|
من داخل الهامش وكفى... يزرع غيرنا ونحصد، يعمل غيرنا ونأكل، يحرسه غيرنا بالدم، ونحن من مسلسل لآخر ومن شاشة لأخرى نصول ونجول بطولات من ورق، كلام هراء، هراء حتى أصبحنا كائنات درامية في مهب الريح وها نحن نحصد بعض نتائج المسخ والتدجين الدرامي..الوطن ليس حقيبة مال تغدق علينا في أزماتنا وأمام أول منعطف ننساه، نتنكر لمائه، لترابه، لسمائه لانتمائنا، فنانون، مثقفون، مبدعون... سمّ الكثيرين منهم الآن الوطن في طريق جديد، وسورية المتجددة لم تطلب منكم إلا الوقفة الحقة... شغلنا منازلنا وأطفالنا، وشبابنا، نساءنا، أنفسنا بكم... ودفع لصهوات دراماكم الكثير الكثير... والآن تبخلون بكلمة...بموقف... الوطن لايستجديكم أبداً... فمن يقدم الدم والروح والمال، ويقول أبنائي العشرة للوطن هذا هو المبدع الحقيقي.. الجندي الذي يقف بثبات أمام هول الهجمة بمختلف ألوانها وأشكالها هو المبدع.. الطفل الذي يصر أن يذهب إلى المدرسة هو نسغ المستقبل.. لانريد بطولاتكم الوهمية.. لانطلب منكم أكثر من إبداء رأي ومهما كان الرأي سوف ينشر... وقد قدم بعضكم آراءهم ونشرت كماهي.. لماذا تهربون تتهربون.. الإبداع ليس ترفاً أبداً ألا ترون كيف يجند الغرب أدواتها كلها للوصول إلى مايريد...إلى تحقيق أهدافه على أرضنا.. وسائل إعلامه، فنانوه،كتابه، جمعتهم روحهم الاستعمارية، وبعضكم أغرته حفنة من مال خليجي.. أعمت بصره وبصيرته.. لاتغلقوا جوالاتكم حين ترون أرقامكم.. ربما أتتكم فيما بعد اتصالات المال الخليجي....أكيد حين تستقر الأحوال وتهدأ سنراكم تزينون شاشاتنا تقرؤون علينا بطولاتكم..أنا سأصفق للحقيقي منكم لمبدعين، لفنانين حقيقيين...لم يساوموا على الوطن أبداً، المحن تكشف وتعري وتفضح وتصقل وتميز بين الحقيقي والمزيف..آه كم أشعر بالألم حين أتذكر الامكانيات المادية التي أغدقت عليكم.. ظناً ممن أغدقها - وهو الوطن- أن بعضكم مبدع حقيقي، حقيقي لكن للأسف.. أمام أول إغراءات رنين الدولارات تساقطت أوراق التوت..إنها سورية، إنه مستقبلنا، لن نساوم عليه بمال قارون وهارون، هو الباقي ونحن الزائلون، ولن يبقى إلا صفحات من تاريخ ستكتب الحقيقة.. وطوبى لمن لايباع ولايشرى، لمثقف وفنان ومبدع حقيقي...لأصيل يجذر انتماءه لوطنه لا لدولاراتهم... |
|