تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حصى في قيعان الروح

رسم بالكلمات
الأثنين 26-7-2010م
محمد عبد الرحمن حاج بكري

حدثت نفسي حين ترجم ناطقي

دقات قلب يشتكي‏

لا الباب يعرف ما يدور بداخلي أبدا, ولا تلك القناطر‏

جذر لتوتةِ دارنا يمتد عبر أصابعي‏

ورحيل أخر نطفة مني على ورق الخريف‏

بالأمس كنت أحاور النجمات شعرا‏

حين يلفظها قطار نهارنا كي تستضيء‏

أنثى تجيء بهات زوارق حسرتي عبر الوميض‏

لحظات شعر أستنير بها, ووهناً تختفي‏

وحدي على العتبات أفترش الطريق ولا تجيء‏

شباكي المفتوح منتظري لعلّي عائد‏

يا توتي الخضراء ظلك لم يزل فوقي‏

برغم تشردي‏

وحدي أنا شحرورك المفتون‏

في طعم الحلاوة أعيش غربة أشهر البرد الطويلة‏

قبل عودتك القصيرة في الربيع‏

ستعود تنمو شتلة الحبق الزكية في مشاتلنا‏

ويلفحنا الشذى‏

حتى نكافح ذلك السبع المجذر بين أوردة الشتول‏

حبلى غدا أزهارنا بالطيب‏

و النسائم لم تهيئ نفسها كي تتخم الأنفاس عطرا طيبا‏

غابت فأرّقني أني لم أجد شفقا قبيل غروبها‏

كم قدت قطعاني إلى عشب طري بين أودية يغازلها الندى‏

لم تسمن القطعان رغم كثافة المرعى‏

ولم تفن المروج‏

عبر ارتحالي تنهض الأحلام في كفن لتحضنها القبور‏

عرس لموت الأمنيات يزف لي‏

ليلى........ وتجثم فوق ذاكرتي الصخور‏

عامان من طعم الفراق.. تملحت في كل أوردتي القيم‏

عامان من تأنيب من حولي, وحولك من نهايات المصير‏

وتقول لي إحدى الحسان برفقتي بالحافلة‏

ادفن همومك ليس مثلك من تظلله القشور‏

فالوقت يختصر القيامة في تجاعيد على وجه عبوس‏

تتنفس الأيام رحلتها بعيدا .. حول زاوية الشموس‏

عيناك أوسع من نطاق معاجم اللغة العتيقة‏

كيف أكتب؟‏

ليس يستهوي حروفي غير حلم‏

صار في أوكار ذاكرتي, وفي نفسي اليتيمة‏

في تفاصيل القصيدة لي طقوس‏

لو تعبرين زقاق ذاكرتي‏

تطاردك التشابيه البليغة في تعابيري‏

وتخدمك الصروف‏

وتصيح ليلى.. توالطريق يقودني‏

عُدْ...... عبر نافذة لدهشة ملتقاك‏

عُدْ... وانتمي لي عبر ما أسلفت‏

إن رجوعنا دمع وملقانا نحيب‏

عُدْ... هاهنا‏

فاليوم تتلوني على رمس القصيدة سورة‏

فالعمر خلفني صفيرا في فراغ الناي‏

خلفني نغم؟‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية