|
بيروت لن تقبل ان يتم التعامل معها على انها متهمة داعيا في نفس الوقت الى التعامل بجدية مع ملف شهود الزور وكشف من ضلل التحقيق في جريمة اغتيال رفيق الحريري والتدقيق في ملف لجنة التحقيق الدولية التي ثبت انها مخترقة ومسيسة وتجرى تحقيقا غير مهني لا يؤدي الى الوصول الى الحقيقة وتحقيق العدالة.
وقال السيد نصر الله في كلمة له خلال التكريم المركزي الاول لابناء شهداء المقاومة أمس ان ابناء المقاومة اللبنانية الذين قدموا أغلى ما عندهم من آباء وأبناء ونساء وأطفال لن يسمحوا لصغير ولا لكبير في هذا العالم أن يمس شيئا من كرامة المقاومة. واضاف السيد نصر الله ان المقاومة ليست فقط مشروعا فكريا أو ثقافيا أو سياسيا بل هي انجاز ممزوج بالدماء والعرق والدموع والتضحيات وان المقاومة التي قدمنا في طريقها ومن اجل أهدافها أغلى ما عندنا هي أغلى ما عندنا. ولفت الامين العام لحزب الله الى ان الشهداء هم جوهر المقاومة وروحها الصافية وارادتها الصلبة وعطاؤها الذي لا ينضب وقلبها الذي لا يتعب وأملها المتوهج ونصرها الساطع وبدمائهم أسقطت كل المشاريع الكبرى خلال ثلاثين عاما والتي كانت تهدد لبنان وفلسطين والمنطقة بأكملها. وقال السيد نصر الله ان المقاومة أسقطت منذ عام 1982 المشروع الذي كان يحاك ضد لبنان والمنطقة وفي عام 2000 أجهزت على مشروع اسرائيل الكبرى ودقت المسمار الاخير في نعشه عندما فرضت على العدو الاسرائيلي الخروج من لبنان دون قيد أو شرط وفي عام 2006 اسقطت مشروع الشرق الاوسط الجديد والكبير الذي انفقت من اجله مليارات الدولارات وسخرت له أعظم الماكينات السياسية والاعلامية في التاريخ البشري وشنت من اجله حروب في المنطقة على أفغانستان والعراق وهددت دول في المنطقة بالحرب كايران وسورية وتقاطعت فيه قوى دولية واقليمية ومحلية. واشار الامين العام لحزب الله الى ان انتصارات المقاومة وانجازاتها وتضحياتها حجزت لها وللبنان مكانا متقدما في المنطقة والعالم وجعلت لبنان يحتل لاول مرة مكانة متقدمة في المعادلة الاقليمية مؤثرا وفاعلا وليس قابلا ومتلقيا ومفعولا به وهذا لم يحصل في نظريات قوة لبنان في ضعفه ولا نتيجة الارتماء في مشاريع الاخرين ولا نتيجة الاستقواء بالاخرين بل بالصمود والتضحيات والانتصارات الكبرى. وقال السيد نصر الله ان المقاومة لا تخص حزب الله فقط بل كل المقاومين وكل من ساندها وبالاخص سورية وايران وجميع الشرفاء في العالم مستغربا كيف يدرك أعداء لبنان قيمة المقاومة أكثر من بعض اللبنانيين الذين يتآمرون ويخططون لينتزعوا هذه المقاومة من لبنان بعد ان جعلته عصيا على كل الزلازل والاعاصير التي أتت أو يمكن أن تأتي الى المنطقة. واكد نصر الله ان الاحترام الذي يحظى به لبنان على الساحة الدولية والاقليمية وتقاطر الوفود الدبلوماسية اليه لم يكن ليحصل لولا وجود المقاومة ولولا ان هناك شعبا مقاوما وارادة مقاومة لدى الشعب اللبناني فالعالم يعرف جيدا قيمة ما يملكه لبنان وانه لن يساوم على المقاومة وعلى أن يكون اللبنانيون أصحاب ارادة وشموخ في مواجهة العدو ومن يصنف نفسه في معسكره. واوضح السيد نصر الله أن اسرائيل حاولت في حرب تموز عام 2006سحق المقاومة وليس نزع سلاحها أو طردها من جنوب لبنان أو السيطرة على امكانياتها لكنها عجزت وتم سحق جبروتها ومشروعها