تشرين التحريرية مشيراً إلى أثر زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى المغرب في عام 2001 وزيارة أخيه جلالة ملك المغرب إلى سورية في عام 2002 في تعزيز العلاقات الثنائية مؤكداً أن سفارة المملكة تسعى للوصول إلى مستوى من العلاقات الاقتصادية والثقافية يضاهي علاقة الزعيمين الكبيرين.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية