نفتقر إليها!!
معوقون أم معافون? الاربعاء 17/10/2007 محمد مصطفى عيد قدوم, أي طفل إلى حياة الأسرة, يعني أن هذا الطفل سيحدث تغييرا في نمط حياتها, نتيجة الالتزامات التي تنتظرها , وهذا التغيير يضع الزوجين أمام نظام جديد يطرأ على حياتهم الزوجية ويتطلب منهم تغيير الكثير من العادات التي كانت متبعة سابقا,
للتكيف مع الوضع الجديد وإذا كان الطفل العادي يخلق تغييرا في الأدوار الاجتماعية للوالدين, فما ردة الفعل لدى الزوجين عند ولادة طفل معوق لديهم, بالتأكيد سيكون له آثار نفسية واجتماعية كبيرة تتطلب منهم المزيد من الجهد للتعامل مع مولودهم الجديد حسب الإعاقة التي يعانيها, لكن ردة فعل الأسرة عندما ترزق بمولود من ذوي الاحتياجات الخاصة , تمر بمراحل بداية وهي ( مشاعر القلق, الشعور بالذنب, الارتباك, العجز, الغضب ,عدم التصديق, الإنكار والقنوط, فقدان الأمل). وبعض الأهل يذهب أكثر من ذلك حيث يغوصون بمشاعر من الحزن والحيرة وانعدام القدرة على التفكير, وفي هذه الأوقات تكون الأسرة بأمس الحاجة للدعم و الإرشاد, تتمثل بتوعية الأسرة بفرص أبنائهم العلاجية والتعليمية والاجتماعية, وهي عوامل أساسية لتجاوز أبنائهم هذه المرحلة التي يمرون بها, إلا أن عملية الإرشاد هذه التي نتحدث عنها نجدها ليست بالمستوى المطلوب لدى مؤسساتنا الاجتماعية والأهلية, فدور معظمها لايتعدى سوى تقديم المساعدات والهبات العينية وتوفير العناية سواء الطبية أو النفسية, أما أن نجد مؤسسات تراعي مشاعر الأسرة وتمتص ردة فعلها الأولى وتسعى لإقناعها أنها ليست السبب في حصول الإعاقة لدى طفلهم, فهذا أمر قليل لأن الكثير من الأسر تقوم بجلد ذاتها وتعتبر نفسها المسؤولة عن إعاقة طفلها, لذلك المؤسسات التي تعنى بالإرشاد لها دور رئيس لتجاوز أزمة الوالدين وتقبل حقيقة إعاقة ابنهم, فهل سيكون لدينا مثل هكذا مؤسسات?!!
|