|
ساخرة ويتبدى الجاحظ بينهم ضاحكاً ساخراً حيناً، ومتهكماً حيناً آخر، وطرفاً فكهاً حيناً ثالثاً، إنه يلمح النشوز والمفارقة والغفلة والتناقض في أعمال الناس وسلوكهم ومعاشهم وأحاديثهم وتفكيرهم وأحلامهم، حتى في عباراتهم ومواقفهم الجادة، وتصل بسماته المتنوعة إلينا من أعمال السنين الخالية، حالية يخلط الجد فيها بالهزل والهزل بالجد، ويرى أن الهزل يكون أحياناً سبيلاً إلى الجد. وأبو اسحق الحصري القيرواني صاحب «زهر الآداب» بعد أن صنف كتابه، يلحق به ذيلاً يضمنه أصنافاً من الفكاهة وألواناً من الإضحاك ويسميه «جمع الجواهر في الملح والنوادر». الدكتور عبد الكريم اليافي «بدائع الحكمة» |
|