|
شؤون محلية
ولد الدكتور عبد السلام العجيلي عام 1918 وقد تداخلت حياته الخاصة بالحياة العامة في وطنه ومجتمعه منذ بداياته, اذ كان نائباً في البرلمان في الاربعينيات, وشارك في جيش الانقاذ الذي دخل الى فلسطين دفاعاً عن عروبتها, وتسلم ثلاث وزارات في الستينيات هي: الثقافة والاعلام والخارجية, وكان رائداً في الادب وظل كذلك حتى آخر يوم في حياته. وكان ذا فعالية اجتماعية في مدينته وفي وطنه, ويعتبر ادبه سجلاً حافلاً لتحولات البيئة والمجتمع, وتغيرات الافكار والمفاهيم في زمنه من رؤى الماضي الى استشراف المستقبل. وترك الدكتور عبد السلام العجيلي الذي فقدته سورية والامة العربية ارثاً ثقافياً كبيراً وكنزاً ثميناً لا ينفد للاجيال القادمة, وله اكثر من اربعين كتاباً بين القصة والرواية والشعر والحكايات والمقامات وادب الرحلات, اضافة الى العديد من الكتب والمقالات والاحاديث الشخصية ومن كتبه: بنت الساحرة ,1948 ساعة الملازم ,1951 قناديل اشبيلية ,1956 الحب والنفس ,1959 الخائن ,1960 رصيف العذراء السوداء ,1960 المقامات ,1963 الخيل والنساء ,1965 فارس مدينة القنطرة ,1971 حكاية مجانين ,1972 سبعون دقيقة حكايات ,1978 في كل واد عصا ,1984 فصول ابي البهاء ,1986 حكايات طبية ,1986 السيف والتابوت, دعوة الى السفر, احاديث العشيات, عيادة في الريف, حكايات من الرحلات, جيل الدريكة, مجهولة على الطريق, موت الحبيبة, حب اول وحب اخير, باسمة بين الدموع, الوان الحب الثلاثة, قلوب على الاسلاك, المغمورون, ازاهير تشرين المدماة, اجملهن, ارض السياد, وله ديوان شعر وحيد بعنوان الليالي والنجوم. وقد ترجمت العديد من اعماله الى اللغات الاجنبية ومنها: الانكليزية والفرنسية والايطالية والاسبانية والروسية, وقدمت في أدبه العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه في جامعات عربية وعالمية ولغات عديدة. حنا مينة: بكينا اليوم عبد السلام العجيلي, المرحوم العجيلي كان وزيراً ونائبا في البرلمان ورئيس عشيرة لكنه في كل هذه المجالات كان مبهراً إلا ان عطاءاته المتنورة في القصة القصيرة والرواية وفي أدب الرحلات الذي اختص به وفي مقالاته كان بارزاً ومتميزاً أكثر فأكثر على امتداد حياته.. وقد نال مع من نالوا وسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة التي هي تكريم من السيد الرئيس بشار الأسد غير مسبوق في اهتمام بالمبدعين في هذا الوطن الذي هو منجم إبداعي قديما وحديثا ومن البحتري في داريا ومنا المعري في معرة النعمان ومنا الشاعر الكبير بدوي الجبل الذي كان يصوغ الشعر صياغة الذهب ومنا المرحوم عمر أبو ريشة ومنا الشاعر الكبير وصفي القرنفلي الذي قال هذا البيت: يا شعب, يا شعبي, وبعض القول لا يمكن فيضمر. ومنا المبدعون الكثر ومنهم الماغوط الذي رحل ومنهم عبد السلام العجيلي الذي فقدناه هذا الصباح بعد عمر طويل في العطاء الكبير المميز. وليد إخلاصي: الممثل الرسمي للحكاية العصرية خلال نصف قرن تقريباً, شكل العجيلي بالنسبة لي شخصياً, وبالنسبة للثقافة السورية تحديداً, وللثقافة العربية إجمالاً, علامة كبيرة لن يمحوها الزمن بسهولة. إن العجيلي إنساناً وطبيباً وحكواتياً من طراز رفيع, أعطى للإنسان السوري شرفاً حقيقياً في الإبداع, في النبل, وفي حب الوطن. طالما تصورت أنني سأحتفل يوماً بعيد ميلاده المئوي الأول, فشخص في إبداعه وإنسانيته لا يمكن أن يستدعي الموت في الخاطر. هذا هو سر العجيلي الحقيقي, القادم من أعماق البادية, إلى مشارف المستقبل, ليس بأدبه فحسب, بل بسلوكه الشخصي الذي يمكن أن يكون مثالاً للأجيال. أحداث كثيرة مرت بتاريخ علاقتي به عبر هذه السنين, جعلتني أتمنى كثيراً أن أكون ذات يوم مثيلاً للعجيلي, وأعتقد أن مثل هذه الشخصية الأدبية الإنسانية نادرة الوجود في حياتنا, ولذلك أقول لكم لم نفقده حقيقة, بل إننا سنفتقده. أقترح بهذه المناسبة أن تحدث جائزة للكتاب الشباب, ليس تحت عنوان الرواية أو القصة, بل تكريماً للعجيلي, أن نقول مسابقة للحكاية العصرية, التي كان العجيلي الممثل الرسمي لها. حيدر حيدر: من رواد الرواية السورية عبد السلام العجيلي من رواد الرواية السورية والعربية وهو مثقف مهم في المجال السياسي في مرحلة الخمسينيات بالاضافة الى انجازاته الثقافية المهمة والاساسية وبفقدنا له فقدنا علما من اعلام الثقافة والأدب في سورية والوطن العربي.. لكن عزاءنا أن اعماله الروائية والقصصية ومقالاته الاجتماعية والسياسية ستبقيه حياً في اعماقنا وسنظل نتذكر العجيلي المثقف الطبيب الذي اعطى محافظته الرقة اسماً لا ينسى أبداً..رحم الله الفقيد وتغمده الله برضوان رحمته لمحبته ولأهله العزاء والصبر والسلوان. |
|