تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


رأي.. منهــــج حياة وعطاء

ثقافة
الخميس 16-11-2017
دائرة الثقافة

ليس حدثا عاديا , ولا هو بالعابر , ولن يكون كذلك مهما امتدت السنون وحاول الأفاقون ممن تسلقوا وانقلبوا على منهج الفعل الحضاري والثقافي والوطني , وبعضهم مازال حرباء تتلون حتى في الداخل يحاولون اصطياد اللحظات التي

تشوه الفعل المتجدد لسورية , مهما كانت قوتهم الباطشة لن تقدر على أن تمحو هذا التحول من الحياة السورية بل العربية , اعني يوم التصحيح الذي كان بمثابة نقلة نوعية وحقيقية في حياة سورية والوطن العربي, صحيح أن الظروف كانت قد نضجت للفعل ليكون , ولكن الأكثر صحة أن وجود القائد الحقيقي الذي يعرف كيف ومتى وايان تكون لحظة الفعل , وكانت الحركة التصحيحية المباركة بقيادة القائد المؤسس حافظ الاسد.‏

واليوم إذ نقف عند تخوم مرحلة جديدة هي من نبض ما كان , وقد أسست لها قدرة الفعل السوري على اجتراح المعجزات , نحتفي بحياتنا وبأنفسنا, ونعد العدة للمستقبل الذي نعرف أنه ليس سهلا ولم يكن الماضي الذي عبرناه ايضا سهلا واللحظة الفارقة التي نعيشها من سبع سنوات , هي دليل على أن الخط الذي مضت فيه سورية , لم يرض أعداء الامة وحتى بعض من يدعون أنهم الاشقاء , فكانت المكائد والحروب وما يجري علينا من حرب عدوانية ليس إلا جزءا ظهر مما كان , ولم يعد بإمكان المتآمرين أن يخفوا روحهم العدوانية بقفازات من حرير.‏

وحتى أولئك الذين تسللوا إلى البعث ومواقع قيادية فيه سواء بالاعلام أو الثقافة وبعضهم قد لايرقى لأن يكون بمستوى....مازال هؤلاء ينفثون سمومهم عندما تتاح الفرصة لهم , وهم غارقون بنعيم ما جنوه من مواقع ليست لهم فعلا وقولا , لكنها سورية التي أعطت الفرص لكل من يستحق أو لايستحق.‏

سبعة وأربعون عاما على التصحيح , ولم تخل لحظة ما من محاولات النيل مما تعد له سورية من مستقبل حقيقي , اعطت سورية للاشقاء قبل أن تعطي للابناء , علمتهم , فتحت الجامعات والمدارس وقدمت الدم والشهداء وتقاسمنا معهم رغيف خبزنا يوم جاعوا وحوصروا, لا بل أعطيناهم من مخزون أطفالنا , وفتحنا سدودنا ونورنا قراهم ومدنهم وكانت بيوتنا لهم قبل أن تكون لنا , وجاءت الحرب العدوانية على سورية لتكون الكاشفة لكل الاقنعة التي تستروا بها, لا استثني إلا قلة قليلة.‏

الغريب في الأمر أن هذه الحال تنطبق على من يدعون أنهم كتاب ومفكرون وإعلاميون ونخب قبل أن تنطبق على العامة , كيف أصدق أن شاعرا ومفكرا عربيا بعد ما جرى ومضى عليه وتكشفت اوراق المؤامرة كلها , ومع ذلك يظل على الحياد , لايجرؤ على كتابة حرف واحد في صحافة بلده من أجل سورية , ولنقل إنه لايسمح له , فهل تعوزه الحيلة أن يكتب ذلك على أي موقع الكتروني مثلا....‏

سيأتون إلى سورية ويقولوا لنا: نحن معكم، وبعد أن يعودوا إلى أوطانهم يلوذون بالصمت المريب ,لا يذكرون أن سورية الحديثة المتجددة كانت لهم ومعهم , ودفعت الثمن باهظا , نكران وجحود لايمكن أن يغفر لهم , عقدوا مؤتمرات ومنتديات هنا أم لم يعقدوا و لم يعد الدم الذي روى الأرض السورية بحاجة لهم , بل بكل جرأة أقول: ستلعننا أرواح الشهداء حين نحاول غفران ما جرى للبعض من باعة الكلمة والموقف , ولكن أولئك الذين ما غيروا وما بدلوا , لهم القلوب والعقول , كيف سأقتنع أن كاتبا بمرتبة ما بموقع ما , ولديه وتحت تصرفه ما لايعرف من وسائل إعلام.. كيف أقتنع أني سأراه هنا بدمشق وهو الذي كان من نصف عام......‏

بعد سبع من السنوات العجاف , من القهر والدم والموت , لن يغفر له, بعد سبعة واربعين عاما مما قدمته خلال ذلك سورية للعرب وقضاياهم , نحن الآن بحاجة شاملة لمراجعة الكثير من المصطلحات والمفاهيم , لن ننكر هويتنا العربية , لكن سوريتنا أولا وأولا , وليس تعصبا , لا , بل التجربة تقول: فائض الوطنية السوري يعني عروبة ,الخلل ليس بمفاهيم طرحتها سورية , لا , إنما الخلل بأولئك الذين مازال بعضهم قرب (المباعر) لايعرف شرقه وغربه ,صحيح أنه يمتطي أحدث السيارات والطائرات , لكنها لا تجعله حضاريا ولا تضيف إلى كهوف وسراديب عقله جديدا.‏

اليوم وسورية المتجددة تحتفي بالتصحيح نهج حياة وفعل ثراء وعطاء , وقدرة على اجتراح النصر تعيد صياغة ما دنسه الكثيرون تصهره ببوتقة النقاء , يعمده الدم السوري , جيش لايعرف المستحيل , وشعب آمن بما قامت من أجله الحركة التصحيحية, وقائد استشرافي , يملك الرؤية والعزيمة, أقانيم الصمود السوري المتأسس على فعل الحياة ,لقد غيرت سورية العالم كله , وقد حان أن تتغير الكثير من المصطلحات والمفاهيم وتعاد قراءتها بروية وهدوء , انطلاقا من أن سورية الحضارة والتاريخ والعطاء فائض وطنيتها يعني العروبة , وريثما يفهم من به صمم ممن يعدون حرابهم لصدور السوريين , لتكن هويتنا الوطنية الشاملة الجامعة صفا واحدا مع جيشنا وقائدنا , ونصرنا مؤكد.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية