|
الافتتاحية لا يخفى على متابع أو مهتم أن في ذلك رداً على حادثة غرق المدمرة الحربية الكورية الجنوبية.. والتي اتهمت فيها كوريا الشمالية.. الرسالة ليست فقط لكوريا الشمالية ولا تقف عند حدود الصين، إنما تحملها الأمواج من محيط إلى محيط.. لتبلغ العالم.. لكن.. رغم الدوي سيكون التأثير ضعيفاً.. غريب، ألا تحسن الولايات المتحدة بكل ما تملكه من وسائل العلم والتكنولوجيا والدعاية والمقدرة والمال إلا هذه اللغة؟!.. لغة القوة والهيمنة والتسلط والتهديد والرؤية المتعجرفة للعالم!!.. ألا يكفيها ما واجهته وتواجهه في العراق وأفغانستان وباكستان.. بل في كل العالم؟!. وفي رسالة من الأمم المتحدة.. المنظمة الدولية المعوّل عليها صيانة السلم العالمي.. وضمان حقوق الدول والبشر في الحرية والمساواة والعدالة والتنمية.. توجب «المنظمة الدولية» أن تمر المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة عن طريق البر فقط!!. هكذا ترى المنظمة الدولية!!.. أن تمر مساعدات إنسانية.. براً فقط!!. والاحتلال.. وحق أبناء غزة كما كل شعوب العالم في الدخول والخروج عبر الموانئ والمرافئ والحدود وكيفما يشاؤون.. ثم.. هل تكون الأمم المتحدة مع رفع الحصار - كما سبق وأعلن الأمين العام – إن وافقت على استمراره بحرياً؟!.. رسالة إلى العالم.. كل العالم.. تعلن حاجة البشر إلى منظمة دولية تملك الرؤية القادرة على الفعل في هذا العالم. وفي رسالة ثالثة.. ربما جوابية غير مباشرة.. تداعت تركيا وإيران والبرازيل.. إلى محاولة لإعادة الدفع بالاتفاق الثلاثي على تبادل الوقود النووي المخصّب كمخرج للملف النووي الإيراني.. ذاك الاتفاق الذي أوقف العمل به كي تستطيع الولايات المتحدة أن تمر عبر الأمم المتحدة بقرار جديد لتشديد العقوبات على إيران. لكن الاتفاق مازال يعلن على رؤوس الأشهاد، أنه حقق ما لم تستطع القوى الكبرى ومعهم الأمم المتحدة تحقيقه، بل لعل ذلك كان أحد أسباب الابتعاد. الأمم المتحدة تخضع إلى حد كبير لتراتبية القوة في العالم.. ومع خضوع العالم للقطب الواحد.. فقدت توازنها فعلياً.. والذي نراه أن الدول النامية قادرة إن صدقت النيات وصحت العزائم.. أن تعيد التوازن لإنهاء حالة القطبية الأحادية وما نجم عنها في تهميش وضع المنظمة الدولية. ورسالة دائمة يكتبها السيد الرئيس بشار الأسد.. تكتبها سورية.. بالدعوة الدائمة للحوار والسلام. السيد الرئيس بشار الأسد اليوم في طريقه إلى روسيا البيضاء.. زيارة تقترب من القطب الشمالي تلي زيارات وصلت إلى جنوب الكرة الأرضية.. رؤية واحدة وصوت بنغمة واحدة.. السلام.. السلام.. السلام.. والأمن والاستقرار.. لنا ولمن حولنا.. وللعالم كله وللبشرية. سورية مركز العالم.. وفي دائرة منه أرهقتها الحروب.. تبحث عن السلام.. تطرح الحوار من أجل السلام والأمن والاستقرار والتنمية وتوازن العلاقات الدولية.. رسالة تعد جواباً آخر يرد على سياسة الهيمنة والقطبية الواحدة، واختلال وضع المنظمة الدولية. |
|