|
ثقافة لا يقبل انصاف انتماء ولا اجزاء ولاء, له كل شيء .. او لنبق خارج اسواره منبوذين ..انه الوطن .. سورية..بكل جلالها وجمالها, بكل حنانها او قسوتها بكل ما فيها من ايجابي او سلبي.. سورية التي لا يقبل الولاء لها اي موقف متردد ولا اية مساومة ولنا في حبنا لها (الصدر دون العالمين او القبر)... والوطن اليوم يمر بمرحلة انعطاف تاريخي حاد لا ينفع فيها مجاملات او شعارات بل مواقف وطنية مخلصة من كل فرد كل في موقعه, فأي دور اذا يضطلع به المثقفون اليوم وسورية تعيش ظرفاً صعباً يتطلب المواجهة وجرأة الرأي وصدقه, في استطلاع اجرته (الثورة) مع مجموعة من الادباء والمثقفين في حمص حول ما هية دور المثقف حالياً فيما يشهده الوطن من ظروف صعبة كانت الآراء التالية: الشاعر عبد الكريم الناعم :
بداية لا بد من القول ان الهجمة الغربية بقيادة واشنطن والمتماهية مع المشروع الصهيوني هي اخطر زلزال يتعرض له الوطن العربي منذ سايكس بيكو حتى الآن ما من شك ان خطر التدمير والتفتيت والحرائق ناجم في احد نصفيه عن رداءة الوضع الذي هو في بعض مراكزه متواطىء مع ما تريده واشنطن وتل ابيب لان . 1-لا بد من التفريق بين المثقف الوطني وهؤلاء هم الاكثرية, والمثقف او من يضع شارة الثقافة على صدره وهو اما ملتحق بمشروع واشنطن او يمهد له , او يغازله بشيء من الحياء او بكثير من قلة الحياء. 2-الحديث ضمناً هو عن المثقف الوطني الواعي الذي لا يساوم على حق وطني 3-المثقف الوطني الواعي لا يستطيع الصمت فهو يقوم بدور ما من خلال الرأي في المجالس ومن خلال القصيدة, او المقالة, او القصة, او اللوحة التشكيلية بيد ان ثمة سؤالا مركزياً: ما هو الدور ( المعطى) لهذا المثقف وما هي الآفاق المفتوحة له ليعطي كل مالديه , وما لديه كثير حين نحسن التخطيط والتنفيذ, وحين تكون لنا خطة مدروسة تتخلص من الارتجال ومن اللهاث وراء المفاجآت قد يكون من المحزن ان نتوقف عند دور الثقافة /المثقفين, لأن الاقرار بهذا الدور هو من البدهيات المتعارف عليها وهذا الطرح يفرد بين ايدينا سؤالا ماذا سنفعل بأنصاف الاميين ثقافيا وبالذين مات الوجدان لديهم فأصبحوا عالة ونموذج تدمير وثمة منهم من يحجب دور المثقفين ويصادره خيفة من ان يؤدي ذلك الى افتضاحه وابعاده عن موقع القنزعة والاستفادة اذن المطلوب وضع خطة من قبل من لديهم الاهلية الثقافية والوجدانية لزج طاقات المثقفين الوطنيين في هذه المعركة كمقطع ثقافي في خطة شاملة تحشد الطاقات الوطنية المؤمنة بكرامة الارض وقداستها وبوحدة الشعب وحريته ولقمة عيشه الكريمة وبالديمقراطية. الأديب نور الدين الهاشمي :
المثقف العربي هو جزء من الطليعة الواعية في المجتمع وعليه الآن مسؤوليات كبيرة تتجلى في عدم الاستكانة او اليأس والصمت او الهروب فالمستهدف هو الوطن بكل تاريخه وانجازاته وعلى المثقف العربي ان يؤمن بأن قوى الشر في اوج طغيانها ولذلك فان عليه ان يستنفر كل طاقاته مع الجماهير لصد هذا العدوان. ان اهم اهداف المثقف الآن هو العمل على تمتين الوحدة الداخلية من خلال توعية الجماهير ونشر روح التفاؤل والثقة ومحاربة الاشاعات التي تنشرها اجهزة الاعلام بشكل محموم وعلى المثقف ان يستقوي بالجماهير القادرة على البذل والعطاء ولا يستقوي بالخارج فالاعداء يلبثون الف ثوب وثوب وعلى المثقف ان يحاور السلطة بكل اطيافها وان يطلب منها ان تتوسع في مشاركة الجماهير للوصول الى القرار الصائب والمدعوم من قبل الجميع وكذلك في ضرورة محاربة الفساد لأن المفسد خطر هدام يفتك بأخلاق المجتمع ولقمة عيشه ولا يكون هذا الا من خلال عمل جماهيري منظم وشامل وعميق يلعب فيه المثقفون الدور الاساسي في توعية الجماهير وتنظيمها وتعبئتها ليتحمل الجميع مسؤولية الدفاع عن الوطن وبنائه والوقت هو وقت عمل ولا مجال للتردد ابداً فالأعداء لا ينتظرون . الناقد التشكيلي معتصم دالاتي:
لا ارى ان للمثقف دوراً خاصا في ظرف او مرحلة بعينها يتغير بتغيرها ذلك انه مرتهن لمهمة يؤديها وعلى الوجه الاكمل في كل المناخات والظروف وهو ذو دور ريادي وحضاري ونهضوي همه الارتقاء بالمواطن الذي هو الخلية الاساسية للوطن نحو الرفعة والعزة والمناعة والمثقف المجرد من كل نزعة شخصية او هوى لا يمكن الا ان يكون وطنياً بأعلى المواصفات . الشاعر مظهر الحجي:
