|
مجتمع وفي حنايا الطهر جبلت ذرات التراب بأنفاس من أقسم أن يكون الحارس الأمين والمدافع العنيد عن قامة وطن بحدود وجغرافيا وتاريخ معمر بعمارة الكون.. هو الوطن صاحب الكفاءة النادرة والمرتبة الفريدة والدرجة الرفيعة..هو أوكسجين الحياة بمائها وهوائها وجمالها..هو الوطن مستودع الحلم والأسرار والذكريات والآمال..متحف الذخائر النفيسة للهوية والعنوان والوجود...وطن في عمر الزمن هو الخلود الأبدي الساكن في يقظة المتغير الثابت في دورة الحياة بأشكالها وألوانها.. هذا الوطن لولاه..لما كنا نعيش في ضمير الإنسانية ويشار لنا بالبنان..نتفاخر بانتمائنا إليه ونفخر بحبنا ووفائنا له..وطن لانبدله ولا يبدل بتغير الأهوال والمزاج..لا يخضع لمعادلة البيع والشراء عند كل خضة سفر، ونية هجرة ،ومغادرة خلسة أو علانية.،كما فعل ويفعل البعض متناسين خيرات الوطن عند مرور ربع العاصفة.. في المحن والمصائب تختبر معادن الشعوب وتمتحن عقولها وتعرف أهواؤها وكل ما يجول في خواطرها من تداعيات وتجاذبات بين أبيض وأسود ، بين حق وباطل ، بين خير وشر ، صراع دائم بين قيم الفضيلة وغرائز شهوة الرذيلة بكل ما تضمره من قبح وخيانة وعمالة تصغر فيها النفوس وتغدر بالوطن ، كما حصل لبلادنا وغيرها من الأوطان . إن التاريخ لا يرحم أحدا وما ذكروه ممن اختبرتهم فترات الحروب في حقب التاريخ كان عن دراية وتجربة .. فمن منا لم يسمع بنابليون بونابرت صاحب الإرث في الاحتلال والاستعمار لكثير من بلداننا ..إذ يقول :مثل من باع بلاده وخان وطنه مثل الذي يسرق مال أبيه ليطعم اللصوص فلا أبوه يسامحه ولا اللص يكافئه.. وقال أيضا ..إن جراح الجنود المنتصرين تبرأ بسرعة أكثر من جراح الجنود المهزومين .. وهنا لا داعي للشرح والتفسير.. الحروف تشي بمضمونها الواضح .. فأين هم أصحاب الرؤى الرمادية ممن يغمضون عينا هنا ويفتحون أخرى هناك ..يتطاولون برجل هنا ويدنسون برجل هناك..؟أين هم من استسهل شرفات الكرامة ، وحنا رأسه لغير عزة الوطن ،فكان تابعا ،متبوعا ذليلا، ووضيعا لا قيمة مادية ومعنوية له سوى ما يصرف عليه من فتات المال مقابل شتم الوطن والمتاجرة فيه لتكون نهايته قاع الحياة .. نحن السوريين ممن عشق الاسم والتراب وتدثر بهوية العنفوان والكرامة باقون في دائرة من قال يوما :ولي وطن آليت ألا أبيعه..وألا أرى غيري له الدهر مالكا.. |
|