|
فضائيات
لكن أهم ما تقدمه القنوات على الإطلاق، حتى المتخصصة منها في مجال معين هو النشرة الإخبارية، انطلاقاً من الأهمية التي يحظى بها الخبر أياً كان نوعه، سياسياً كان أم غير ذلك، والهدف من ذلك تقديم باقة منوعة من الأخبار اليومية لوضع المشاهد في صورة ما يجري من أحداث في العالم، بدءاً من أخبار الموضة والفن والطرب والثقافة والسياحة مروراً بأخبار الاختراعات والعلوم والتكنولوجيا انتهاءً بالكوارث الطبيعية والحروب وغيرها. هذه السلة المتعددة الأنواع من الأخبار،بالتأكيد تحتاج لوقت كاف لمتابعتها والاطلاع عليها ومعرفة تفاصيلها وأماكن حدوثها وأصحابها وخلفياتهم، وبالتالي لا يمكن لأي شخص مهما امتلك من الوقت أن يستطيع الجلوس أما التلفاز لمعرفة هذه القضايا وارتباطاتها لأمور شتى، يمكن أن يكون العمل والالتزام أو أي ظروف أخرى، ولكن هذا لا يعني الاستغناء عنها بعد أن باتت ضرورية كوجبة الفطور أو الغداء « باعتبار أن ثمة أشخاصاً لا يتناولون العشاء!!». لذا فشريط الأخبار يمكن أن يختصر لنا بعض التفاصيل التي ذكرناها بأسرع وقت ممكن ويضعنا بصورة الأحداث المختلفة في العالم، علماً أن ذلك لايحتاج منا وقتاً كبيراً، حتى تتاح لنا معرفة التفاصيل، ولعل أهم ما يميز هذه الخدمة أنها سريعة ويمكن أن تحقق السبق في ملاحقة الأخبار وتوصيلها بكل تطوراتها لحظة بلحظة للمتلقي بفارق زمني ملحوظ قبل القطع على الهواء وتقديم أهم الأنباء وأضحت خدمة الخبر العاجل وسيلة أسهل وأسرع في التنافس بين الفضائيات. ومع أن الشريط الإخباري خدمة إخبارية مستحدثة تعرفنا إليها منذ حرب الخليج الثانية عام 1990، عندما قامت شبكة الأخبار الأميركية C.N.N بتقديم هذه الخدمة ثم تبعتها المحطات الإخبارية المتخصصة والمحطات العامة سواء كانت العربية أو الأجنبية في تقديم هذه الخدمة للمشاهد حتى أصبح الشريط الإخباري منتجاً أساسياً في الخدمة الإخبارية اليومية في معظم القنوات الأرضية والفضائية. قناة الدنيا.. بالطبع كغيرها من القنوات تقدم هذه الخدمة، ولكن جديدها في هذا الأمر، وخاصة في ظل هذه الظروف التي تعيشها سورية والأزمة المفتعلة التي افتقدها بها «أخوتها من العرب» وبعض «أصدقائها من المنطقة»، وفي ظل التحريض والتضليل والفبركات غير المتناهية أصبحت القناة مضطرة لتقديم شريطها باللغة الإنكليزية ونتمنى أن تحذو حذوها الإخبارية والفضائية وليس بلغة واحدة بل بكل اللغات العالمية ليصل صوتنا بشكل دائم إلى الصديق والأخ والعدو ويعلم كل من هؤلاء متى يظلمنا الإعلام ومتى يرحمنا، ولو أن الأحداث الأخيرة أثبتت أن من يرحمونا لايتجاوزون أصابع اليد الواحدة فيما الآخرون باعوا ضمائرهم بأبخس الأثمان، ولم تعد المصداقية والمهنية تعني لهم شيئاً وأعمت عيونهم أموال النفط والورق الأخضر. وبعودة للشريط الإخباري حيث يتطلب تقديمه الصياغة اللغوية والنحوية المختصرة للأحداث التي ترد تباعاً من وكالات الأنباء أو من مصادر الأخبار التقليدية الأخرى مثل المراسلين بالداخل والخارج أو من غير التقليدية التي يكونها رجل الأخبار من دوائره الخاصة بالداخل والخارج، لذا لا بد من الانتباه لها وتنقيتها من الشوائب والسموم التي يدسها أصحاب المصادر بقصد أو بغير قصد. وذلك عملاً بالقول الشائع خير الكلام ما قل ودل، حيث من المهم أن يراجع المحرر الخبر قبل تخزينه ويجرب حذف الكلمات والحروف الزائدة. بالنتيجة إن عدداً قليلاً من الكلمات يدل على الحدث هو الشكل الأمثل الذي يشبع رغبة المتلقي في معرفة الأخبار خاصة العاجلة منها أما الإمعان في الوصف فهذا مجال يمكن متابعته في الصورة التي تقدمها نشرات الأخبار، لذا فإن خدمة شريط الأخبار تتميز بأهمية كبيرة لا تعادلها أهمية ولا يمكن الاستغناء عنها. |
|