|
دمشق
وقال الدكتور محمود الابرش رئيس مجلس الشعب ممثل راعي المؤتمر ان السيد الرئيس بشار الأسد كان حريصا على المشاركة في هذا المؤتمر الا أن التزامات سيادته الخارجية حالت دون تحقيق هذه الرغبة. وأشار الابرش إلى أن هذا المؤتمر يأتي استجابة للمسؤوليات الملقاة على عاتقنا من قبل شعوبنا لنكون صوت عقلها ووجدانها في الظروف التي تمر بها القضية الفلسطينية التي تعد واحدة من أهم قضايا الامتين العربية والاسلامية والتي شكلت طوال ما يزيد على ستة عقود مركز نضال شعوبنا ودولنا ولاسيما في ظل تحدي اسرائيل المستمر للقانون الدولي والقانون الانساني الدولي وارتكابها جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وخاصة من خلال ما شهدناه خلال العدوان الاجرامي على غزة وحصارها الجائر لمدة تزيد على ثلاث سنوات. ولفت رئيس مجلس الشعب إلى أن الحصار الذي يفرضه العدو الاسرائيلي على شعب غزة بات معروفا للعالم أجمع ولاسيما بعد الجريمة النكراء في الاعتداء على أسطول الحرية الذي حمل متضامنين ينتمون إلى أكثر من ثلاثين بلدا يجسدون قيم السلام والانسانية موضحا أن تمادي اسرائيل في سياساتها الاجرامية وتحديها للشرعية الدولية واستهتارها بحياة البشر جرها إلى الاستمرار في سياسة القتل والتدمير والتهجير غير عابئة برد المجتمع الدولي وميثاق الامم المتحدة والاتفاقيات الدولية التي تعاهدت على احترامها شعوب العالم وحكوماتها. وقال الابرش ان هذا المؤتمر المكرس للتضامن مع شعب غزة وجميع شعب فلسطين في الداخل والشتات من أجل التحرير واستعادة الحقوق يمثل روح الامل المتجدد في ارادة تنمو وسياسة تسمو على أي خلافات في التقدير والاحتساب من أجل نصرة شعب فلسطين وغزة المحاصرة وان المجتمع الدولي بصورة عامة والعرب والمسلمين بصورة خاصة مدعوون اليوم أكثر من أي وقت سبق للوقوف معا بارادة صلبة لكسر الحصار الجائر عن غزة وفتح كل المعابر من أجل توفير جميع متطلبات الحياة لاهالي القطاع. إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وأضاف رئيس مجلس الشعب ان سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد شعبا وحكومة تقدر عاليا هذا المؤتمر وترى فيه أملا لدور الدول الاسلامية بكل مؤسساتها في الوقوف مع قضية الشعب العربي في نضاله العادل لاسترجاع كامل أراضيه المحتلة عام 1967 حتى خط الرابع من حزيران واقامة الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس الشريف وحق العودة للفلسطينيين إلى ديارهم المغتصبة تنفيذا لقرارات الامم المتحدة مؤكدا أهمية تحقيق وحدة الصف الفلسطيني كونها السبيل الوحيد لتحقيق انتصاره والحفاظ على حقوقه ومستقبل أجياله. وتابع الابرش بالقول لقد بات معروفا للعالم أجمع أن اسرائيل التي تمارس العدوان والتهجير والضم وبناء المستوطنات المنهجية لا تؤمن بالسلام لانها لا تؤمن بحق الفلسطينيين في العودة وبناء دولتهم المستقلة على أرضهم ولا بالانسحاب من الجولان السوري المحتل وما تبقى من أراض محتلة في جنوب لبنان متخذة الذرائع الزائفة التي باتت مكشوفة أمام الرأي العام العالمي منددا بجريمة ابعاد اسرائيل للبرلمانيين الفلسطينيين الاربعة من مدينتهم في اطار تنفيذ سياسة تهويد القدس والغاء الطابع العربي