|
حوادث إذ عرف عنها أنها تكنز الذهب والمال,وعندما لا تعطيه ينهال عليها ضرباً,بعد أن يشبعها شتماً وإهانة حتى يسمع صوتهما كافة الجيران.. وفي تلك الليلة المشؤومة,لم يكن حامد يدري أنه سيتهم بأبشع جريمة على وجه الأرض,ويشار إليه بالبنان على أنه قاتل أمه.. إذ غادر منزل والدته,بعد أن قدم لها وجبتها اليومية من الضرب والشتم والإهانة.. وفي تلك الأثناء,هبط لص على منزل الأم وكان يسترق النظر,ويستمع الى الحوار الذي كان يدور بين الاثنين حول الذهب والمال.. واستطاع هذا اللص أن يصل تحت تهديد الأم بسكين,الى كل ما كانت تكنزه سرقه كله ثم لم يلبث حتى أغمد سكينه في صدرها حتى لا تتعرف في الشرطة عليه وهو من أرباب السوابق,ولم ينس قبل أن يغادر التخلص من أداة الجريمة التي وضعها في كيس أخذه معه,ومسح بصماته عن كل ما وقعت يداه عليه,بل زاد في حرصه,بأن تناول بمنديل سكين الفاكهة الذي كان ولدها يقشر به البرتقالة قبيل حضوره,ولوثها بدمها,ثم رماها في حوض الحديقة,ليبدو ابن المغدورة وكأنه قاتلها لا محالة,بعد أن سمع صراخهما الجوار.. في اليوم الثاني,تلبست الجريمة الولد الضال,وكأنه حقاً مرتكبها,بشهادة الجوار,وبصماته على السكين الملوثة بالدماء,وسرقة الذهب والمال.. وحكم عليه بالسجن المؤبد مع الأشغال,وبعد أحد عشر عاماً,كشف القاتل بمحض صدفة,إذ أفضى أحد المساجين لسجين آخر-وهومن بلد ابن المغدورة ويعرف قصتها-أنه لم يمسك به في جريمة قتل,وإنما ألقي القبض عليه بماهو أقل من ذلك بكثير-وبقصد السرقة. ولما سأله ذلك السجين,وما حكاية الجريمة التي لم يلق القبض عليك فيها,حدثه بالتفاصيل عن حكاية المرأة العجوز,وكيف سرق ذهبها ومالها وقتلها,ثم لوث بدمها السكين التي كان يقشر ولدها بها البرتقالة قبل أن يغادر منزلها ليبدو أمام رجال الشرطة وكأنه القاتل.. وسرعان ما أفضى السجين بالأمر لمدير السجن,الذي رفع مذكرة باعتراف القاتل الحقيقي للمعنيين .. فأطلق سراح ابن المغدورة,بعد أن ظهرت براءته متأخرة.. وخرج من غياهب السجن,بعد أن أمضى بين جدرانه أحد عشر عاماً قضاها بالحسرة والندم. غير أن رحلة العذاب,استأنفت مسيرتها مع الابن الضال,عندما علم بعد خروجه من السجن أن بناته الأربع وزوجته,يعملن في ممارسة الدعارة بعد أن غاب عنهن المعين.. |
|