تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ضلع قادر - مناهضة العنف ضد المرأة.. رؤية رهف هارون في برنامج (الملكة)

مجتمع
الثلاثاء 31-5-2016
سائد الراشد

تسعى لأن تكون المرأة السورية هي «الملكة» في ظل ما تعانيه من ظروف الحرب والإرهاب لذلك كانت مشاركتها في برنامج الملكة الذي يبث عبر 50 قناة فضائية عربية.

رهف هارون الصبية السورية والمشاركة ضمن 40 متسابقة من كافة الدول العربية في برنامج الملكة ذهبت تنافس.. وهي تحمل تراث المرأة السورية العريق مؤهلة بالعمل الاجتماعي والإغاثي الذي مارسته في مجالات عدة فهي القائدة الكشفية المدربة في اليونيسكو، مديرة مشروع القيادة في ظل الأزمات لإدارة الكوارث، عضو مجلس إدارة جمعية المقعدين وأصدقائهم، مرشد نفسي مع اليونيسيف.‏

رهف لا تسعى لنجومية إعلامية تبرزها من خلال البرنامج بل هي تحمل رسالة محبة وسلام من سورية أرض المحبة والسلام ليقرأ العالم بين سطورها أن المرأة السورية كانت صلبة كالصخر قارعت الظلم وصمدت ضد الإرهاب.‏

وحول هموم المرأة وسعي رهف لملامستها في الواقع السوري بشكل خاص والواقع العربي عموماً وما كونت من مشروع خاص لها من خلال مشاركتها في برنامج «الملكة» الذي تقدمه سفيرة المرأة العربية رحاب زين الدين حيث يعتبر أول برنامج عربي بامتياز يتحدث عن المرأة ويسلط الضوء على نماذج نسائية في أكثر من بيئة عربية ويحسن صورة المرأة العربية ويدعم قضاياها ليضعها في مكانتها الصحيحة.‏

صرحت رهف هارون للثورة: مشاركتها في «الملكة»‏

اعتلاني شعور بالفخر عندما تلقيت خبر مشاركتي في البرنامج لاقتران اسمي بسورية «لقد تم قبولك للمشاركة في مسابقة الملكة باسم الجمهورية العربية السورية»، وأسعى من خلال مشاركتي تسليط الضوء على إنجازات المرأة العربية عامة والسورية خاصة ونشر قضاياها والتحديات التي تواجهها، والتأكيد على دورها في رفد المجتمع بالطاقات الخلاقة، فالمرأة هي المتضرر الأول مما يجري في الوطن العربي وهناك ضرورة لتعزيز ثقتها بإمكاناتها وذاتها في مجتمع يثقل كاهلها بالعادات والتقاليد البالية.‏

وأضافت هارون أن هناك نساء تستحق الاحترام والدعم ولها قضايا إنسانية عميقة يجب تبنيها، والبرنامج هو فكرة عربية من رحم الواقع العربي يساعد على تصحيح بعض سلبياته.‏

ضلع قادر - مناهضة العنف ضد المرأة‏

من هذا العنوان استقت هارون رؤيتها ومشروعها الخاص المشاركة فيه بالمسابقة، فهي عاشت الأزمة وتفاصيلها في سورية ومن رحمها اكتسبت الخبرة وخاضت غمار التجربة فارتأت أن مشروعها ضرورة في المرحلة الراهنة أكثر من أي وقت سابق.‏

فالمرأة عانت من مختلف أشكال الضغط والعنف الفكرية والثقافية وحتى الجسدية فلامست من خلال تجربتها العديد من القضايا المتعلقة بالمرأة المعنفة ودأبت على دراستها وشرحها وتفصيل أسبابها وطرح الحلول لمعالجتها أو الحد من آثارها، وتهدف من مشروعها أن يكون بصمة لحل جزء من هذه القضايا وتحفيز بعض الجهات العامة والخاصة لمعالجتها أو تخفيف تداعياتها.‏

وفي حديثها عن مشروعها قالت هارون:‏

ينقسم المشروع الذي أشارك فيه في البرنامج إلى أربعة أقسام بينت من خلالها أن المرأة المعنفة يمكن تغيير واقعها والتخفيف من وطأة المجتمع عليها عن طريق العمل بهذه الأقسام، فقمت بتحليل أسباب العنف ضدها ومعالجتها من عدة جوانب صنفت تحت أقسام:‏

اقتصادياً : هذا الجانب يبين أن تمكين المرأة اقتصادياً وتحقيق استقلاليتها واعتمادها على نفسها من الناحية الاقتصادية يساهم في التقليل من العنف ضدها واكسابها مهنة تساعدها في تأمين مستلزمات معيشتها يشكل سلاحاً في الظروف القاسية التي تمر بها ويخفف من العنف الذي قد تتلقاه، وكان واضحاً أن 80% من النساء يتعرضن للعنف نتيجة الوضع الاقتصادي والذي قد يصل حد استغلالها بكافة الأشكال.‏

إضافة إلى إكسابها للمهن فهناك العديد من المهن لا يستطيع اتقانها سوى النساء وبهذا نكون قد حققنا فائدة أخرى من خلال إحياء مهن وإعادة انتشارها من خلال المرأة، وقمنا بتفعيل دور المرأة اقتصادياً فدعمناها مادياً وقدمنا فائدة للاقتصاد بشكل عام.‏

قانونياً :توعية المرأة بحقوقها وبالقوانين التي تحميها يساهم في طريقة تعاطيها مع المشاكل التي تعترضها وتوظيف القانون في خدمتها ويشكل رادعاً للأطراف الأخرى ويمنعهم من استخدام العنف ضدها، ويتم من خلال جلسات توعية عن الحقوق وآليات التبليغ الصحيح في حال حصول أي من أنواع العنف ضدها.‏

اجتماعياً :يمكننا هذا الجانب بعد دراسة أسباب العنف من نقل المرأة المعنفة من دائرة الخطر إلى دائرة التفعيل في المجتمع من جديد، فيتم نقل المعنفة من محيط سلبي إلى محيط إيجابي عن طريق اكتشاف البيئة التي تفرض هذا الواقع عليها وتقديم الحلول وانتشالها من المحيط السلبي وتسهيل اندماجها في المجتمع الجديد.‏

وهذا الأمر لا يمكن إلا عن طريق توعية المرأة بكافة الجوانب الاجتماعية والثقافية والاقتصادية لتحقيق هذا الانتقال وإقناعها بحجم إمكاناتها وقدرتها على إثبات ذاتها.‏

الجانب الرابع : عن النفس فكرياً وقانونياً وثقافياً ومجتمعياً، فقدرتها على الدفاع عن نفسها في هذه المجالات إضافة إلى القوة الشخصية والبدنية تساعدها على تخفيف العنف ضدها، لأن معرفة الطرف الآخر بقدرة هذه المرأة الدفاع عن نفسها يمنعه من اضطهادها.‏

قضية سورية بامتياز‏

وتابعت هارون حديثها عن المشروع فبينت:‏

«ضلع قادر» هو رؤية لفتاة سورية ولدت من رحم الأزمة فأنشأت حالة فردية إنسانية وإبداعاً جديداً لمحاولة درس التأثيرات السلبية التي شكلت ترسبات على المجتمع السوري، ليكون للمشروع دور في التخفيف من وطأة هذه السلبيات على مجتمعنا وتحديداً في مجال المرأة وتعنيفها.‏

فهي قضية سورية بامتياز ومن الضروري نشر هذه القضية ومعالجتها والتخفيف من سلبياتها وتعميم التجارب الناجحة على كافة المجتمعات العربية للتخلص من ظاهرة المرأة المعنفة.‏

وأكدت رهف أن الهدف من البرنامج هو تسليط الضوء على إنجازات المرأة وقضاياها والتحديات التي تعيشها ولتحقيق غاياته النبيلة حيث لابد من الإيمان بأن مستقبل الأجيال العربية القادمة بين أيديها فهي الأم والمربية، والاهتمام والاستثمار في المرأة يأتي من منطلق التأكيد على الدور الذي تلعبه في مستقبل الأمة الواحدة.‏

ختاماً:البرنامج يعرض نخبة السوريات المشاركات فيه ويظهر الثقافة والخبرة التي تمثلها المرأة السورية، ويمكن المتسابقات من اكتساب خبرات جديدة وتجارب مفيدة قد يتم تطبيقها وسكبها ونقلها من دولة عربية إلى أخرى.‏

رهف السورية حالياً في مرحلة التصويت في برنامج الملكة بعد أن قدمت مشروعها، ودعمها يمثل دعماً للتميز والإبداع السوري وتفاصيل مشاركتها موجودة على صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك الصفحة بعنوان «رهف هارون - برنامج الملكة».‏

تمنياتنا لرهف هارون بالفوز بلقب الملكة فهي تشكل تجسيداً للمحبة والعطاء، والشغف والإبداع، واهتمامها الكبير بتصحيح دور المرأة في مجتمعاتنا العربية، ومشاركتها شكلت بصمة إيجابية في البرنامج.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية