تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


رئيس الاستخبارات البريطانـي السابق: السعودية وقطر تمولان «داعش» وتساعدانه على التمدد

وكالات - الثورة
صفحة أولى
الثلاثاء 31-5-2016
بات الدعم السعودي للإرهاب في مختلف مسمياته معروفاً وواضحاً ومثبتاً وعلى كل لسان حيث أكد الرئيس السابق للمخابرات البريطانية الخارجية MI6 ريتشارد ديرلوف أن السعودية ساعدت «داعش» في الاستيلاء على شمال العراق وأن هذا الأمر لم يحظَ بتغطية الإعلام البريطاني له.

وبحسب ما جاء في المحاضرة التي ألقاها ديرلوف أمام «المعهد الملكي للخدمات‏

المتحدة» ، ونقلت صحيفة الأندبندنت ملخصا لما جاء فيها، فإن رئيس الاستخبارات السعودية السابق بندر بن سلطان أبلغه (قبل عملية 11 أيلول الإرهابية في نيويورك) حرفيا بأنه «لن يكون ذلك اليوم بعيدا في الشرق الأوسط حين سيتولى «المسلمون» إبادة من سماهم بالكفار.‏

وقال «ديرلوف» إن اللحظة القاتلة التي توعد بها بندر بن سلطان ما أسماهم الكفار في منطقة الشرق الأوسط قد جاءت، ليس من خلال عمليات الإبادة الشاملة لهم بواسطة العمليات الانتحارية فقط، حيث سقط منهم أكثر من مليون عربي مسلم بالسيارات المفخخة والعمليات الانتحارية منذ العام 2003 حتى الآن، بل بشكل خاص عندما ساعدت السعودية «داعش» للاستيلاء على شمال العراق(نينوى والموصل)، وعندما أقدمت «داعش» على قتل النساء والأطفال وقتل طلاب الكلية الجوية (قاعدة سبايكر) في 10 حزيران الماضي ودفنهم في مقابر جماعية.‏

ويتابع ديرلوف القول: في الموصل جرى تفجير دور العبادة ، وفي مدينة قريبة من «تلعفر» وضعت «داعش» يدها على أربعة آلاف منزل باعتبارها «غنيمة حرب». وهكذا أصبحت حياة العراقيين والسوريين أيضاً.‏

وقال ديرلوف «لا شك في أن تمويلا هائلا و متواصلا لـ «داعش» من السعودية وقطر قد لعب دورا محوريا في استيلائها على مناطق أخرى في العراق، فمثل هذه الأشياء لا تحدث ببساطة من تلقاء نفسها، والتعاون بين عراقيين و«داعش» لم يكن ليحصل دون أوامر وتوجيهات وموافقة الممولين الخليجيين. وقالت «الإنتدبندنت» إن التركيز (من قبل الإعلام) لم يكن على القنبلة التي فجرها رئيس المخابرات البريطــانية في محاضرته لجهة ما يتعلق بمخطط بندر بن سلطان لإبادة الأقليات ، بل على تـهديد «داعش» للغرب علما بأن ديرلوف أكد أن تهديد «داعش» للغرب مبالغ فيه، بخلاف تهديد «القاعدة». فبينما ركزت «القاعدة» على تهديد المصالح الغربية، تركزت «داعش» على تنفيذ مخطط بن سلطان لقتل من يعتبرون «غير مسلمين وكفارا» بنظر العقيدة الوهابية.‏

وقال ديرلوف إنه ليس على اطلاع استخباري «من داخل شبكة الاستخبارات» منذ أن تقاعد قبل نحو عشر سنوات ليصبح محاضرا في «كلية بيرمبروك» في جامعة كيمبردج، لكنه، وبالاعتماد على تجربته السابقة، يرى أن التفكير الاستراتيجي السعودي يقوم على ركيزتين عميقتي الجذور فهم ـ أي السعوديون ـ يعتقدون بأن أي تحد لهم، بوصفهم أوصياء على المقدسات الإسلامية، لا يمكن أن يكون مقبولا من قبلهم. كما أنهم يعتقدون أن الوهابية هي الدين الإسلامي الصحيح والنقي، والباقين زنادقة وكفار.‏

وعن النفاق السعودي بشأن زعمهم عن«مكافحة الإرهاب»، يقول ديرلوف: إن السعوديين يقمعون «الجهاديين» فعلاً في الداخل، لكنهم يوجهونهم ويشجعونهم على العمل في الخارج، لاسيما القتل استنادا إلى العقيدة الوهابية.‏

ويذكرنا ديرلوف بإحدى برقيات «ويكيليكس» التي تعود إلى العام 2009 حين كتبت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تقول «إن السعودية لا تزال قاعدة الدعم الأساسية الحاسمة بالنسبة لتنظيم القاعدة وحركة طالبان وجماعة عسكر طيبة في الباكستان وغيرها من الجماعات الإرهابية الأخرى.‏

وأضاف ديرلوف القول إن حملة السعودية ضد القاعدة كانت بسبب أنشطة هذه الأخيرة داخل السعودية، وليس لأنها تمارس الإرهاب في الخارج.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية