|
ساخرة وقد جاء في 254 صفحة من القطع الكبير، متضمناً قصائد مستوحاة من بعض شؤون الحياة عند الشاعر، الذي تناولها من جانبها الساخر حيناً، الضاحك حيناً آخر، وربما تكون شؤوناً صغيرة، مثل سقوط بربيش الماء على نبتة الصبارة الخضراء الجميلة التي كان العيسى يوليها اهتمامه، فإذا به يكسرها ويقتلها. ومثل شكواه من الإقامة في قبو رطب، وانتقاله من قبو في حلب إلى قبو مماثل في دمشق، وهناك بضع صفحات استغرقتها (شكوى) الشاعر من سرقة دراجة دائرة الثقافة في حلب، وكانت تابعة لوزارة الثقافة لدى إنشائها عام 1959، وكما يقول الأستاذ العيسى «كان الآذن يستخدمها لإنجاز المهمات الرسمية فقط، تحت رقابة مشددة من رئيسه المسؤول» وهو الشاعر طبعاً، ويستطرد عارضاً الشكوى التي قدمها إلى الأخ العقيد مصطفى النابلسي - رحمه الله - قائد شرطة حلب، ثم تداخل في الأمر المقدم مروان السباعي - مسؤول الأمن في حلب - «معيداً الشكوى إلى الشاعر لعدم إلصاق الطابع القانوني وقدره خمسة وأربعون قرشاً سورياً»!! واستمرت المسألة هكذا بين أخذ ورد. أما نص الشكوى فهو التالي: في عهدك الميمون يا مصطفى دراجتي طارت من الدائرة دراجة الإرشاد معروفة تنساب في الشارع كالخاطرة لو سرقت في الليل لم ننزعج لكن.. بعين الظهر، في الهاجرة جميع أعمالي بدراجتي أنجزها في «حلب» العامرة حمدت ربي أنني لم يكن عندي «أوتومبيل» ولا طائرة دائرتي محدثة عمرها بالضبط عمر الوردة الناضرة يؤمها الأخوان إن يتعبوا ليهدؤوا في الواحة الشاعرة في عهدك الزاهر يا سيدي «تبهدلت» دائرتي الزاهرة حلب 20/9/1959 |
|