من الواضح لكل ذي بصر وبصيرة ان بلاد الشام عامة وسورية خاصة تمر بمرحلة مفصلية حاسمة من تاريخها الحديث وربما كانت اخطر بكثير من مرحلة سايكس بيكو لأن امريكا ومن يشاركها صناعة القرار العالمي يخططون لتقسيم بلاد الشام والعراق الى كيانات هزيلة تقوم على اساس طائفي او عرقي والتجربة التي يمر بها العراق خير مثال وما يزيد الامر سوءا ان بعض صناع القرار في منطقتنا العربية مازالوا يتعاملون مع الكارثة الراهنة بعقلية الشريف حسين ا لذي لم يدرك وقتها انهم يعيدون تقسيم العالم. في يقيني ان الخروج من هذا الشرك امر ممكن اذا احسنا قراءته واتقنا السير في ممراته الاجبارية الملغومة وان النجاة في النهاية ستتحقق بكثير او قليل من التضحيات اذا عرفنا الطريق الصحيحة للخروج منه وهي دخول بلاد الشام عامة وسورية خاصة في حزب جديد نعم حزب جديد ادعو الى تأسيسه على وجه السرعة اسمه حزب الوطن الذي يسع الجميع ويرتفع بأعضائه فوق الحزبية الضيقة وفوق الاثنيات والطوائف و الشراذم التي تنهض على رؤى ضيقة ومصالح آنية وعندما ننتمي جميعا لهذا الحزب فان السيد الوطن سينهض بمائه وبشره وطيره وشجره وسيعلو جبلاً راسخاً وان لم نفعل ذلك فانني ابشر لا شك اننا امام تحد تاريخي فالولايات المتحدة الامريكية باعتبارها قوة وحيدة ضالة متحاملة, وقادرة على فرض ارادتها وهيمنتها بالتلفيق والتزوير حيناً وبالتهديد والوعيد حيناً اخر وهي تتبع مصالحها وتخالف بكل سهولة ارادة المجتمع الدولي وتلعب بقرارات مجلس الامن كما يحلو لها ان مشكلتنا كدولة او كوطن او كأمة اننا نتعامل مع هذه القوة الحمقاء بطريقة رد الفعل المباشر وارتجال المواقف والسياسات فكيف للمثقف ان يتصرف في عالم كهذا وهل يكفي التنديد والاحتجاج?! اننا بحاجة الى رؤية استراتيجية طويلة الامد تحدد علاقتنا بالآخر وبأنفسنا يمكنها مقارعة الحجة بالحجة والرأي بالرأي المضاد فتعيد النظر بكل شيء بشفافية وجرأة وتسارع لترتيب بيتنا الداخلي لتكون دعماً لمثقف المستقبل ليستدرك ما فاته ويستعيد قدرته على المناورة والمشاكسة ويسترد شعوره بالامان ويعي دوره الوطني الجوهري فيستطيع بشيء من الحب وبكثيرمن الحرية ان يصوغ رؤيته الموازية لما هو سياسي واقتصادي وفني ويمكنه عندئذ بناء خططه واحلامه على كافة المستويات لمواجهة اية قوة مهما بلغت عنجهيتها وجبروتها. الشاعرة دعد طويل قنواتي : يفترض بالمثقف ان يمتلك من الوعي اكثر مما لدى غير المطلع ويبدأ واجبه في هذا الظرف الحالي كمثقف تجاه نفسه بأن يمحص كل ما يسمع وما يرى ويحاول التوصل الى ابعاده ومراميه وان لا يسمح لأي شيء ان يغير موقفه المتفهم والساعي الى الحفاظ على وحدة الصف في وجه الهجمات التي تبتغي تمزيق هذا الوطن وذلك قبل ان ينشر الوعي بين من ينقصه الوعي وبعد النظر ليساعد ابناء الوطن الغالي على عدم نسيان مفاهيمه الصحيحة والسليمة والنبيلة فيما يتعلق بقيمة الوطن ووحدة ابنائه الوطن مقدس ويستحق كل تضحية وسعة صدر . الشاعر محمود نقشو: لعلها المرحلة الاكثر خطراً تلك التي تمر بها سورية اليوم, ولعلها لحظة الوقوف مع الذات بذلك الصدق وتلك الشفافية التي يفترض ان تكون سمة المثقف ليرتفع بموجبها الى مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقه والتي تتمثل في تحليل الواقع وامتصاص الصدمات التي يتعرض لها الوطن هذه الايام والمتمثلة بمواجهة وقائع الحدث السياسي وتقاريرالامم المتحدة وقراراتها ( ما يسمى بالشرعية الدولية) الامر الذي يتطلب من الجميع الترفع فوق كل الخلافات والاختلافات بل والتناقضات بغية الوقوف على درجة متساوية من الحدث والتصدي له بلغة الانتماء للوطن والالتزام بقضاياه ولااظن ان اثنين يختلفان على ضرورتها واهميتها ولا اظن ان احداً بحاجة لتذكير المثقف الحقيقي بالتزاماته تاجه وطنه خاصة وان المنطقة العربية بأكملها تتعرض اليوم لأزمة تتهددها في كيانها وما الاحتلال في فلسطين والعراق الا شاهد على اننا في المواجهة الحقيقية مع اعداء الامة وعلى مسافة واحدة كل من موقعه وحجم المسؤوليات الملقاة على عاتقه. |
|