الاسلامي والمسيحي. ونوه رئيس مجلس الشعب بالدور الفاعل الذي تلعبه تركيا حكومة وشعبا من أجل نصرة غزة وكسر الحصار المفروض على شعبها منذ سنين موضحا أن الموقف التركي سيبقى راسخا في أذهان أجيالنا الحاضرة والآتية حتى تتحرر أرضنا وتستعاد الحقوق. وأكد الابرش أن الدول الاسلامية المجتمعة بمجالس شعوبها مدعوة اليوم لايصال صوتها إلى العالم وبرلماناته ومؤسساته المدنية والحكومية لتشكل حركة عالمية تؤمن بالعدل والمحبة والسلام واطفاء الحروب واسماع كل المؤسسات الانسانية صوتنا الذي يمثل صوت الحق والعدالة والمحبة والسلام. معاقبة إسرائيل على جرائمها ودعا رئيس مجلس الشعب إلى مخاطبة برلمانات العالم عبر الاتحاد البرلماني الدولي والتجمعات البرلمانية الاقليمية للضغط على حكومات دولها من أجل المطالبة بكسر الحصار ومعاقبة اسرائيل وتشكيل لجنة دولية حيادية للوقوف على جرائمها في مهاجمة أسطول الحرية وما أسفر عنها من وقوع ضحايا كانوا يحملون رايات المحبة والسلام مطالبا باعتبار الاجراءات التي اتخذتها اسرائيل لما سمته التخفيف من الحصار باطلة والهدف منها ابقاء الحصار على غزة قائما على أرض الواقع وامتصاص النقمة العالمية على الجريمة التي اقترفتها اسرائيل وعلينا جميعا الا نقبل بأقل من انهاء هذا الحصار اللاانساني من كل جوانبه. وناشد رئيس مجلس الشعب كل الدول الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامية لاتخاذ كل الاجراءات لردع اسرائيل عن القيام بأي اعتداء واستخدام للقوة ضد السفن المدنية والمطالبة باطلاق سراح السفن والافراد الذين اعتقلتهم القوات الاسرائيلية والتعويض الكامل عن فقدان الارواح وعن الاصابات بسبب العدوان العسكري الاسرائيلي على قافلة السفن الانسانية. إسرائيل تهدد أمن المنطقة ولفت الابرش إلى أن ممارسات الكيان الاسرائيلي تزيد الاوضاع في المنطقة العربية توترا وقلقا وتهدد أمنها ومستقبلها وفي الوقت نفسه تتوسع دائرة الحروب والمشكلات في كثير من الدول الاسلامية تحت شعار مكافحة التطرف والارهاب دون النظر إلى ماعانته وتعانيه شعوب هذه الدول نتيجة للمجازر التي ترتكبها اسرائيل ضدها والتطرف الذي تنشره نتيجة سياساتها والدعم العسكري والسياسي اللامحدود الذي تقدمه بعض الدول لها وحمايتها في الامم المتحدة والمنتديات الدولية الأخرى. وأشار إلى أن الدول الاسلامية حاربت ولاتزال تحارب الارهاب والتطرف بكل مظاهره وانتماءاته بهدف تحصين المجتمع والارتقاء بحياة الانسان معتبرا أن دعم بعض دول العالم لاسرائيل والتغاضي عن سياساتها العدوانية وضربها عرض الحائط في الشرعية الدولية يعطيها المزيد من الدفع للاستمرار في عدوانها واجرامها. وختم رئيس مجلس الشعب كلمته بالاشارة إلى أهمية ما تم الاتفاق عليه في اجتماع اللجنة التنفيذية الاستثنائي الموسع الاخير على مستوى وزراء الخارجية لمنظمة المؤتمر الاسلامي الذي أكد ضرورة أن تقوم الدول الاسلامية باعادة النظر في علاقاتها مع اسرائيل ووقف التطبيع معها. الحصار .. انتهاك للقانون الدولي من جانبه دعا الدكتور المرزوقي علي نائب رئيس المؤتمر رئيس برلمان اندونيسيا جميع المسلمين في العالم إلى دعم الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة منذ عام 