تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


درهم وقاية...طب المستقبل

طب
الأثنين 26-7-2010م
الدكتور محمد منير أبو شعر

من المنتظر أن يصبح المنزل وليس المشفى هو المكان الذي تتم فيه المحافظة على صحة الإنسان، والسهر على سلامة أعضائه.. وأن تصبح الوقاية وليس العلاج هي الوسيلة الطبية الناجعة خلال السنوات القليلة المقبلة .

ويكثف الباحثون اهتمامهم حالياً على مستويات رفيعة، وغير مسبوقة من الرعاية الطبية الشخصية.. ويؤكدون أن الطب في المستقبل سيكون أكثر فاعلية، وأقل تكلفة.. ولن يركز على غزو جسد الإنسان عبر العمليات والأدوية ذات التأثيرات الجانبية..‏

ويرى الباحثون أيضاً أن السنوات القليلة القادمة ستشهد إنجاز أدوات تكنولوجية دقيقة، يستخدمها الإنسان في المنزل، تحدد له حالته الصحية، وتنذره من أمراض وشيكة قبل وقت كافٍ من تحولها إلى أمراض مزمنة أو قاتلة .‏

ويقول العالم خوسيه : « إن ما يحدث حالياً هو أن نظام الرعاية الصحية ينتظر إلى أن يصبح المرء مريضاً، ومن ثم يتم التشخيص، وبعد ذلك يأتي دور العلاج بصورة متأخرة.. فمثلاً عند النظر إلى أمراض القلب على سبيل المثال، نجد أن ارتفاع ضغط الدم، ومستوى الكولسترول والعوامل البيولوجية الأخرى ماهي إلا علامات للتنبؤ متأخرة.. في حين أن النوبة القلبية هي ببساطة الضربة النهائية، وقد تكون الضربة القاضية».‏

ولكن ماذا لو أن الإنسان في كل مرة نظف فيها أسنانه بالفرشاة قامت مجسات دقيقة بفحص لعابه، بحثاً عن إشارات بيولوجية دالة على النوبة القلبية ؟‏

وفي كل مرة تعلق فيها الفرشاة في المكان المخصص لها ستقوم بمقارنة نتائج ذلك الصباح مع النتائج المعتادة والطبيعية، وعندما تكتشف أمراً غير عادي فإنها تصدر إشارة لتنبيه المرء بالتوجه للطبيب.‏

تلك هي تكنولوجيا المستقبل.. التي ستمكن الإنسان من فحص ومراقبة نفسه عبر أجهزة ذكية ورخيصة متجاوزة الأطباء والمستشفيات.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية