|
رياضة
بل هو تسليط الضوء على الواقع الرياضي من زوايا مختلفة، مع الثقة أن المتحدث لن يجامل لأنه حريص على قول ما يقنع وبصراحة دون أي تحفظ..
ما سبق ينطبق على طريف قوطرش نجم الرياضة السورية وليس سلتها فحسب، فهو النجم بأخلاقه وتواضعه وأدائه، وهو أيضاً المثقف صاحب الشهادات العليا في إدارة الأعمال، وهو أيضاً عضو مجلس الشعب الذي يرى فيه الرياضيون وغير الرياضيين صوتهم القوي، والذي يرى فيه المراقبون والمتابعون الرجل الذي تتوافر فيه كل شروط القيادي الناجح إن منح الفرصة.
الكابتن طريف التقيناه وكان حوارنا في عدد من الأسئلة التي تناولت ناديه الوحدة، ولعبته كرة السلة، والرياضة السورية ككل، والأولمبياد الخاص الذي يدير شؤونه، والدور الذي يؤديه في مجلس الشعب، وغير ذلك ، فتابعوا معنا: كيف ترى كرة السلة وما هي ملاحظاتك على اتحادها؟ - اللعبة ليست بخير، والاتحاد أصاب في مكان وأخطأ في أمكنة كثيرة، فآلية العمل الآن وسابقاً وربما لاحقاً مقتصرة على جهد شخصين وهذا خلل، لقد كان للاتحاد دوره الإيجابي في إبقاء الدوري للرجال والسيدات ، ولكن لم يكن هناك اجتهاد في تطوير اللعبة خلال الأزمة، ما أدى إلى عدم ظهورالمواهب وتراجع التحكيم، لقد كان مطلوباً أن يسعى الاتحاد وأن تكون لديه الابتكارات ولهذا قصّر، أما بالنسبة للمنتخبات فهناك تخبط وعدم وضوح للهدف، وكنا نتمنى لو كان هناك عمل وجرأة في القرارات. نادي الوحدة هل هو بخير؟ - هناك خلل لأن النادي جزء من المؤسسات المتضررة بسبب الأزمة، ولكن يجب أن نعترف أننا كإدارة أصبنا في نواحِ وأخطأنا في نواحِ أخرى، لكن الأهم أنه تم المحافظة على النادي بنشاطاته وأنشطته خلال الأزمة، ففريق كرة القدم نافس وكان حاضراً على الصعيد الآسيوي، وكذلك نافسنا وفزنا ببطولات كرة السلة للرجال والسيدات وكذلك في بعض الفئات، الطائرة تنمو بشكل جيد من الأدنى للأعلى، أدخلنا المصارعة ولدينا أبطال فيها، وكذلك بالنسبة للملاكمة والسباحة. والمهم أيضاً أننا حافظنا على جمهورنا الوفي والذي كان حاضراً ومؤثراً في مباريات كرتي السلة والقدم، وبكل تأكيد لهذا الجمهور فضل ودور في الحفاظ على النادي. وبالنسبة للاستثمارات وفقنا في رفعها من 35 مليوناً سنوياً إلى 170 مليوناً، وحلمنا الوصول إلى المليار، وبالطبع هذا ينعكس بالإيجاب على النادي وألعابه. أما بالنسبة للإخفاقات فتتمثل في عدم توزيع الكتلة المالية للاستثمار بشكل عادل بين الألعاب، وإن كان من الطبيعي أن تأخذ كرة القدم الحصة الأكبر، وأيضاً نحن بحاجة إلى تنظيم الإدارة وإعادة هيكلة الموظفين، فالعيب أن تكون إدارة غير محترفة تدير ألعاباً محترفة، والأخطاء أن الاهتمام بالقواعد ليس كما يجب، إذ يجب أن يكون لدينا سنوياً عدد من المواهب التي نقدمها كما فعلنا من قبل مع عمر خريبين وعمرو ميداني ومؤيد عجان وأسامة أومري، وهذا يخفف الأعباء عن النادي. وبالنسبة للخلافات الموجودة في الإدارة فهذا طبيعي وسببه العنصر المالي وكيفية صرفه، وهذا لن يزول ومستمر، ولكن مع نضج ومحبة الأعضاء وتعاون رئيس النادي ونائبه الأستاذين أحمد قوطرش وغياث الدباس لا خوف على النادي فهما صماما الأمان، وهنا لابد من الإشارة إلى أن للمواقع دورسلبي أحياناً، ولهذا يجب تفعيل الموقع الخاص بالنادي ليكون أقوى وأفضل. - هل تحدثنا بشيء من التفصيل عن الاستثمارات في النادي بأشكالها المختلفة ؟ نعم، فتطوير الاستثمارات هدفنا، لأن أي ناد يريد أن يتطور يجب أن تكون لديه كتلة مالية ضخمة وتمويل ذاتي، وقد استطعنا من صفقات بيع اللاعبين خريبين والعجان والميداني الحصول على مبالغ جيدة جداً، وقبضنا منها خمسين بالمئة والبقية على دفعات. وهناك صالات الأفراح التي وضعت في الاستثمار بحوالي 89 مليوناً، وإذا أضفنا الطابق الأخير تصبح 98 مليوناً، والأهم أن هناك حوالي 15 دونماً يتم وضع دراسة لها لطرحها على الاستثمار، وهذه يمكن أن تحقق طموحنا لأنها موقع استثماري ضخم، دون المساس بالمنشآت الرياضية. - وما هو جديد الأولمبياد الخاص الذي تدير مؤسسته؟ نحن مستمرون في عملنا، ولكن هناك منغصات تتمثل في المقاطعة الدولية التي تحرمنا من المشاركة في البطولات الخارجية وحتى على المستوى العربي وللأسف، نتواصل مع عدد من الدول كلبنان والعراق وعمان ومصر وإيران، ولكن علاقتنا بالبقية شبه مقطوعة، نجتهد في البطولات المحلية لتعويض الغياب الخارجي ولنبقى في حالة من النشاط، هناك 98 لاعباً وإدارياً ونعمل على تطوير أنشطتنا محلياً وعدم التكرار، ولهذا نعمل على إقامة نشاطاتنا في عدة محافظات، وخارجياً أمامنا جولة إقليمية في أبو ظبي وبعدها بطولة عالمية، قصرنا نعم ولكن لأسباب خارجة عن إرادتنا. - إذا أردنا الحديث عن الرياضة السورية في نظرة عامة ماذا تقول؟ هي بصراحة دون المستوى ولكن هناك ومضات، وهذا الأمر هو نتيجة تراكمات في قوانينها والجميع يتحمل المسؤولية بالإضافة إلى ظروف الحرب التي عشناها في السنوات الأخيرة. الاتحاد الرياضي قام بعمل جيد وخاصة في موضوع المشاركة الخارجية والحرص على التواجد رغم صعوبات الفيزا والمعسكرات الخارجية ونقص الخبرات، والسيد اللواء موفق جمعة نجح في تجاوز الكثير من العقبات، وفي رأيي نحن بحاجة إلى نقل الرياضة من الهواية إلى الاحتراف، وهذا أمر واقع، فكل اللاعبين والمدربين وحتى الإداريين يتقاضون الرواتب والمهمات ، والرياضة مهنة شريفة تنطبق عليها كل قوانين العاملين باستثناء القوانين المالية، أتمنى أن يعامل الرياضيون كما يعامل الفنانون، حيث هناك حالات من التميز والإبداع، فمجد غزال بطل عالم ومدربه الوحيد مدرب وطني، ومنتخب كرة القدم الذي رسم البسمة بما قدمه لاعبوه المحترفون في أقوى الدوريات كان بإشراف كوادر وطنية، رغم أنه كان بالإمكان أكثر مما