2007 مؤكدا ان الحصار الاسرائيلي الجائر المفروض على القطاع هو انتهاك صارخ للقانون الدولي والاتفاقيات الدولية والمتعلقة منها بالبحار والقانون الدولي الانساني ويشكل عقوبة جماعية للمدنيين الفلسطينيين وكارثة انسانية لاكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني وانتهاكا لقيم العدل والانسانية. وقال لقد آن الأوان لرفع الحصار عن غزة وقد تم التعبير عن ذلك من قبل وفود دولية كثيرة زارت القطاع ومنها اسطول الحرية ومرة أخرى تقوم اسرائيل بانتهاك القانون الدولي وبارسال قواتها العسكرية لقتل او اعتقال من هم على متن هذه القوارب المسالمة وهذا الفعل الاسرائيلي ادى إلى ظهور معارضة قوية للحصار. واوضح ان الوضع الحالي الذي يواجهه الشعب الفلسطيني المحاصر يمثل ازمة انسانية حيث يواجه عدد كبير من الفلسطينيين ظروفا صعبة ومشكلات اقتصادية كبيرة ومستوى مرتفعا للبطالة حيث تقع معظم العائلات التي تعيش في غزة تحت خط الفقر مؤكدا ان التحدي الخطير الذي نواجهه هو كيفية رفع الحصار وتسهيل ايصال المساعدات الانسانية وارساء الاستقرار في القطاع. لجنة تقصي حول العدوان على أسطول الحرية واضاف ان المؤسسات الاندونيسية والبرلمانيين في البلدان الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي يدعمون بشكل قوي الجهود الدولية لاقامة دولة فلسطينية ذات سيادة تكون عاصمتها القدس مشيرا إلى ان المؤتمر سيشكل لجنة تقصي حقائق حول الانتهاكات الاسرائيلية ضد اسطول الحرية ومتابعة تقديم المساعدات الطبية والانسانية والغذائية ورفع المعاناة المفروضة على الشعب الفلسطيني. بدوره اكد البروفسور محمود ارول قليج الامين العام للاتحاد اهمية هذا المؤتمر الذي ينعقد وسط ظروف استثنائية تشهدها الساحة للاتحاد وتمر بها القضية الفلسطينية التي تشكل قضية مفصلية ورئيسية في انشطة الاتحاد بصفة خاصة. واشار قليج إلى ان هذا الاجتماع هو الثالث من نوعه الذي يعقده الاتحاد على مستوى رؤساء المجالس لاتخاذ مواقف اسلامية موحدة لمواجهة العدوان الاسرائيلي المتعمد والمتكرر على الشعب الفلسطيني وفك الحصار الجائر عنه والذي اصبح بعد الاعتداء الاثم على اسطول الحرية ضرورة اجمعت عليها شعوب العالم وحكوماته قاطبة. كما اكد الامين العام للاتحاد ان الطريق نحو فك الحصار وتحرير كامل الارض الفلسطينية اصبحت سالكة وان الاتحاد الذي تمر ذكرى تأسيسه الحادية عشرة عازم على المضي قدما لتحقيق مبادئه واهدافه التي تضمنها نظامه الاساسي لافتا إلى ان الامانة العامة للاتحاد نقلت قرارات اجتماعاته الاستثنائية إلى الامين العام للامم المتحدة والاتحاد البرلماني الدولي والمنظمات الدولية ذات الاختصاص لكنها لم تتلق ردا او تجاوبا ملموسا. واعرب قليج عن الامل في ان يحقق هذا المؤتمر الاستثنائي المهم الاهداف التي عقد من اجلها مؤكدا ان الامانة العامة لن تدخر جهدا في تنفيذ ما يتمخض عنه المؤتمر من قرارات وتوجهات. بعد ذلك عقد المؤتمر جلسة للاستماع إلى كلمات رؤساء الوفود المشاركة. حضر الافتتاح عدد من الامناء العامين لاحزاب الجبهة الوطنية التقدمية ووزيرا الدولة لشؤون الهلال الاحمر العربي السوري وشؤون مجلس الشعب ونائب وزير الخارجية وعدد من السفراء العرب والاجانب. |
|