تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إسرائيل -الاستثنائية-

الافتتاحية
الخميس 19-11-2009م
بقلم رئيس التحرير أسـعد عبــود

ليست المرة الأولى التي تعرقل إسرائيل فيها جهود السلام، ولا الاستيطان هو الإجراء الوحيد الذي يعوقه.. الاستيطان حالة عدوان مستمرة وجريمة حرب وفق القانون الدولي،

وطبعاً هو معوق للسلام.. بل إن الإصرار الإسرائيلي - رغم رفض العالم - على الاستيطان، هو رفض للسلام.. ويندرج ضمن تفاصيل السياسة اليومية الإسرائيلية التي تؤكد العدوان والاحتلال.‏‏‏

من الطبيعي أن نرحب بالموقفين الأميركي والأوروبي.. وبالضبط من إدانتهما لما يعوق جهود السلام، وبرؤية الرئيس الأميركي أوباما لخطورة الإجراءات الإسرائيلية.‏‏‏

ورغم أن هذه المواقف بدهيات منطقية لكل فكر يهدف للسلام، إلا أن ورودها اليوم يشكل شعاع ضوء في محيط الظلام الدامس الذي أحاطت إسرائيل به جهود السلام، إن كانت قد بقيت جهود..‏‏‏

يمكن أن نفهم هذه المواقف كخطوة على طريق يتجه بجدية نحو تحقيق السلام.. وهذا ما يتطلب بالضرورة الوضوح والإعلان، دون أي تورية أو طروح بديلة، أو حتى طروح مساعدة تضيّع الوقت وتطيل الزمن..‏‏‏

نحن نرحب بهذه المواقف، لأننا مسالمون وأنصار السلام دائماً، وسنبقى كذلك، ودائماً لا نتساهل بحقوقنا..‏‏‏

هل سترحب إسرائيل..؟!‏‏‏

يعني نحن نرحب لأننا شريك جاهز للسلام.. وإن رفضت إسرائيل أو احتجت على هذه المواقف، فليس من شريك ثان في هذا المشروع الدولي الذي كان له أن يغير الكثير في أحداث العالم لو وصل إلى مبتغاه..‏‏‏

هو ما دأبت سورية تقوله دائماً:‏‏‏

لا يوجد شريك إسرائيلي للسلام..‏‏‏

الموقف الأميركي الأوروبي الجديد وليس بالجديد.. إنما مجدد.. لن يحدث نتائج مهمة إلا على صعيد الكشف عن النيات الطيبة.. ويليق بأميركا والاتحاد الأوروبي ومعهما العالم أن يضعوا لهذه المواقف حيويتها العملية لنقلها من النيات إلى مستوى تجسيد شيء منها حقائق على الأرض.‏‏‏

فإن لم يكن من دعم لهذه المواقف، ورغم ترحيبنا بها.. ستكون حالة أخرى من الرفض العالمي تتجاوزها إسرائيل... كما تجاوزت حالات مشابهة، بحيث تؤكد أنها غير آبهة بمواقف العالم كله..‏‏‏

الآن نسأل:‏‏‏

ماذا سيكون موقف العالم لو أن دولة غير إسرائيل تعبث بالرؤية السياسية العالمية والدولية وبقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي الذي يمنع الاحتلال والاستيطان والعدوان؟!‏‏‏

لماذا يتردد العالم في موقفه من إسرائيل؟!‏‏‏

إذا كانت دولة راشدة - كما تدعي - فيفترض أن تُوضع أمام مسؤولياتها لتنفيذ ما يفرضه القانون الدولي والأعراف البشرية؟!‏‏‏

وإلا فإنها تحتاج دائماً إلى التعامل معها كحالة استثنائية.‏‏‏

إن الدولة هي مؤسسة لها حقوق وعليها واجبات.. ويختل وجودها إن كانت عاجزة عن أداء واجباتها..‏‏‏

إسرائيل بصراحة لا تعرف حقوقاً ولا واجبات لا لها ولا لغيرها.. إنها حالة استثنائية فريدة في التاريخ وفي العالم.‏‏‏

إلى متى يتحمل العالم هذا الوضع الاستثنائي..؟!.‏‏‏

a-abboud@scs-net.org ‏‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية