|
معاً على الطريق إن مهمة الرقابة الأولى هي الحكم على جودة العمل من الجانبين الفني والفكري لأن العمل إن لم يتمتع بسوية (مقبولة) لامعنى لرقابته . وللرقابة في جميع الأوساط العربية بحكم الواقع أقانيم ثلاثة هي: 1ـ السياسة 2ـ الدين 3ـ الجنس . أما من الناحية الإجرائية فإن قرارات الرقابة تكون إحدى حالات ثلاث هي: 1 ـ الموافقة النهائية 2ـ الرفض النهائي 3ـ طلب التعديل . وهي في البداية تتناول (السيناريو) وبعد التصوير تتناول (الأشرطة) للتأكد من تقيد جهة الإنتاج بقراراتها . وأما الرقيب فإنه ينبغي أن يتمتع بالصفات التاليه وهي: 1ـ الموضوعية والبعد عن المزاجية 2ـ الثقافة 3ـ الخبرة . وتتألف لجنة الرقابة من قارئين فإذا اتفقا على الرفض أو الموافقة تمّ اتخاذ القرار ، وإذا اختلفا تحول العمل إلى قارئ ثالث (محكِّم) . وأما جهات الإنتاج السورية فهي ثلاث: 1ـ القطاع العام 2ـ القطاع المشترك 3ـ القطاع الخاص . وإذا كنا حريصين على سمعة أعمالنا الدرامية يجب أن يُعامل القطاع الخاص المعاملة نفسها من حيث الحكم على الجودة الفنية والفكرية قبل الحكم على الجوانب الأخرى , وهذا ماكانت لجنة الدراما تتخذه خلال مرحلة التسعينات في هيئة الإذاعة والتلفزيون غير آبهة باعتراض بعض الجهات المنتجة التي لا يهتم بعضها إلا بجني الأرباح . وقد تتعرض لجان الرقابة لأخطاء محتملة: من الأمثلة رفض (سيناريو) مسلسل أيام شامية في التسعينات وعندما اعترض المؤلف قرأت السيناريو بنفسي فأعجبتُ به وللتأكّد استعنت بإعلامي يتمتع بالموضوعية والخبرة الواسعة هو الزميل رياض نعسان آغا فقرأه وأشاد به . وعندما اطلع عليه المخرج الكبير المرحوم مصطفى العقاد أثناء عرضه قال على شاشة التلفزيون إنه مبتهج به وإنه يراه خيراً من كثير من الأفلام السينمائية التي عرضت في المهرجانات ونالت بعض الجوائز , وقد لاقى المسلسل نجاحاً كبيراً ، وكُرِّم في الأوساط الدمشقية الرسمية والشعبية . قبل انتشار القنوات الفضائية كان التلفزيون السعودي (الأرضي) قطبَ الرحى لأنه كان يدفع الرقم الأعلى في قيمة ساعة الإنتاج ولأن القنوات الخليجية كانت لاتوافق على شراء المسلسل مالم توافق عليه السعودية . بيد أن الشروط الرقابية السعودية ـ آنئذٍ ـ كانت صعبة كأن يُرفض العمل الذي يظهر فيه رجل وامرأة منفردين في مشهد واحد حتى لوكانا زوجين رغم أن عملية التصوير تتم في الاستديو أمام مجموعة عمل لكنهم يحكمون على الظاهر الذي يراه الجمهور , وفي مسلسل (هجرة القلوب إلى القلوب) تم رفض أحد المشاهد وهو مأتم لشهيد في المقبرة فاضطرت الجهة المنتجة إلى إعادة تصويره في بيت الشهيد (وهو انتاج مشترك بين سورية ودبي). |
|