|
ساخرة بالليل يا روحي، حسدوني وباين، خايف أقول اللي في قلبي، في الجو غيم، ما كانش ع البال. وفي كتابه هذا، يذكر أن رجلاً قال لحكيم: ما بال الرجل الثقيل أثقل على الطبع من الحمل الثقيل؟ فأجاب الحكيم: لأن الحمل الثقيل تشارك الروح الجسد في حمله، أما الرجل الثقيل فتنفرد الروح في حمله. ويستطرد الأستاذ عبد المجيد قائلاً في الصفحة ذاتها: دعت فتاة حبيبها «أبا الحارث» وتحدثت إليه ساعة من الزمن، فأحس بالجوع فطلب طعاماً، فعجبت لطلبه وقالت: أليس في وجهي ما يلهيك عن الأكل؟ فأجابها: جعلت فداك، لو أن «جميلاً» و«بثينة» لبثا معاً زمناً، لا يتناولان فيه طعاماً، لأنشب كل منهما أظافره في وجه صاحبه. ويتابع صاحب «رحلة مع الظرفاء» إن بعض أكابر «البصرة» بنى داراً، وكان في جواره بيت لعجوز لا يساوي أكثر من عشرين ديناراً - في ذلك الزمن البعيد - وكان محتاجاً إليه توسيع داره، فبذل لها فيه مئتي دينار فلم تبعه، فقيل لها إن القاضي سيحجر عليك بسفهك، إذ أضعت مئتي دينار لما لايساوي أكثر من عشرين ديناراً. قالت: لماذا لا يحجر على من يشتري بمئتين ما يساوي عشرين ديناراً؟! وهكذا أفحمت القاضي ومن معه، وتركوا البيت لها.. حتى ماتت. |
|