|
طهران ويبدو ان زيارة بوتين ازعجت البعض فاطلقوا شائعات حول مؤامرة لاغتياله نفتها طهران التي شهدت اجتماع قمة للدول الخمس المطلة على بحر قزوين الزاخر بالنفط والغاز وقد عمل زعماء القمة على تنسيق استقلاله ليكون عامل وحدة بين الدول المطلة عليه وقد اختتمت القمة التي استمرت يوما واحدا بتشديد بيانها الختامي على ان الدول الاعضاء تتعهد بانها لن تسمح في اي ظرف من الظروف استخدام اراضيها من قبل طرف ثالث لشن عدوان او اي عمل عسكري على احدى الدول المطلة على بحر قزوين. واكد نص البيان ضرورة وضع اطار قانوني يكفل الاستغلال الامثل لثروات هذا البحر, وحل قضاياه عبر الحوار. كما دعمت الدول الخمس في البيان حق اي دولة موقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي في اجراء الابحاث وانتاج الطاقة النووية لاغراض سلمية من دون تمييز في اطار هذه المعاهدة وآليات الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ووقع الاعلان رؤساء اذربيجان وايران وكازاخستان وروسيا وتركمانستان في حفل مراسم بعد القمة التي عقدت صباحا في طهران. وفي المؤتمر الصحافي الختامي, قال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد انه تم الاتفاق على عقد قمة سنوية واجتماعات دورية لوزراء الخارجية كل 6 اشهر. واوضح احمدي نجاد أن البيان الختامي اكد على رفض اي تدخل اجنبي في المنطقة. اما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فاعتبر أن مراعاة قوانين البيئية ابرز قضايا البحر. من جانبها, اكدت تركمانستان أن الجميع اتفقوا على رفض التصرفات الاحادية. وبعد القمة بدأ الرئيس الروسي مباحثات مع نظيره الايراني لبحث اخر تطورات البرنامج النووي الايراني الذي يقول الغرب وخاصة الولايات المتحدة انه ينطوي على شق عسكري لكن طهران نفت ذلك مرارا. وتقول روسيا انها لاتتوفر الى حد الان على اي معطيات موضوعية تنفيد بان ايران تسعى لامتلاك سلاح نووية وتبدي نوعا من التحفظ على فرض عقوبات جديدة على ايران. كما يتوقع ان يلتقي الرئيس الروسي خلال هذه الزيارة التاريخية بالمرشد الأعلى للجمهورية الايرانية علي خامنئي . وفي لقاء بوتين احمدي نجاد رفض الرئيس الروسي تحديد موعد لانجاز بلاده مشروع محطة الطاقة النووية في بوشهر, لكنه اكد في الوقت نفسه على ان موسكو ستفي بالتزاماتها في الاتفاق مع ايران. وفيما بدا موقفا وسطا, لا يغضب الغرب ولا ايران, قال بوتين عقب لقائه بالرئيس الايراني ان المشروع يحتاج الى مراجعة للمسائل القانونية. كان الرئيس الروسي اجرى محادثات في العاصمة الايرانية طهران مع مضيفه الرئيس احمدي نجاد تركزت حول الازمة المحيطة بالبرنامج النووي الايراني. ويقول المحللون إن طهران تنظر الى زيارة بوتين كفرصة للحصول على دعم من موسكو في مواجهة الاتهامات الامريكية القائلة إنها انما تقوم بتخصيب اليورانيوم من اجل انتاج الاسلحة النووية. كما تريد طهران الحصول على التزام صريح من موسكو بأنها ستكمل العمل في انشاء مفاعل محطة بوشهر للطاقة النووية الذي تلكأت موسكو فيه. وكان الرئيس الروسي قد حضر في وقت سابق قمة لزعماء دول حوض بحر قزوين اتفقت فيه على عدم السماح باستخدام اراضي اي منها لشن هجوم على اخرى, كما جاء في البيان الختامي لقمتهم. وتبدو تلك اشارة مبطنة الى رفض اي احتمال لاستخدام الولايات المتحدة اي قواعد عسكرية في الدول المجاور لايران لمهاجمة منشاتها النووية. كما اكد البيان على حق كل الدول الموقعة على معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية في تطوير قدرات نووية سلمية. وكان بوتين رفض اي استخدام للقوة في منطقة بحر قزوين, واكد على ضرورة حل الخلافات بالحوار. وفي كلمته امام القمة قال بوتين: يجب الا نفكر حتى في استخدام القوة في هذه المنطقة , وذلك في اشارة الى ما يدور في الغرب من هجوم امريكي محتمل على ايران. كما اكد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد على ضرورة ابقاء القوى الخارجية بعيدا عن المنطقة, وقال: بحر قزوين بحر مغلق, ويخص فقط الدول المطلة عليه, لذا فهم وحدهم لهم حق تواجد سفنهم وقواتهم العسكرية فيه . وتشارك في قمة بحر قزوين, الى جانب ايران وروسيا, اذربيجان وكازاخستان وتركمنستان. ويبحث الدول الخمس قضايا تقسيم موارد البحر الغني بالنفط والغاز. كان الرئيس الروسي وصل الى طهران يوم الثلاثاء, في زيارة هي الاولى لرئيس روسي منذ الحرب العالمية الثانية, ليبحث مع القادة الايرانيين مسألة البرنامج النووي الايراني. وكانت الزيارة احيطت بالشكوك بعد انباء عن مؤامرة لاغتيال بوتين في طهران, نفتها ايران واشارت الى ان مصدرها اعداءها اي القوى الغربية التي تضغط لوقف برنامجها النووي. واكد الرئيس الروسي في المانيا انه سيقوم بالزيارة كما هو مخطط لها, بعدما نشرت وكالة انباء روسيا خبرا عن تحذير الرئيس الروسي من احتمال وجود تخطيط لاستهداف حياته. وحول زيارة بوتين لايران قال متحدث باسم الخارجية الامريكية ان الحكومة الامريكية تتوقع ان ينقل بوتين لايران القلق الذي يساورنا جميعا نتيجة عدم التزام ايران بمطالب الاسرة الدولية فيما يخص برنامجها النووي . وقبل مغادرته المانيا متوجها الى طهران, حذر بوتين الغرب من طريقته في التعامل مع ايران وقال: ان تهديد اي طرف, واعني هنا القيادة والشعب الايراني, لن ياتي بنتيجة .. هم (الايرانيون) ليسوا خائفين, صدقوني . لكنه اكد في الوقت نفسه ان محادثاته في طهران ستكون في سياق موقف موحد مع امريكا واوروبا, وقال: اذا كانت هناك فرصة للاستمرار في الاتصال المباشر (مع الايرانيين) سنفعل ذلك متوقعين نتيجة ايجابية ومشتركة . واضاف: لان روسيا عملت, وتنوي الاستمرار في العمل, مع الشركاء في الولايات المتحدة واوروبا لتحقيق هدف مشترك . الى ذلك الغى اجتماع لست دول كان مقررا عقده في برلين غدا لبحث الملف النووي الايراني اثر اعلان الصين بانها لن تحضره احتجاجا على قيام الولايات المتحدة بتكريم الدالاي لاما الزعيم الروحي للتيبيت. بدوره قال مسؤول أمريكي انه تم الغاء الاجتماع بسبب قرار الصين وسيتم تحديد موعد لاحق للاجتماع . |
|