تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نواقص بالجملة ومطالب منسية... مشفى الفرات بدير الزور يتحول إلى نُزُل لمرافقي وزوار المرضى

مراسلون
الخميس 6/4/2006
ديانا العلي

واقع المشافي في سورية يدخل في فلك الرؤية الشاملة والموضوعية لها لحاجتها الماسة تصوير هذا الواقع بتجرد كلي لايمس الأشخاص أو الأسماء بقدر ما يمس تراكم العمل

مع الأخذ بعين الاعتبار النواحي الايجابية والسلبية في المشافي وباعتبار مشفى الفرات بدير الزور واحداً من هذه المشافي التي تتجسد فيه تلك الرؤية .سنقف عند العديد من القضايا التي تهم العمل في المشفى وتحتاج إلى حلول ومعالجات, وذلك من خلال رصد ميداني للواقع.‏

مشاهدات غير سارة‏

في بداية جولتنا كان ما يلفت الانتباه أن المشفى لم يكن تخصصياً للمرضى بقدر ما هو مخصص للمرافقين والزوار, فكل مريض يرافقه جمع من العائلة أو الأصحاب ليكون نزلاً يقيمون فيه مدة إقامة المريض ما يجعلهم عائقاً في مدخل المشفى الوحيد وفي قسم الإسعاف وكذلك قسم القلبية والعناية المشددة ناهيك عن مخلفاتهم التي تزيد الطين بلة في انعدام النظافة, أما المشاجرات التي تحصل في حالات الوفاة فحدث ولا حرج حيث كثيراً ما يتعرض الأطباء والممرضات للإهانة وأحياناً للضرب من قبل ذوي المتوفي والسبب يعود إلى عدم وجود عناصر شرطة في المشفى , وكذلك عدم الوعي.‏

نواقص بالجملة‏

لو دخلنا في عمق آلية العمل نجد أن قسم الاسعاف الذي يستقبل الحالات الاسعافية لا يلبي حاجة المسعفين على مدار الساعة حيث لا يوجد فيه سوى طبيب واحد وآخر مناوب وكذلك الحال بالنسبة للعناية المشددة التي تحتاج إلى عناية مشددة إذ يعاني من النقص في بعض الأجهزة الطبية من أكسجة ومنفسة وغازات دم وجهاز جهد حيث إن وجود تمديدات الأوكسجين في غرف المرضى يخفف العبء والعناء لدى الأطباء , خلال نقلهم لاسطوانات الأوكسجين وخصوصاً أن أحدهم أصيب بانقراص فقرات لقيامه بمثل هذا العمل بدلاً من المستخدم الذي كان غائباً .‏

أما قسم الصدرية فهو ضيق جداً ولا يتسع للمرضى المصابين بأمراض الربو وخصوصاً خلال العواصف الغبارية التي تجتاح المحافظة باستمرار, وهناك أيضاً نقص في المواد المخبرية مثل محاليل الصفيحات الدموية والتربونين, وكذلك بعض الأدوية الخاصة بأمراض القلب حيث يضطر المرضى إلى شرائها من جيوبهم الخاصة بأسعار باهظة الثمن رغم أنها من حق المريض ويؤكد المعنيون في المشفى أن النقص يعود إلى تقصير فارمكس في تأمين متطلبات واحتياجات المشافي من الأدوية الضرورية والهامة. ويعاني المشفى من نقص الكادر الطبي من أطباء مقيمين وكذلك أطباء اختصاصيين بعد فترات الدوام , حيث لا يتواجد طبيب اختصاصي مناوب وحضوره يكون حسب الطلب وهناك أيضاً نقص في الكادر التمريضي وبخاصة المتخصص ويظهر هذا النقص أكثر خلال أيام العطل إذ لا تتواجد سوى ممرضة واحدة خلال فترة الظهيرة وهنا لو تساءلنا لماذا هذا النقص نجد أن الجواب يتمثل في سوء توزيع الكادر التمريضي على مستوى القطاع الصحي, حيث أن المراكز الصحية على مستوى المدينة تغص بالممرضات في الوقت الذي تعاني فيه المشافي العامة من قلتهم.‏

مطالب برسم الاهتمام‏

ويعلل الدكتور خالد السيد طه مدير المشفى سوء هذا الوضع إلى عدم تأمين عدد من عناصر الشرطة على الباب الرئيسي للمشفى لضبط دخول الزوار والمرافقين , حيث أن الكادر الطبي والتمريضي يعاني من كثرة المرافقين في مختلف أجنحة المشفى ما يسبب إرباكاً للعمل والتأثير على عمل النظافة في المشفى وقد سبق إثارة هذا المطلب عدة مرات مع الجهات المعنية إلا أننا لم نلق تجاوباً وكان هناك مقترح بتعهيد النظام لشركة قطاع عام كما هو معمول به في بعض مشافي القطر وما زلنا بانتظار تنفيذ هذا المقترح, وفيما يتعلق بالمستلزمات الطبية التي يفتقرها المشفى سيتم تأمينها قريباً وهي عبارة عن جهاز أشعة نقّال لخدمة مرضى العناية القلبية, وجهاز غازات دم, ومنفسة لمرضى القصور التنفسي, أما قلة الكادر التمريضي فهذا مرهون بخطط مديرية الصحة, ونتمنى أن يوجد الحل لهذه لمشكلة كما هو الحال أيضاً للطبيب الاختصاصي المناوب..‏

لنا كلمة‏

ما بقي أن نقوله, إن حال مشفى الفرات إن كان الأفضل قياساً لباقي المشافي العامة في المحافظة, إلا أن هناك نواقص واحتياجات صحية متعددة ويتطلب تأمينها سواء على مستوى مديرية الصحة أوعلى مستوى الوزارة وذلك بغية دفع وتيرة العمل إلى الأمام وبالتالي تقديم خدمات صحية مقبولة, وما نتمناه أن يعمل المعنيون على تحقيق ذلك بعيداً عن التطنيش وترك الحبل عالغارب.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية