|
سانا- الثورة واشار السفير الارميني خلال مشاركته بندوة أقيمت مساء أمس في المركز الثقافي العربي بأبو رمانة بعنوان اضاءات على تاريخ القضية الارمنية إلى أن جريمة الابادة الارمنية في الامبراطورية العثمانية تعتبر عملية ابادة شنيعة وتهجيرا قسريا وإرهابا ضد شعب داخل وطنه مبينا أن السياسة الاجرامية الاستبدادية من قبل المحتل التركي العثماني أفقدت الشعب الارمني ارضه ودولته وحضارته وانتشر الكثير من ابنائه في أنحاء الارض حاملين معهم مأساة والام ضحاياهم وذكرىات الوطن المنكوب. ولفت السفير الارميني إلى أنه بعد مئة عام على الجريمة الوحشية ما زالت حكومة تركيا بوصفها الوريث الشرعي للامبراطورية العثمانية تتبنى سياسة انكار الابادة الارمنية وتحاول بكل الوسائل المتاحة عدم تدويلها محذرا من مخاطر ما تقوم به الحكومة التركية الحالية لتزوير وتشويه الحقائق التاريخية عبر تقديمها بمرآة ملتوية للمجتمع الدولي كحرب أهلية ابان الحرب العالمية الاولى. وشدد السفير الارمني على انه رغم المحاولات التركية لا تزال المأساة الفظيعة التي ذهب ضحيتها زهاء مليون ونصف المليون شخص ارمني ما بين عامي 1915 و1923 فإنها لا تزال تنتقل بكل حجمها وعمقها من جيل لاخر وتترك في نفس ومصير كل فرد أرمني ارثا معنويا وثقافيا وسياسا مدمرا. واعتبر السفير بولاديان أن الابادة الارمنية تشكل العار الاكبر على البشرية المتحضرة مبينا أنه بفضل الجهود المتكاملة والمنسقة أصبحت هذه الجريمة العظمى موضوع نقاش دولي يبعث التفاؤل بخلق مدافعين جدد عن القضية الارمنية ويدينون عاجلا أم اجلا جريمة الابادة ما يرغم تركيا على مراجعة ماضيها الدامي وتصحيح تاريخها والتخلص من خطايا الاسلاف الفظيعة. واستعرض السفير الارميني في محاضرته مراحل الابادة الارمنية والمآسي التي تعرض لها الشعب الارميني من قبل الامبراطورية العثمانية وتخاذل المواقف الدولية التي تغاضت عن العمليات الاجرامية للعثمانيين ما شجعهم على التمادي في جرائمهم. ولفت السفير الارميني إلى أن العثمانيين قتلوا رجال الدين واستولوا على الاف الكنائس والاديرة وأتلفوا بوحشية الاف الكنوز التي تعود إلى القرون الوسطى مثل المخطوطات وغيرها. وأوضح السفير بولاديان أن سورية وشعبها الطيب كانت الملاذ الامن للشعب الارميني في تلك الايام العصيبة حيث احتضنت الكثير من الناجين وقدمت لهم الامن والامان ووفرت لهم لقمة العيش الكريمة قبل أن يختلطوا على مر السنين في فسيفساء المجتمع السوري. وختم السفير الارميني محاضرته بتوجيه الشكر للشعب السوري بأخلص تعابير الامتنان لمعاملته الانسانية معربا عن أمنياته بعودة الامن والامان والاستقرار لسورية ولشعبها والتغلب على الازمة الراهنة. من جانبه اشار الباحث في القضايا الارمنية رياض تقي الدين في مداخلته إلى ان سورية وارمينيا توءمان ولدا في ازمنة مختلفة وان اكرام الضيف سمة مشتركة بين الشعبين مشيرا إلى ان حقد ومطامع الآخرين بلاء مشترك وخيانة الحلفاء امر تكرر على الشعبين. وأضاف: الآن تمر الذكرى ما بعد المئوية لمذابح الارمن على يد الحكومة العثمانية الغاشمة والتي ازهقت فيها ارواح الشعب الارمني بدون رحمة رجالا ونساء واطفالا وشيوخا واليوم يعيد التاريخ نفسه لتقوم حكومة تركيا الحديثة بتكرار افعال اسلافها ضد الشعب السوري دون هوادة او رحمة او اعتبار للقيم الانسانية وحسن الجوار. وتخلل الندوة عرض فيلم قصير مدته ست دقائق بيّن حضارة وعراقة ارمينيا وطبيعتها الخلابة وحدائقها وشوارعها الجميلة حيث يصفها التاريخيون بأنها جنة الله على الارض مرافق بلحن ارمني حزين يعكس طبيعة الظروف الصعبة التي مر بها الشعب الارمني آنذاك. واختتمت الندوة بقصيدة شعرية بعنوان ترانيم ارمنية القاها شاب سوري وفتاة ارمنية عبرا من خلالها عن وحدة الشعبين السوري والارمني حيث تصف معاناة الشعب الارمني خلال القرن العشرين. وقال مطران أبرشية دمشق وتوابعها للارمن الكاثوليك جوزيف أرناؤوطي في تصريح لسانا على هامش الندوة ان الابادة الارمنية راح ضحيتها نحو مليون ونصف مليون مواطن ارمني وسرياني كلداني على يد العثمانيين وكلهم كانوا مواطنين مخلصين لوطنهم من ادباء ومفكرين ومثقفين. واضاف ان لسورية فضلا كبيرا في احتضان الشعب الارمني المهجر وهي دائما بلد مضياف، موضحا ان الذي جرى عبر التاريخ يتكرر اليوم بحق الشعب السوري من قبل الإرهابيين الذين تدعمهم تركيا. |
|