|
رؤيـــــــة يسكن في حنايا الروح الما وحزنا وفقدا لأعزاء ذنبهم البريء أنهم كانوا على مرمى من حقدهم. والموسيقا في تعريفات الجميع هو فن عابر للحضارات لغته يتقنها الجميع ويرددها القاصي والداني كل حسب هويته وتراثه ومعتقداته وقيمه، إذا هو يحمل بصمة محلية بامتياز، فأين نحن من هذه الخصوصية ونحن نرى أن أبناءنا يتهافتون وقد امتلأت جعبتهم بها الى تلك الموسيقا التي تشعل في وجدانهم تلك المشاعر الدونية وتأخذهم الى عوالم لاتمت لثقافتهم بصلة، أنموذجهم الأعلى فنان قادم من خلف البحار ومن عالم ربما هو من يسرق أحلام أطفالنا وعقول شبابنا ويذهب بهم بعيدا ليقتلعهم من جذورهم، يبهرهم بحضارة مزيفة وأوهام لاطائل لها. وبما أننا لانستطيع أن نصد الرياح العاتية التي تهب علينا من جهات لاتربطنا معها قيم الحق والخير والجمال نجد الحاجة ملحة للتوجه الى الشباب الذي ينغمس في ثقافات تبعده عن أصالته وتراثه لبث الوعي لديه وربطه بفنه الأصيل وبموروثه الثقافي ومنحه الحصانة اللازمة ثقافيا وفكريا ومعرفيا وتوثيق علاقته بجذوره وهويته الوطنيه، فليس من المعقول أن تكون النوتة الأولى قد دونت في بلادنا ونحن نبحث عن الموسيقا خارج حدودنا التي تعبق بحضارة الأجداد وإرث العظماء. وبالطبع لن يكون حصننا إلا حضاريا يستقبل الفنون جميعها عندما ترتقي بالذائقة وتوقظ في الوجدان المشاعر السامية وتسعى الى تقوية عرى الصداقة والتآخي والمودة بعيدا عن الهيمنة، فالموسيقا مرآة الأمم وسر وجودها وهيهات لأعاصير الفناء أن تذهب بما سجلته يد البشرية. |
|