|
ثقافة وهذه الصناعة تختلف تماماً عن صناعة النجوم التي كان يمارسها اجدادنا العرب, فصناعتهم آنذاك كانت مرتبطة بنجوم وكواكب السماء لمعرفة مصائر الدول وحظوظ واقدار الناس, بينما لصناعة النجوم اليوم منهج مختلف, فهي التي تقرر مصير المبدعين والموهوبين وتحولهم الى نجوم بشرية, وتدفع بهم نحو ذرا المجد والشهرة. ولأن زمن العولمة وانقلاباته يحول كل شيء الى سلعة قابلة للبيع والشراء , لذا لا عجب ان تنزل الثقافة الى السوق حيث يتم تحويل السلعة الثقافية( المسرحية والاغنية واللوحة والقصيدة والقصة والمهرجانات والاعياد) الى سلعة قابلة للاستهلاك من خلال الصورة والاعلان , لما لهما من دور مثير في توجيه فعاليات الثقافة من خلال الشركات او المؤسسات الراعية لتلك الفعاليات. ان لصناعة النجم الثقافي والفني والرياضي اصولاً وقوانين, مثلما لها شركاتها وسحرتها وطالبوها, اذ لا يمكن اليوم لمطرب ناشىء او مغنية صاعدة او ممثل موهوب مهما ارتفع سقف موهبته ان ينتشر اسمه ما لم يقف وراءه فريق من الصناع المهرة, يلمعونه ويسوقونه ويطلبون من ورائه ليتحول بين ليلة وضحاها الى (سوبر ستار) يتلقف اخباره الغني والفقير ويتابع حكاياته ومغامراته السعيد والتعس. والعرب بطبيعتهم متخلفون في هذه الصناعة, شأنهم في ذلك كشأن تخلفهم في كل الصناعات المعروفة وغير المعروفة, ابتداءً من صناعة الابرة وانتهاءً بالمركبات الفضائية, فصناعة النجم- اي نجم-تتطلب اموالاً كثيرة وعقولاً منهجية, اضافة الى ان النجم ينبغي ان يتمتع بخط من الموهبة في مجاله, فلا يمكن مثلاً تلميع وتنجيم مطربة معدومة الجمال والموهبة, ولا يمكن رفع شأن ممثل فقير في ادائه وجعله يلمع كمالمع عمر الشريف في شبابه . وعلى رغم هذا نجحت شركات الانتاج الفني والفضائيات العربية, وخاصة اللبنانية في تسويق عدد من النجوم في مجال الفن والغناء بسرعة مذهلة, فمغنيات مثل نانسي عجرم وشيرين وهيفاء وهبي استطعن ان يتحولن الى نجمات ساطعات في دنيا الغناء العربي بعد اول ضربة, بينما استغرقت مطربة مثل ام كلثوم, والتي كانت تتمتع بصوت خارق, سنوات طويلة من الكفاح حتى تتحول الى كوكب للشرق . |
|