وبعد ذلك كان المشروع واضحا وهو تشويه صورة المقاومة. واعلن السيد نصر الله رفض حزب الله لفتح أي قناة للاتصال مع الولايات المتحدة الامريكية لانها هي من تدعم اسرائيل وتتبناها وتحميها وتسلحها وتوظفها وهي من قامت بالحرب في تموز أما اسرائيل فهي المنفذة معتبرا ان مشكلة العالم مع حزب الله لا تنطلق من كونه حزبا سياسيا فهو مقبول تماما من هذه الناحية وهناك لقاءات تجمع قيادات في الحزب مع مسؤولين اوروبيين وآسيويين وأفارقة وعرب بل ان الحزب هو من يرفض احيانا لقاء بعض الجهات مشيرا الى ان الولايات المتحدة الامريكية حاولت في عام 2000 فتح قنوات للاتصال مع الحزب وهو من رفض ذلك وعليها الا تحاول اليوم لانها ستقابل بنفس الطريقة. وتابع الامين العام لحزب الله ان مشكلة العالم مع الحزب أنه حزب مقاوم ويرفض ان يكون لبنان ضعيفا او ان تكون حمايته لوطنه مستعارة كما يرفض أن ياتي أحد في هذا العالم ليفرض عليه شروطا مذلة ويرفض التسوية الامريكية الاسرائيلية التي تريد مصادرة الارض وتحرم ملايين الفلسطينيين من العودة الى ديارهم وبيوتهم وحقولهم وأن يعيشوا بكرامة. وقال السيد نصر الله ان الحزب لن يغير من مبادئه ولذلك فالحرب على المقاومة بأشكالها المختلفة ستستمر وهذا ما أعترف به جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الامريكية عندما قال امام الكونغرس الامريكي انه تم انفاق 500 مليون دولار لتشويه صورة حزب الله ولكن النتيجة كانت الفشل وفي كل استطلاعات الرأي في العالم العربي والاسلامي تكون دائما المقاومة ورموزها والرؤساء المقاومون في المنطقة في الصفوف الاولى وهذا هو مزاج المنطقة ومناخ شعوبنا وأمتنا. وأضاف الامين العام لحزب الله ان اسرائيل مجمعة على أنها هزمت وفشلت في حرب تموز وخاب أملها وهي مجمعة بقدها وقديدها وسياسييها وعسكرييها وأحزابها واعلامها وحكومتها وكنيسها وصحفها ورجال دينها على ذلك ومع ذلك هناك في المنطقة من يكابر ويرفض الاعتراف بأن المقاومة في لبنان هزمت اسرائيل. واكد السيد نصر الله ان الحرب بدأت على المقاومة منذ عام 1982 بكل الوسائل وأنفق من أجل تحقيق ذلك مليارات الدولارات ومازالوا ينفقون ولكن دائما كانت تأتي النتائج عكسية واليوم يريدون الدخول من باب جديد هو المدعي العام والمحكمة الدولية ليستغلوا قضية شريفة وانسانية وعاطفية ومجمع عليها لبنانيا وعربيا واسلاميا وعالميا وهي قضية اغتيال واستشهاد رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني الاسبق. وجدد الامين العام لحزب الله تأكيده ان تداعيات ونتائج اغتيال الحريري دفع ثمنها كل من في لبنان والمنطقة بنسب متفاوتة والكل يريد معرفة الحقيقة وتحقيق العدالة وليس العفو ولهذا يجب ان يتعاون اللبنانيون جميعا وأن يتكاتفوا. وتساءل السيد نصر الله هل يستطيع اللبنانيون ان يأتمنوا لجنة تحقيق دولية يؤلفها الامريكيون والحكومة البريطانية ومجموعة من الدول ويؤتى بضباط التحقيق فيها من أجهزة مخابرات على صلة وثيقة بالموساد الاسرائيلي على قضية بهذا المستوى... وهل المسار الذي أخذته لجنة التحقيق منذ البداية وهل سلوك بعض القوى في لبنان يوصل الى الحقيقة ويؤدي الى العدالة... مؤكدا ان الجواب لا.. وان لديه شخصيا أدلة وشواهد على ذلك. وأشار الامين العام لحزب الله الى