تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


في أوركسترا ماري .. نساء سوريات يعزفن لحن الحياة

دمشق
صفحة أولى
الثلاثاء 31-5-2016
فاتن أحمد دعبول

اعتبرها «أفلاطون» أروع الفنون وأرقاها، فكيف إذا كانت فارساتها من النساء اللواتي عشقن الموسيقا وشكلن معاً لوحة رائعة، تشي بمعاني الحب والسلام رسالة الى العالم من بلد الحب والسلام.

أحيت أوركسترا ماري بقيادة المايسترو رعد خلف أمسية موسيقية بعنوان»موسيقا تصويرية» على مسرح دار الأسد للثقافة والفنون بدأها بافتتاحية أذهلت الحضور وانتزعت منه التصفيق الحاد لما أظهرته العازفات من براعة في الأداء وتلك اللمسات الأنثوية الرائعة على مختلف الآلات الموسيقية، فقد أظهرن مقدرة فائقة في العزف رغم صعوبة المقطوعات الموسيقية وسرعة إيقاعها.‏

وتبع ذلك معزوفات حملت العناوين التالية»موكب، ترقب، مطاردة،» ثم تفردت عازفة البيانو لين جناد بمعزوفة»القصر القديم» تبع ذلك معزوفات» انتقام، صلاة، كارتون، حنين، عاصفة» وفي كل مرة كانت الفرقة الموسيقية الأنثوية وبأناملها الرقيقة تبهر الجمهور بعزفها وتثبت للعالم جميعه أن المرأة التي تهز السرير بيد وتهز العالم باليد الأخرى هي قادرة في الآن نفسه أن تنثر عبق الحياة في أرجاء الحياة رغم هذا الكم الهائل من الآلام والدموع.‏

وجدير ذكره أن أوركسترا ماري تشكلت نواتها الأولى في العام 2006 كأول أوركسترا سيمفوني للفتيات السوريات، وهو الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، يضم المشروع أكثر من ستين عازفة من جميع المحافظات السورية من معهد صلحي الوادي، طالبات وخريجات المعهد العالي للموسيقا والمعاهد الموسيقية الأوروبية وهن من المتميزات في عزفهن على آلاتهن.‏

والهدف من المشروع هو تقديم الأعمال الموسيقية المتنوعة والتي كتبت خصيصاً للأوركسترا، بقصد إغناء حالة تطور اللحن العربي وميزاته المتألقة ضمن طابع إيقاعي تآلفي جديد، وتقديم الألحان العربية بصياغة عصرية حديثة.‏

أما قائد أوركسترا ماري رعد خلف فهو من مواليد البصرة، أستاذ في المعهد العالي للموسيقا في دمشق والمعهد العالي للفنون المسرحية، أقام العديد من الحفلات الموسيقية والعروض الفنية في التأليف الموسيقي، العزف المنفرد في العديد من الدول العربية والأوروبية ومن مؤلفاته الموسيقية مجموعة أعمال عزفتها الأوركسترا السيمفوني بدمشق وأوركسترا البحر الأبيض المتوسط والأعمال الكاملة لأوركسترا زرياب إضافة الى كونه المؤلف الموسيقي والمشرف العام للعروض السمعية البصرية» طقوس الحضارات القديمة».‏

ومن العازفين سيمون مريش قائد ومؤسس فرقة بيركومانيا أول فرقة إيقاعية في سورية ولين جناد مستشار فني للأوركسترا.‏

وقد استطاعت أوركسترا ماري بما قدمته من ألحان أن تلون الحياة بلون الفرح والأمل بمستقبل أكثر إشراقاً، لتثبت بحق أنه لولا الموسيقا لكانت الحياة فعلاً ضرباً من الخطأ.‏

حضر الحفل وزير الثقافة عصام خليل ومدير دار الأسد للثقافة والفنون جوان قره جولي وعدد كبير من الموسيقيين والمهتمين بالشأن الموسيقي.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية