|
شباب الأمر طبيعي ولكن على ما يبدو الدوافع تختلف بين البحث عن فرصة عمل وبين من جذبته الاضواء والحسكة مثلاً قد لا تختلف عن غيرها ولكن لها خصوصيتها , وكثيرون من شبانها جاؤوا للدراسة في الجامعة, فقرروا البقاء. يفرش جوان بسطة جوارب على أحد أرصفة منطقة البرامكة في دمشق المزدحمة بالبسطات , منذ ثلاث سنوات ,يقول ممازحاً عن مدينته ( ماذا سأعمل في مدينة لا يلبس أهلها الجوارب ) , ويرى في دمشق المكان المناسب لعمله هذا, بالإضافة إلى حبه لدمشق جوان ليس الشاب الوحيد الذي يعمل في دمشق بل يشاركه الرصيف ذاته العديد من الشباب من أبناء مدينته , يبيعون اليانصيب والساعات والدخان المهرب . يدرس وحيد الترجمة في جامعة دمشق وهو من مدينة القامشلي . حيث جذبته هذه المدينة التي أصبحت حلم معظم الشباب المتعلمين, بما توفره من فرص كما يقول وحيد ( خلال دراستي لأربع سنوات اعتدت على العيش في دمشق ولا أظن أنني أستطيع العودة إلى القامشلي ) .فكل شيء مختلف في دمشق التي تدج بالحياة وتعيش التغييرات السريعة بينما يرى في القامشلي مدينة مصابة بالشلل لا حركة فيها ولا تغييرات يدفع بالشباب إلى اليأس والإحباط . حيث يعتبر المنطقة الشمالية الشرقية ومن ضمنها مدينة قامشلي من المناطق النامية في سورية . وعلى الرغم من الصعوبات التي يعانها هؤلاء الشباب المهاجرين في دمشق كافتقاد العيش مع الأهل و السكن في غرف سيئة في أحياء دمشق الفقيرة, إلا أنها تظل أفضل من مدنهم الفقيرة بإمكانيتها وفرصها . ويوافق ريزان (23سنة) وحيد في هذا الرأي, و يرى أن مدينته تفتقد إلى الإمكانيات والفرص التي يوفرها مدينة دمشق لكي يطور الشباب أنفسهم من أجل مستقبل أفضل. لكن قاسم (26سنة) يدرس الحقوق , له رأي أخر, فهو يفضل العودة إلى مدينته التي لا يتصور العيش بعيداً عنها , ومن جهة أخرى يرى أن الحياة في دمشق قاسية ولا يستطيع التكيف معها . يقول (صحيح أن مدينتي من المناطق النامية لكن إذا لم نقم نحن بتطويرها فمن سيقوم بذلك ) جاء هشام (28سنة) إلى دمشق منذ خمس سنوات واستطاع أقناع أهله بفكرة العيش والعمل فيها بعد أن قلت فرص العمل في مدينته درباسية التي كانت تعتبر من المناطق الزراعية الرئيسية في المنطقة الشمالية الشرقية , لكنها تراجعت في السنوات الماضية . ويقول )قد أفكر بالعودة إلى منطقتي إذا ما تحسنت الأوضاع هناك ) . وهكذا تخسر محافظة الحسكة شبابها لصالح مدينة دمشق في ظل الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعيشها الشباب في هذه المحافظة النامية دون وجود أمل في تغيير هذا الوضع . |
|