تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إعلان حرب

أخبار
الخميس 18-6-2009م
محمد علي بوظة

واهم إلى حد الخطيئة من كان يعتقد : أنه سيسمع من رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو ، خطاباً مغايراً

لذلك الذي (أتحف) به العالم يوم الأحد الفائت، ولغة أقل عنصرية وتطرفاً وأدنى سقفاً ، مما تضمنه تحديد الموقف من جملة المسائل المتصلة بالصراع ، والتي تشكل بمجموعها سلة واحدة ومتكاملة للحل، ووضع حد للأزمة المتفاقمة منذ مايزيد على الستة عقود ، على قاعدة العدل والشمول والتطبيق لقرارات الشرعية الدولية .‏

فالرجل واضح ومنذ زمن في كراهيته للعرب وللفلسطينيين وعدائه العلني السافر للسلام ، فكيف وهو الذي انتخب وجاء إلى السلطة على هذه الأرضية ، ووفق عقيدة شوفينية رفعت ولا تزال شعار ( الإلغاء للآخر وإقامة الدولة اليهوديةعلى أنقاضه؟!)، وهو لم يأت بجديد وغير متوقع بل قدم قراءة معروفة للموقف الصهيوني العام ، تنسف وإلى ما دون رجعة أسس التسوية وتعيد عمليتها إلى نقطة الصفر وهو بالشروط التعجيزية التي طرحها ، كالاعتراف المسبق ب ( يهودية دولة إسرائيل ) ، وبالشطب الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني في المقدمة منها : القدس وحق العودة، داعياً لإيجاد حل لمشكلة اللاجئين خارج ( الحدود ) ، مقابل دولة فلسطينية صورية منزوعة السلاح وفاقدة للسيادة والقرار، يدرك بخبث وعنجهية أنه يطرح صفقة قذرة هي بمثابة تحدٍ وإعلان حرب ، ودفع للمنطقة نحو المجهول وباتجاه استحقاقات خطيرة ، ترتب أوخم العواقب على السلام والأمن الدوليين .‏

والأسوأ من ذلك .. ردة الفعل الغربية والأمريكية المرحبة بالخطاب، والتي لا نجد مبرراً لها ويبدو أصحابها أعجز من أن يعطوا تفسيرات منطقية مقنعة ، أو ضمانات عملية من أي نوع توحي بالثقة وتجعل من العملية السياسية على المدى المنظور ، نوعاً من الترجمة والإلزام الذي يرقى إلى مستوى الطموح العربي الذي بات يكفر بالتسوية ، و يؤسس بالتالي لسلام حقيقي لا يستقيم بغير شموليته للمسارات كافة، سلام لا يكافئ العدوان ولا يشرعه ولا يسمح لإسرائيل ، بأن تواصل سياسة العربدة والتحدي وفرض الشروط والإملاءات على العالم .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية