|
نوفوستي ويوجه هؤلاء نيران انتقاداتهم في العديد من الاتجاهات وأبرزها الشك في جدوى صب الأموال في الاقتصاد، الكثير من الخبراء الاقتصاديين يقولون إنه وعوضاًعن الوعد بتحقيق «معجزة النمو» في الاقتصاد الأميركي، فإن ما حصل هو العكس زيادة التضخم، الذي أثر جدياً على قوة الدولار وتراجعه أمام العملات العالمية الأخرى. وهناك تساؤلات حول تسارع عجز الموازنة بسبب دعم الشركات المفلسة التي لم يعد مجدياً دعمها من الموازنة العامة أما الانتقاد الأكثر حدة لأوباما الذي وجه له يتعلق بموضوع عدم اهتمامه بما فيه الكفاية بما يسمى «أمن إسرائيل» والتراخي مع أعدائها الإقليميين. ويوجه معظم هذه الانتقادات اللاذعة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأميركية والذي انتقد بشدة رسالة الرئيس أوباما للشعب الإيراني منتهكاً بذلك المقاطعة الدبلوماسية والحصار الاقتصادي الأميركي المستمر منذ ثلاثين عاما،ً ومتخلياً عن فكرة توجيه ضربة لإيران التي كان سابقوه يحضرون لها بعد بالنجاح في الأيام الأولى لاجتياح العراق، هذه السياسة التي استمرت نحو خمس سنوات. ولاحظ الجميع استقبال أوباما البارد لنتنياهو خلال زيارته الأولى لواشنطن حيث طلب أوباما من نتنياهو ضرورة الإقرار بقيام دولة فلسطينية مستقلة وفق صيغة «الدولتين»، في حزيران سيقوم أوباما بجولة إلى العديد من دول الشرق الأوسط ومنها مصر والمملكة العربية السعودية ولكن حتى الآن من غير المعروف إدراج زيارة إسرائيل في برنامج جولته القادمة. الأوساط المحافظة اليمينية في أميركا بدأت تنظر إلى كل هذه المؤشرات بأنها بداية للتخلي عن الحليف القديم التقليدي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط والمقصود «إسرائيل»، ولعل المقال الأكثر حدة بهذا الخصوص، ذلك الذي نشرته الواشنطن بوست «بقلم الصحفي المختص بالشؤون الإسرائيلية آرييل كوين الذي يتهم فيه إدارة أوباما بأنها «تقترب من الخطوط الحمراء الخطرة غاضاً النظر عما ينتظر إسرائيل من «محرقة» جديدة نووية تحضرها إيران لها». أما مايتعلق بمفهوم إقامة الدولتين، فإن وجهة نظر الكاتب آرييل كوين، أنها تدفع إسرائيل إلى اضطرارها لخوض حرب جديدة على شاكلة حرب حزيران عام 1967، لأن الإسرائيليين يعتبرون قيام دولة فلسطينية، مستقلة بمثابة حاجز يجعل إسرائيل تشعر وكأنها أصبحت رهينة داخل معسكر اعتقال لايختلف عن المعسكرات النازية. والانتقاد الآخر لأوباما، ظهر على صفحات «وول ستريت جورنال» بقلم عضو جهاز الاستخبارات المركزية الأميركية السابق، والمستشار العلمي الراهن في صندوق «الدفاع عن الديمقراطية» مارك كيرخيت حيث كتب يقول: «مازال أوباما يستخدم مع النظام الإيراني الكلمات الهادئة بينما المطلوب، استخدام السوط وهذا السوط من وجهة نظر كيرخيت هو الضروري اليوم، ويكفي أن يتوقف الاتحاد الأوروبي عن استيراد الغاز والنفط الإيرانيين لكي يجعل إيران مضطرة للتأخر في إنتاج القنبلة النووية». لاشك أن أوباما يشعر بوضع غير مريح حيال هذه الاتهامات رغم أن اتهامه بأنه يساعد على انبعاث النازية الجديدة، والمستعدة لزج حلفائه المقربين (إسرائيل) في معسكر اعتقال أو حرقهم في انفجار نووي ليس له أي أساس، وهو عبارة عن ديماغوجية سياسية واضحة ولكن هذه الأفكار يروج لها قسم من الأميركيين المنتمين للوبي اليهودي(الصهيوني)، وقد أظهر استطلاع للرأي في الولايات المتحدة التي نظمته مؤسسة «زغبي العالمية» أن الوضع في الشرق الأوسط يستقطب اهتمام الرأي العام الأميركي، علماً أن 73٪ من مؤيدي المنافس السابق لأوباما خلال الحملة الانتخابية للشخصية المحافظة ماكين يقفون مع رفض إسرائيل إقامة الدولتين و16٪ يؤيدون إرغام إسرائيل على الموافقة على إقامة الدولتين، ونفس النسبة تقريباًولكن بشكل معاكس من أنصار أوباما ومنتخبيه أي 71٪ يؤيدون إرغام إسرائيل على قبول قيام الدولتين و18٪ ضد، ولو اختار أوباما نفس النهج الذي كان سينتهجه ماكين في حال فوزه، لكان قد كسب أصوات اليهود الأميركيين الليبراليين ولكنه اختار قناعاته وقناعة ناخبيه الذين لايرغبون في عودة سياسة أميركا السابقة. علماً أن 76٪ من الأوساط اليهودية الأميركية انتخبت أوباما، ولعب الدور الأساسي في ذلك تعب الأميركيين من سياسة بوش ورفضهم الحرب في العراق. وأوباما يعرف جيداً أن تراجعه عن وعوده الانتخابية وخاصة إبقاء القدس «عاصمة موحدة» يمكن أن يقود إلى انفضاض أكثر الناخبين تأييداً والتفافاً لسياسته عنه، وهو لايرغب في ذلك، ومازال أوباما ينظر بتفاؤل رغم كل هذه الانتقادات والاتهامات المعروف مصدرها، والتي تقلقه، وهو مازال يعتقد أنه سيستمر في العمل «من أجل كل شيء جيد وضدكل ماهو سيئ» ولكن عاجلاً أم آجلاً سيجد نفسه مضطراً لإعطاء أجوبة عن تلك الأسئلة المنغصة غير المريحة. |
|