|
لومانيتيه وكشفت عن تلك المذبحة التي ارتكبها أولئك المرتزقة صحيفة الاند بندنت البريطانية مستشهدة بالعديد من الشهود, ويروي الصحفي في الصحيفة كيم سينغوتبا الحادثة كما رآها, وكيف أنه وعقب سماع صوت انفجار أخذ ركاب السيارة الأربعة يرمون برصاص بنادقهم على كل من يتحرك في الساحة, والتي هي اكثر الساحات ازدحاما في بغداد, ويقول: ( رأيت نساء واطفالا يقفزون من السيارات ويتمددون على الأرض هربا من رصاص البنادق, واستمر إطلاق النار وتساقط المزيد من القتلى). ويروي أحد المحامين الذين شهدوا هذه المجزرة وأصيب بأربع رصاصات حينما حاول الهروب بسيارته, أنه رأى طفلا يبلغ حوالى العاشرة من عمره يقفز من حافلة ركاب صغيرة أصابته رصاصة في رأسه وعندما هرعت أمه لنجدته أصابتها رصاصة قتلتها ايضا. والمروع والأخظع هو أن جميع أولئك الشهود أجمعوا على التأكيد أن أي خطر لم يكن يتربص بأولئك المرتزقة, أما شركة بلاك ووتر فقد اعتبر ت أن ضحايا رصاصها كانوا ( متمردين مسلحين) وأن ( عناصرها تصرفوا ضمن اطار القانون وبشكل يتناسب وحماية حياة الاميركيين في مناطق الحرب). ذلك ما تجرأ وصرح به الضابط المكلف بقسم المعلومات في السفارة الاميركية جوهان شمونسيه من خلال زعمه أنه وفي منطقة غير بعيدة عن مسرح الجريمة كان يعقد اجتماعا لأعضاء إدارة الدولة وتلك رواية جرى دحضها كاملا. ولا تخضع شركة المرتزقة بلاك ووتر- والتي ازدادت اهمية مهامها لاتفافيات جنيف ولا لأي قوانين حرب واحتلال ويبلغ تعداد المرتزقة الذين يعملون في العراق من 180 ألفا الى 200 ألف مرتزق تدفع لهم حكومة الولايات المتحدة اجورهم والتي تبلغ احيانا اعلى من اجور افراد جيشها وإذا ما أضفنا إلى أولئك الذين يطلقون عليهم في واشنطن رسميا اسم ( مستخدمين خاصين) 20 ألف مرتزق بريطاني فإن تعدادهم يفوق تعداد قوات الاحتلال حسب تأكيد اريك مارغوليس من صحيفة تورنتو صن في أحد أعدادها الاخيرة. وتتخذ شركة بلاك ووتر قاعدة لها في ولاية كارولينا الشمالية وتعتبر دون شك أكبر منشأة للحرب الخاصة في العالم, وقد انفقت حكومة واشنطن مبلغ 678 مليون دولار منذ عام 2003 , كعقود مع تلك الشركة وحدها , وبشكل اجمالي, دفعت الحكومة الاميركية, منذ احتلال العراق, 6 مليارات دولار لصالح صندوق توريد القتلة المأجورين. وجرى تطوير العمل على مفهوم خصخصة الحرب من قبل نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني الذي جعل من تجربة عملية ( فينكس) والحرب السرية للسي .آي. إيه في فيتنام ضد المدنيين المشتبه بهم- نموذجا يحتذى, ولاسيما بسبب إفلات القتلى من اي ملاحقة وقصاص, وعدم اهتمام الرأي العام بمصير من هو في نظرهم عامي مرتزق لاقيمة له. وبما أن أولئك لايخضعون لأي قانون لاتشعر الولايات المتحدة بأنها مضطرة لأن تحسب لهم أي حساب. ولكن وللحقيقة, فإن اولئك المرتزقة يشكلون خطرا حقيقيا لنموذج الديمقراطية الاميركية, ونعرف بحكم التجربة كم من ( الجنود المفقودين) ومرتزقة عاطلة عن العمل انقلبت ضد مستخدميها. |
|