ان العدالة مبنية على معرفة الحقيقة وأي شيء مبني على غير الحقيقة هو ظلم وعدوان وهو الاغتيال الثاني للحريري لانه يضيع القتلة ويعاقب المظلومين وبالتالي فإن المرحلة المهمة والاساسية هي مرحلة معرفة الحقيقة. وقال السيد نصر الله ان لجنة التحقيق الدولية لم تكن مؤهلة للوصول الى الحقيقة لان الحقيقة تحتاج لتحقيق نزيه تقني شفاف علمي وكان يجب ان توضع الفرضيات كلها بدءا من فرضية من يمكن ان يكون قاتل الرئيس الحريري وفرضية من يملك الدافع وفرضية من يملك المصلحة وفرضية من يملك القدرة ومن يملك الدافع والمصلحة والقدرة.. والعمل على هذه الفرضيات ولكن لجنة التحقيق اتجهت منذ اليوم الاول نحو فرضية واحدة وقامت بتركيب اتهام وحكم وذهبوا يفتشون له عن أدلة وهذا مازال قائما ومستمرا حتى الان. وأضاف السيد نصر الله انه اذا لم يتم الوصول الى الحقيقة لن تكون هناك عدالة بل سيكون هناك ظلم ونحن نطالب بالعدالة التي يعاقب من خلالها قتلة الحريري أما ان يعاقب من لم يقتله فهذه قمة الظلم وهنا الجدال والنقاش. ولفت السيد نصر الله الى ان هناك موضوعين رئيسيين يشكلان ادلة واضحة على عدم سير التحقيق الدولي في الاتجاه الصحيح هما شهود الزور ومن صنعهم مطالبا المدعي العام للمحكمة باحضار شهود الزور ومحاكمتهم ومحاسبتهم لانهم ضللوا التحقيق وخاصة انه ليس هناك نقاش في لبنان أن هؤلاء الشهود كانوا شهود زور فهذه المسألة مؤكدة. وقال الامين العام لحزب الله ان شهود الزور أربعة مازال واحد منهم مختبئا ويكمل اللعبة هو محمد زهير الصديق بينما قام الشهود الثلاثة الاخرون بالاعتراف وقالوا فلان أحضرنا وأعطانا النقود.. فلان أخذنا الى الشقة الفلانية.. فلان أخبرنا ماذا نقول.. وهؤلاء كلهم لبنانيون، كما شارك في فبركة الشهود وتعليمهم بعض ضباط لجنة التحقيق الدولية من الاجانب باعترافات هؤلاء الاشخاص أنفسهم.. اذا ألا يحق للشعب اللبناني ان يطالب بمحاسبتهم... اليس من اختصاص التحقيق معرفة الحقيقة وان يرى من ضلل التحقيق... أوليس من طرق معرفة الحقيقة البحث عمن ركب شهود الزور لمعرفة هل له صلة بالقتلة أم لا... واشار السيد نصر الله الى ان كل العالم يعمل بهذا الشكل إلا لجنة التحقيق مستغربا الا يقوم احد حتى اليوم باستجواب شهود الزور والتحقيق معهم ومعاقبتهم بعد ان ضللوا التحقيق أربع سنوات وتم البناء على اعترافاتهم، فهل هذه هي العدالة وهل من يسعى الى العدالة ويطلب معرفة الحقيقة يقوم بمثل هذا العمل... واكد الامين العام لحزب الله ان جميع اللبنانيين يريدون معرفة الحقيقة في اغتيال الحريري وينظرون لهذا الموضوع بعيدا عن الطائفية والحزبية وهناك اجماع وطني حوله فهذه القضية ليست عائلية ولا احد يطلب من عائلة الحريري أن يتركوا ويتجاهلوا الحقيقة وأن ينسوا هذا الملف وهم لن يفعلوا فالقضية قضية وطن وشعب باكمله. وقال السيد نصر الله انه يجب كشف شهود الزور وبالحد الادنى طردهم فبعضهم لايزال يعيش على أموال بعض اللبنانيين ومساعداتهم ومازال الذين فبركوا شهود الزور في موضع الرعاية والاهتمام والتبني متسائلا هل يساعد هذا في الوصول الى معرفة الحقيقة... وشدد الامين العام لحزب الله على ان الحزب يدرك ان هناك مؤامرة كبيرة على لبنان والمقاومة وانه منفتح على الحوار داخليا لمواجهتها ولكن ليس على خلفية ان حزب الله متهم ونريد التفتيش عن مخرج او ان احد عناصر الحزب متهم ونريد الوصول الى تسوية لكن على قاعدة ان هناك شيئا ما يعد للبنان فتعالوا كي نرى كيف سنواجهه معا وكيف سنتصرف معه معا على مبادىء الحق والقانون والعدل والمسؤولية والمصلحة العامة. وقال السيد نصر الله هناك من يركب تهمة للمقاومة والذي يقوله الاعلام الاسرائيلي صحيح ومتقاطع مع ما لدى حزب الله من معلومات.. والمعلومات الاسرائيلية من قلب التحقيق ومن قلب المحكمة الدولية ومن قلب مكتب دانيال بلمار مدعي عام المحكمة ونفس المعلومات الاسرائيلية التي بثوها في وسائل الاعلام قبل أيام قالها مسؤولون أمنيون في لبنان وهو ان القرار الظني الاول سيتهم في البداية ثلاثة من عناصر حزب الله والثاني بعد مدة خمسة والثالث سيتهم عشرين والرابع خمسين. واوضح الامين العام لحزب الله انه منذ مدة خرجت كوندوليزا رايس وقالت للاسرائيليين ان يسكتوا لانهم يخربون على الامريكيين في لبنان ويبدو ان الاسرائيليين لم يصغوا اليها وبدؤوا يقولون معلوماتهم والكثير مما قالوه متقاطع مع معلومات حزب الله الذي يبني مواقفه على معلومات وليس على التحليل او كلام الصحف واعدا بان يأتي يوم تظهر فيه كل هذه الحقائق. وطالب نصر الله بتشكيل لجنة لبنانية إما برلمانية أو قضائية أو وزارية أو أمنية أو مختلطة تأتي بشهود الزور ليسألوهم من قال لهم ومن دلهم ومن علمهم ومن فبركهم ومن كان يرسلهم الى التحقيق وعندما يعودون منه يستمع الى ما حصل ويزودهم بمعلومات جديدة كي يقولوها مشيرا الى ان هذا الطرح يشكل بداية جدية وانه ليس شرطا بل هو تعاون لحماية لبنان والمقاومة داعيا من يريد أن يثبت حرصه على معرفة الحقيقة وتحقيق العدالة ان يبدأ من هنا. وطرح الامين العام لحزب الله عدة تساؤلات على الشعب اللبناني والمسؤولين اللبنانيين يستوضح فيها هل المطالبة بالحقيقة توتر البلد... وهل هؤلاء الشهود أتوا من السماء أم ان هناك من صنعهم... ومن الذي صنعهم... الا يساعد هذا في معرفة الحقيقة... مبينا انه يعرف الاجوبة داعيا اللبنانيين الى اخذ نداء رئيس الوزراء الاسبق سليم الحص في هيئة الحوار الوطني حول الخطر الذي يداهم لبنان بعين الاعتبار لانه من الطبيعي عندما يكون هناك من سيعتدي على المقاومة فانه سيفتح من خلال هذا الاعتداء باب الاعتداء على لبنان.. وعلى مجلس الوزراء ان يتحمل مسؤوليته معربا عن استعداده للتجاوب مع أي لقاء يدعو اليه الحص وان الحزب سيتجاوب مع أي آلية تطرح من مجلس الوزراء او هيئة الحوار الوطني لمناقشة هذا الموضوع لانه حريص على لبنان والمقاومة. واكد نصر الله في ختام كلمته ان حزب الله حريص على لبنان ومنفتح على كل ما يحميه ويحمي المقاومة ويحفظ وحدته وأمنه واستقراره ويريد معرفة الحقيقة واقامة العدالة ولكنه في نفس الوقت لن يسمح بتشويه المقاومة التي هي أغلى ما لديه وقدم من اجلها اغلى ما عنده وهي أمانة الشهداء ووصيتهم مؤكدا ان الشهداء جددوا وأكدوا مقولة ان اسرائيل أوهن من بيت العنكبوت. ودعا نصر الله أبناء الشهداء لمواصلة الطريق الذي سلكه آباؤهم والحفاظ على رسالتهم وتمثل أفكارهم في الدفاع عن وطنهم وكرامته لان الميزة التي حصلوا عليها كونهم أبناء الشهداء ترتب عليهم مسؤوليات الحفاظ على هذه الميزة عبر العمل المتواصل. |
|