كان، وخاصة في موضوع انضمام اللاعبين المحترفين في وقت مبكر والذي عرقله الخلافات الشخصية، وأيضاً الجهاز الفني الذي كان يجب تطويره، وبالتالي كان يمكن أن تكون النتائج أفضل، هذا المنتخب عمل حالة إجماع وحالة نحن بحاجتها كثيراً وهذا ما أشار إليه السيد الرئيس بشار الأسد عندما استقبل هذا المنتخب ، وهذا الاستقبال هو خطوة البداية للنهوض بكرة القدم السورية. -ولو كنت في موقع المسؤولية ما نسبة التغيير الذي ستجريه؟ أولاً أنا اتفق مع سياسة اللواء موفق في السنوات السبع الأخيرة، ولكن أعمل على تغيير هيكل الاتحاد الرياضي، وأسعى إلى تطبيق الاحتراف على كل الألعاب من خلال وجود استثمارات كبيرة، فالاتحاد الرياضي يستطيع تأمين استثمارات كبيرة بالتعاون مع الحكومة وهيئة الرقابة والتفتيش، وإن فعل فإن قطاع الرياضة لن يكون بحاجة لأي مساعدة، فهو قطاع منتج ومربح، كما أهمل على تقليص عدد الأندية من 4256 نادياً إلى 3000 وحتى أقل من ذلك..نحن اليوم نريد رياضة نوعية منافسة ، وهذا يتطلب أندية نوعية محترفة، أما الرياضة الشعبية فيمكن أن تسند إلى المحافظين والإدارة المحلية ، وما يمكن فعله إلغاء كل فروع الاتحاد الرياضي وإيجاد صيغة جديدة لإدارة الرياضة بالمحافظات والأرياف، وطبعاً أتمنى ألا أكون في هذا الموقع وأعان الله اللواء موفق.. - وهل أنت مع طرح وجود وزارة للرياضة والشباب؟ يمكنك أن تسمي ما شئت، المهم أن تعمل المؤسسة الرياضية بشكل محترف، نعم هناك فائدة من وجود وزارة في أن وزيرها يكون على تواصل مستمر مع الحكومة، وتكون هناك ميزانية أوضح وحالة من الاستقلال. -وبرأيك إلى أي مدى أثرت الأزمة في رياضتنا؟ قلت سابقاً إن مشاكل الرياضة تراكمية وليس لها علاقة بالأزمة، نعم كان هناك تأثير للحرب التي تعرضت لها بلدنا، وهذا التأثير يتمثل في المعسكرات الخارجية وهجرة الخبرات وتأشيرات الخروج والسفر وفقدان المستثمر وشركات الرعاية وخروج الأندية عن مساراتها، ولكن المشاكل التراكمية هي الأساس في رياضتنا. - في مجلس الشعب حالياً عدد من الأعضاء الرياضيين وأنت أحدهم، هل ترى في ذلك أثر إيجابي على رياضتنا؟ بصراحة ليس كل الأعضاء الرياضيين توجههم رياضي، هناك ثلاثة أو أربعة توجههم رياضي وتطوير الواقع، ولكن المشكلة أننا ننحت في صخر، وأنا غير راض بشكل كامل عن عمل الأعضاء الرياضيين تحت القبة، ومن الممكن أن يكون أفضل. - آخر الأسئلة: كيف ترى العلاقة بين الرياضة والإعلام؟ هناك خلل والعلاقة بصراحة غير جيدة وربما غير واضحة ومبنية على معطيات خاطئة، ولي ملاحظات على الإعلام الرياضي كوني من الطرف الآخر، وأهمها عدم وجود المختصين لأن من يحلل يختلف عمن ينقل الخبر، كذلك هناك ضعف في الإمكانات عند الإعلاميين وما هو موجود لا يساهم في تطوير الإعلام الرياضي، ويكفي المقارنة مع الآخرين في الدول المجاورة لنعرف الفارق والخلل.. |
|