تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من نبض الحدث...«حماسة» كارتر.. لهزيمة داعش أم نُصرتها ؟!

صفحة أولى
الثلاثاء 24-2-2015
كتب ناصر منذر

لا تحتاج الولايات المتحدة إلى أي دليل إضافي يؤكد دعمها المطلق للإرهاب، وإن كانت تحاول التذاكي بين الحين والآخر لإيهام العالم بأنها عكس ذلك، فتدعي محاربة التنظيمات الإرهابية، وفي الوقت نفسه تواصل دعمها وتسليحها تحت مزاعم واهية،

عملا بنظرية الاستراتيجية الأوبامية المبهمة للقضاء على داعش، التي استحوذت على اهتمام وزير الحرب الجديد أشتون كارتر، فبدأ العمل بها فور تسلمه منصبه الجديد.‏

وزير الحرب الأميركي توعد التنظيم الإرهابي بالويل والثبور، وقال أمام قادته العسكريين، ومسؤولين في أجهزة استخباراته، في قاعدة عريفجان في صحراء الكويت أنه سيلحق هزيمة نهائية بداعش، وأن ضربات الائتلاف المنضوي تحت عباءته، ستشمل نطاقاً إقليمياً أوسع، دون أن يحدد ذاك النطاق، فربما كان الرجل يحمل في جعبته خططاً جديدة لمساعدة التنظيم على التمدد والانتشار خارج نطاق سورية والعراق، للعمل فيما بعد على استهداف المناطق الجديدة تحت ذريعة محاربة داعش، ولاسيما أن الولايات المتحدة تجيد اختلاق الأسباب والذرائع لتبقى المتسيدة وصاحبة القرار الأعلى في العالم.‏

هزيمة داعش وفق رؤية كارتر يفسرها كشف أحد قادته العسكريين لخطة عسكرية من المفترض أن تكون سرية لاستعادة الموصل في العراق، فأبى ذاك القائد إلا أن يضع متزعمي داعش في كل حيثياتها وتفاصيلها، ويفسرها أيضاً مواصلة الطائرات الأميركية والتركية نقل الأسلحة والذخائر والمؤن وأجهزة الاتصال لعصابات داعش ومشتقاتها، فكيف لوزير الحرب الأميركي الادعاء بأن داعش سيهزم، وهو في الوقت ذاته يتنفس بالرئة الأميركية؟.‏

كارتر لم يقل لنا كيف سيهزم التنظيم الإرهابي، وأطراف «تحالفه» باتوا يفضحون بأنفسهم نياتهم المبيتة، صحيح أن فرنسا أشركت حاملة طائراتها «شارل ديغول» في العمليات ضد داعش، ولكنها مازالت تتبجح ليل نهار بضرورة الاستمرار بدعم الإرهابيين في سورية، كما أن نظام أردوغان اليد الأميركية في المنطقة، هو من يدير دفة العمليات لإرهابيي داعش، وبات ينفذ عملياته العدوانية ضد سورية تحت حمايتهم، فيما حكام المشيخات العشوائية في الخليج يسرفون في تمويلهم، وعينهم على تمزيق الساحات العربية واحدة تلو الأخرى.‏

الولايات المتحدة ليس بواردها على الإطلاق القضاء على داعش، وإنما الاستثمار فيه قدر المستطاع، فهي ترى في رعاية الإرهاب سبيلها الوحيد للتحكم في مصير الشعوب، وصفقة التسليح الأميركية الجديدة لإسرائيل جزء من مخططها التوسعي في المنطقة بعد تدمير دولها، من خلال أدواتها المتمثلة في الكيان الصهيوني، والتنظيمات الإرهابية على مختلف مسمياتها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية