|
معاً على الطريق فانتفض الرشيد غاضباً: (ويلك!) قال النواسي: (عفواً يا مولاي ظننتك السيدة زبيدة) فاحتد الرشيد وأوشك أن يبطش به, وقال النواسي بمكر (أنت يا مولاي سألتني عن عذر أقبح من ذنب). أما (الآنسة) كونداليزا رايس الأنيقة الصارمة فقد اضطرت أن تدافع عن العدوان الأميركي على العراق عندما ثارت المظاهرات في منطقة ليفربول بانكلترا تندد بها واعتذرت بقلب يعتصر حناناً على العراقيين (منذ عهد صدام) قائلة: إننا ارتكبنا آلاف الأخطاء التكتيكية لكن استراتيجيتنا صحيحة وهي لمصلحة الشعب العراقي وللتاريخ. ويتساءل المرء: أترى الآنسة رايس جاهلة أم (غبية) وهي التي تحمل شهادة الدكتوراه في الاستراتيجية العالمية, أم أنها تستغبي المخاطبين (بفتح الطاء) بدءاً من ليفربول وحتى أقاصي العالم? وهل زاغت أبصار المحافظين الجدد واختلطت عليهم الأمور بعد أن تورطوا في العراق فقابلوا المظاهرات التي تثور ضدهم في شتى الأصقاع بالكذب المرة إثر المرة, حتى انسفحت هيبتهم تحت الأقدام, وهبطت أصوات الرئيس دبليو بوش عند الشعب الأميركي إلى ما تحت الركب? أبلغت قلة الحياء بالآنسة رايس و(الأخطاء التكتيكية) في العراق وهي قتل عشرات الآلاف, وتشريد الملايين, وتمزيق الأوطان, وإثارة النعرات الطائفية, وتدمير البنى التحتية والمعالم الحضارية, واختلال الأمن, وسقوط القتلى الأبرياء, ونشر الدعارة, والاعتماد على الجواسيس والخونة وارتكاب الفظائع في (غوانتينامو) و (أبو غريب) والإصرار على وصم من يدافعون عن أوطانهم بالإرهابيين, وانتشار الفوضى واللصوصية وقد نهب المرتزقة في جيوشهم ملايين الدولارات (حسب ما صرحت به وسائل الإعلام -وخاصة الأميركية-)? وتطير الآنسة رايس برفقة وزير الخارجية البريطانية جاك سترو إلى بغداد, يلومان العراقيين على تأخيرهم ثلاثة أشهر ونصف الشهر في اختيار مسؤوليهم, ويحثان على الإسراع ويعلنان -ببراءة- أن العراقيين وحدهم أصحاب القرار -وكأن الانتخابات لم |
|