تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الامتحانات التي تجري

خَطٌ على الورق
الثلاثاء31-5- 2016
أسعد عبود

تشكل مؤسسة التربية أحد أبرز مؤسسات الدولة في سورية التي تؤكد بموجب وجودها أوعدمه.. استمرارية الدولة من انهيارها، والقول إن أكثر من 198 ألف تلميذ وتلميذة توجهوا أمس إلى امتحانات شهادة الدراسة الثانوية،

فيه بيان عملي يوضح أن دولتنا مازالت بعيدة عن الفشل رغم كل ما عانيناه ونعانيه على كل الصُعد، دون أن ننفي أن الامتحانات التي بدأت أمس وتستمر قرابة ثلاثة أسابيع هي -كما أنها بيان عملي على الاستمرار- امتحان آخر حقيقي نتمنى أن نخرج منه بالسلامة وتحقيق الهدف المنشود.‏

على مدى العقود الماضية شكّل التعليم نقطة استقطاب اهتمام المجتمع السوري ومسعى معظم طبقاته لتحقيقه للفتية والشباب وقبلهم للأطفال.. حققت التربية وحقق معها التعليم في سورية انطلاقة حقيقية رغم ما قد يكون لحق بهما من عوامل مؤثرة سلباً على نوعية هذه التربية وذاك التعليم.. أعني ربما فاق النمو في الكمّ التطوير في النوع في هذه الميادين.‏

يشكّل التعليم في كل مراحله الأرضية الثقافية الأولى للسوريين ولغيرهم، منه ينطلق النبوغ والتوجهات والتخصصات والتألق والمعرفة، وقد اتصف في سورية بالتوحيد المنهجي فالدولة هي راعية التعليم ومموّلته، وما من شك أن هذا التميّز تعرض إلى انتكاسات كبرى في ظل الأحداث الكارثية التي شهدتها وتشهدها سورية.. لكن ربما نكون استطعنا بجد، الحفاظ على الحدود المطلوبة لصمود هذه المؤسسة العلمية الثقافية الاجتماعية الكبرى.‏

تُشكّل شهادة الدراسة الثانوية التي بدأت امتحاناتها أمس خطاً فاصلاً يشغل بال كل السوريين، فمن هنا ينطلق الطالب إلى مرحلة التعليم الجامعي مستنداً إلى الدرجات التي حصل عليها في الثانوية لتحقيق رغباته في التعلّم الجامعي وهذا أسلوب للقبول في الجامعات يحقق العدالة أولاً، ولا يتمتع بتوجيه الكوادر حسب كفاءاتها بل حسب رغباتها أو بالأحرى رغبات الأهالي التي تخضع غالباً لسوق العرض والطلب وفرص العمل.‏

اليوم.. من الطبيعي أن لا نكون بصدد الانتقال من التعليم الثانوي إلى التعليم الجامعي على أساس النقد وشروط الأحسن... نحن اليوم كما أسلفت نواجه تحدي الاستمرار.. لكن لنحذر التراخي في المسألة الأولى أي تحقيق شروط الأحسن.. من الطبيعي جداً أن نتوجه بكل الشكر والتقدير لكل الجهود التي بُذلت وتُبذل للإمساك بالواقع التربوي ومنعه من الانهيار، لكن لا بد من ملاحظة الشوائب المريبة التي قد تحصل..؟! وقد روي الكثير عن أشكال لها في امتحانات الصفوف الانتقالية.. هذه الشوائب والإشكالات... والمشكلات في الحقيقة تحمل لخصوصية الظروف الراهنة وهي دون أي شك مؤثر أساسي في وقوعها، لكن لا يمكن تحميل كل خلل على شماعة الواقع الراهن.‏

نحن اليوم نحتاج الحرص على نوعية التعليم والامتحانات أكثر من أي يوم مضى بسبب ظروفنا الراهنة.‏

as.abboud@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية